*مطبخ هوني سولت*
الطلبات كانت بتيجي و عائشة بتخدم على طاولات مختلفة. اليوم كان مختلف عن الأيام الثانية، الزباين كانوا بيدخلوا و بيطلعوا.
عائشة جريت بسرعة على الطاولة الثانية و سألتهم إيه اللي عايزين يطلبوه، لما قالوا، هي سجلت على المفكرة الصغيرة بتاعتها و جريت على الطاولة اللي بعدها.
كان فيه زباين كتير أوي النهاردة عشان لما عائشة كانت بتاخد أوردر من طاولة، زباين تانيين كانوا عمالين يصرخوا "يا نادلة!" و هي لقت الموضوع متعب أوي.
بالرغم من إن النادلتين التانيين كانوا بيساعدوا في الأوردر، حسوا إنهم مش هيخلصوا قريب عشان الزباين كانت بتزيد.
"عائشة!" زميلتها لوسي نادت و هي بسرعة خدت أوردرات قبل ما تجري على لوسي. كانت بتتنفس بصعوبة و صدرها بيطلع و بينزل، الواحد يقدر يقول إنها تعبانة.
"أهو الأكل اللي طلبتيه" لوسي قالت و هي بتديها صينية الأكل. هي بتشتغل في المطبخ مع الباقيين بينما عائشة بتاخد أوردرات.
"شكراً...لأحسن أنسى، دي الأوردرات اللي على المفكرة، محتاجين أكل أكتر شكراً" عائشة قالت و مشيت بسرعة عشان تخدم.
تقريباً وهي رايحة، موبايلها رن، خلاها تقف مكانها. طلعت الموبايل من جيبها، مستخدمة إيديها التانية عشان تمسك الصينية.
شافي رقم المتصل و ردت بسرعة على المكالمة.
يومك سعيد يا آنسة فيفيان. أنا خلاص عارفة إيه اللي عايزة تقوليه، هأجي بدري النهاردة.
تمام عائشة.
قالت و قفلت الخط. عائشة تنفست براحة.
مشيت على الطاولة و حطت صينية الأكل عليها.
"في حاجة تانية يا آنسة؟" سألت و الست بصت عليها بقرف قبل ما تهز رأسها يمين و شمال.
حست بالإحراج، هل ده عشان لبسها؟ بس مفيش حاجة غلط في لبسها.
عشانها البنت المرحة اللي هي، بس ابتسمت.
"تمام يا آنسة" قالت قبل ما تمشي على الطاولة اللي بعدها عشان تاخد أوردرات.
*
*إمبراطورية لوكاس*
غرفة الاجتماعات....
غرفة الاجتماعات كانت مليانة خلاص بالمعنيين و هما قاعدين حوالين ترابيزة.
الجو كان كئيب و الكل لاحظ ده.
محدش تجرأ ينطق بكلمة، كلهم كانوا مستنيين المدير يتكلم.
المدير كان قاعد في الكرسي اللي في المقدمة و هو مواجه لأعضاء المجلس. كانوا بيظبطوا البدلات بتاعتهم بس. كانوا بيظبطوا في البدلات بتاعتهم من ساعة ما وصلوا غرفة الاجتماعات.
المدير بص لأعضاء المجلس كلهم بدون أي تعبير كالعادة. هو مكنش النوع اللي بيضحك أو بيبهدل الأمور بأي شكل.
الراجل اللي كان مفروض يقدم كان واقف قدام Airtame. هو كمان كان مستني المدير يتكلم قبل ما يكمل.
بعد حوالي تلتين دقيقة من الصمت، المدير مسح زوره و فتح ملف كان محطوط على الترابيزة اللي قدامه.
"تقرير ليا" قال أخيراً و المقدم بص له قبل ما يتكلم.
"يا سيد كامدن، منتجاتنا وصلت لبلاد مختلفة و أخادت تقييم خمس نجوم في كل تطبيق و في كل شكل من أشكال السوشيال ميديا و..."
