ما بقدرش أشيل عيني عن شباك المستشفى.
الدكتور قال إني محتاجة علاج عشان أتحسن، بس ما قالش أي حاجة عن وضعي الحالي في كلامه.
أمي وأبي بيجوا يشوفوني، بس عشان طول الوقت نايمة، ما بشوفهمش غير مرة أو مرتين في السنة.
كل يوم، فيه راجل بييجي بيتي عشان يراقبني، ويهتم بيا، ويحكيلي حكايات عن ماضيه.
دلوقتي ساكت بشكل مزعج. مرة سألته مين هو وليه بيهتم بيا. ما عملش غير إنه ابتسم، ولمس شعري، وشجعني أهدى في الأول.
كل حاجة هتبقى كويسة لو نمت نوم كويس. أنا يائسة إني أخرج من الوضع ده.
لسه مهتمة أعرف إيه اللي حصلي قبل ما يدخلوني المستشفى. وكمان عايزة أعرف أكتر عن حياتي اللي فاتت.
أول ما كشرت، الراجل قعد قدامي، وبعدين قرب مني وعصر مناخيري بلطف!
"ياي،" تمتمت، وبعدين ابتسمت له، وهو اتنهد وبص في عيني، كأنه عايز يسألني سؤال بس خايف يسأل.
"ممكن تقولي إيه هو؟" سألت. وبعدين ابتسم لي وهو بيغمض عينيه جامد، ومسح على إيدي، وبعدين غمض عينيه تاني.
شكله كان في حالة توهان.
إيه لو حياتك مش زي ما كنتي بتأملي؟ يعني، إيه سبب العذاب اللي عانيتي منه في حياتك اللي فاتت قبل ما تيجي هنا، وإزاي تغلبتي عليه؟" وقفت في مكاني وقفلت عيني.
"أرجوكي ما تقوليش حاجة لإن مش عايزة أسمع." قطعت كلامه وهو لسه بيتكلم.
مش متأكدة إيه اللي المفروض أصدقه دلوقتي. ما تعمليش كده دلوقتي. وبعدين رحت أحاول أخفي صداعي.
في دماغي، كل عرق في جسمي شكله بيتضغط بالغم، اللي شكله بيسحق جمجمتي.
"س-ساعدوني،" تمتمت قبل ما النور يروح.
"يا دكتور، أرجوك تعالى ساعدها! حاول على قد ما تقدر. " أنا مستعدة أستثمر فلوسي عشان أضمن علاجها."
الكسر اللي سمعته فاجأني تمامًا. في اللحظة اللي فتحت فيها عيني، أدركت إن ليون بيبصلي وإنه بيقرب من بؤي. مش متأكدة إيه أقول.
حد زقني بسرعة في الأوضة وبصيت على السقف المقبب.
ممكن تقوليلي بقالي هنا كام؟ ممكن تقوليلي بقالي هنا كام؟" لما سألت، أداني نظرة جانبية. أداني نظرة مرة وحط الخاتم على شمال الترابيزة عشان أخده. بما إني ما كنتش عايزة أتكلم عن الموضوع إمبارح، مش متأكدة ليه طرحت السؤال.
الخاتم بسيط، مع هالة من الماسات الصغيرة اللي بتحيط بيه. دهب أبيض عنده نغمة رنانة وأكيد أغلى من الدهب الأصفر. حتى بييجي معاه خاتم عنده ماسة كبيرة في نص السوار. شكله شبه خاتم الخطوبة.
بينما هو بيومض في دماغي، الحلم بدأ من جديد.
شيل الخاتم ده من صباعك، يا بنت! ده خاتم جوازك، بالمناسبة! أنا اشتريته لبنت أنا بجد معجب بيها، بس هي كانت عارفة إني مخطوب. ونتيجة لكده، رمت الشيء في اتجاهي. دي مسؤوليتك تمامًا!
أنا مش اللي ألومه. أمي وأبي كمان خطفوني. "قوليلي إنك عايزة كده!" بتصيح صاحبة بيت الدعارة.
"ليون واقف."
"يا عاهرة، ما تقربيش مني!"
"ممكن تقوليلي مين هو الأسد؟" كنت سألت. وبعدين ابتسم لي، ومشى صوابعه في شعري، وبص في عيني. عينيه بتترجى الكون الرحمة.
"هو جوزك، وإنتو الاتنين متجوزين قانونيًا." لسه صعب عليا أصدق. مش بيبدو إني كنت على علاقة بأي حد.
"مش ده بيبدو كأنه مش حقيقي؟" سألت نفسي، فاجئت نفسي، وبعدين مسحت على الخاتم اللي في صابعي، بحاول أتذكر إيه كنت بعمل هنا. إيه العلاقة بين دي وبين اللي لسه جري في أفكاري؟
ما تضغطييش على نفسك كتير، يا أوبري. أرجوكي خدي لحظة تريحي فيها الأول، تمام؟" تمتم، وأنا هزيت راسي بهدوء وابتسمت، بالرغم من إني عارفة إنه مش مناسب.
"ديونديل، إيه اسمك؟ ممكن تقوليلي إيه اللي حصل لجوانا؟" سألته تاني، ولما كررت عبارة "ديونديل،" التعبير على وشه بقى أسوأ كتير، وهو ضيق قبضته على البطانية.
فجأة، اتمليت رعب. مش متأكدة إيه اللي خلاني أحس بالخوف كده فجأة. مش حاجة هعملها. أنا شاكة إنه هيأذيني.
"ليه؟"
"ممكن تقوليلي إيه بتعملي هنا؟" ست وراجل شكلهم زي اللي كانوا في الأوضة معايا وقتها كانوا في آخر الأوضة لما الباب اتقفل عليهم. أمي وأبي كانوا ماسكين فاكهة.
مندهشة، بصيت حواليا على الناس اللي حواليا. "بعتني على مراتي،" رد.
هل تبدو مراتك دلوقتي؟ الموضوع كله كان على كتوفك يا طفل," أبي اتكلم بصرامة، وبعدين أمي قربت مني وبستني على خدي قبل ما تحضني، الست اللي لسه دكتورة.
"أرجوكي، يا أوبري، ما تتدخليش فيه." وقتها كانوا بيقيسوا بؤبؤهم، قالت مرات الدكتورة، "استمتعي بحياتك مع عشيقتك."
نقطة كلامها في محلها، لأن الحكم صدر، وإنتي دلوقتي مش تحت أي مسؤولية. حتى لو رجعت لمونتيزور، إنتي مش مراتك تاني. ده فاجأني، فدورت على طول عشان أبص للراجل اللي لسه ماسك إيدي.
إنتي مراتي." ممكن تقوليلي اسمك إيه؟" سألت، وكنت قلقانة إيه هيقول. سألت تاني. كان ماسك إيدي ومتردد يقول أي حاجة، وكانوا كلهم بيبصوا عليه.
فور فتح شفايفه، قفلهم تاني وغير نظره. قبضة إيده على عجلة القيادة بترتعش.
"أنا مرات ليوندهال،" بتقول الحكاوية. بعد كده، قفلت عيني وصرخت لدقيقة تانية. دماغي كانت بتنبض بألم معذب. قلقانة إني هفقد وزن كتير.
"مستحيل، إنتي بتقولي الحقيقة! ممكن تقوليلي ليه إنتي هنا؟" طلبت مساعدة صديق. وهم كلهم بيدوروا عشان يبصوا لي، طرحت السؤال بكل طاقتي.
"اسمها ديون، واسمي جوانا،" قالت، ابتسامة حلوة على وشها وهي بتبعد.
"بالظبط إيه بعمل في المكان ده؟ إزاي ده حصلي؟" ممكن تتساءل. أخدت نفس عميق واستنيت رد فعلهم. أنا خايفة تمامًا.
وجوده جابها لأميرتي. هو غلط في حقك وخدعك تمامًا. هو بيخليكي تعاني بسبب أفعاله. ده السبب إنك جيتي." هزيت راسي وحطيت إيدي على وداني.
بصراحة، مش مهتمة أسمع. أرجوكم خدو بريك." بهمس لحد ما بصرخ. إيه اللي حصل كان سخرية من العدالة.
أرجوكم، ما تخلونيش أعاني أكتر! مش قادرة أتحمل أكتر!" "ده وجع في الرقبة!" عشان أصد اللي سمعته، عيطت في المخدة، ووشي مدفون فيها.
"هو ده السبب إني هنا،" بتنهد وأنا ببكي، وصوتي بيتكسر بالعاطفة.
"ديون، رافقني بأفضل طريقة ممكنة. "أرجوك غادر،" أبي قال، وهو بيفلت البطانية وبيقوم على رجليه، تعبير حزين على وشه.
"أنا آسف،" همس، وكلمات "أنا آسف" خلت دماغي بتدور بمجرد التفكير فيها. كل ما بتوجع أكتر، كل ما بتزيد وتسوء الحالة.
"يا خراشي! اطلع بره من هنا، يا ليون!" جوانا زفرت، وأنا أخدت خطوة لقدام. حد طعنني في دراعي، اللي خلاني أتوقف تمامًا، والعذاب اختفى في نفس الوقت اللي جفن عيني وقع فيه.
لما مشي من الأوضة، رحت أنام بره.