"منتجاتنا وصلت لفين؟" كامدن سأل بحدة، قاطعه.
"الأثاث بتاعنا وصل للتوب خمسة على مستوى العالم و هو متصدر في بولندا، تركيا، فيتنام و كام دولة تانية" هو شرح و كامدن هز رأسه بإعجاب.
أعضاء المجلس كمان ابتسموا بإعجاب، هما مبسوطين عشان كامدن مبسوط بالنتيجة. محدش عايز يوم إجازة ممكن يتحول لأبدية.
المقدم كان فعلاً بيتحرق من جوه، شكل فيه سؤال هو معندوش إجابة عليه لسه.
"فيه حاجة تانية محتاج أعرفها؟" كامدن سأل كأنه بيعرف اللي في دماغ المقدم.
"أيوة يا فندم، السفير الصيني عايز يعمل صفقة معانا، فـ أنا كنت..."
"ألغوا كل الاجتماعات معاهم و قولولهم إحنا مش مهتمين" كامدن قال قاطعه بحدة و كمل
"هياخدوا موقف وحش مننا أول ما نكون واحد و أنا مش عايز ده. فـ اعملوا زي ما بقول، الاجتماع خلص"
بعد ما الاجتماع خلص، كامدن كان في طريقه للبيت لما موبايله رن. شاف رقم المتصل و اتنهد قبل ما يرد على المكالمة.
أهلاً يا أمي.
أهلاً يا حبيبي، عامل إيه؟
أنا كويس يا أمي، فيه حاجة؟
دي جريمة إني أتصل بولدي و أسأله عامل إيه؟
لا يا أمي.
تمام، طب قابلني في مطبخ هوني سولت، أكلهم تحفة. هستناك.
قالت و قفلت من غير ما تستنى رده.
كامدن اتنهد و هو بيمسح صدغه بتعب. أمه درامية أوي. هي عايزة تقوله إيه المرة دي؟
راح على عربيته، السواق بتاعه فتح الباب و هو دخل جوه.
"على فين يا فندم؟"
"مطبخ هوني سولت" رد و السواق شغل العربية و اتحرك.
*
*مطبخ هوني سولت*
السيد لوكاس كانت قاعدة خلاص و مستنية ابنها. كانت بتبص على الساعة بتاعتها و بعدين بره الشباك عشان تشوف لو فيه أي أثر منه.
هي عايزة تشوفه أوي، فات فترة طويلة من ساعة ما شافته.
بعد كام دقيقة هو وصل للمطعم، هي لوحت له بتحاول تلمه فين هي قاعدة.
"آسف إني اتأخرت شوية" كامدن قال و هو بيقعد.
"عادي" هي ردت بابتسامة. "أنا مبسوطة إنك هنا بس، فات كتير. أنت رفضت تيجي البيت و نادراً ما بتاكل أي حاجة، شوف بقيت رفيع إزاي. أنت بتقلقني طول الوقت."
"أنا آسف إني قلقتك" هو اعتذر بسرعة و هي ضربت دراعه خفيف.
"مش لازم تعتذر، أنا أمك فـ هاقلق، دي مهمتي إني أقلق."
"تمام، إحنا هنا عشان ناكل صح؟" هو سأل. "مش شايف أي أكل."
"متشغلش بالك بده، أنا طلبتلك خلاص، أنا عارفة إيه اللي بتحبه."
بعد ربع ساعة النادلة وصلت بالأكل. أكيد جه بسرعة. الأكل كان كتير و ريحته مليت الهوا.
هو فعلاً اللي بيحبه، هو هز رأسه بإعجاب و أمه بس ابتسمت. هي عارفة إنه مبسوط، بس هو دايماً النوع اللي نادراً ما بيعبر عن مشاعره.
"في حاجة تانية يا آنسة؟" النادلة سألت و كامدن حول نظره عليها. هي فعلاً جميلة و ساحرة. هو عمره ما بص كده كتير على بنت قبل كده بس البنت دي اللي واقفة هنا لفتت انتباهه.
"لا يا حبيبتي، إحنا كويسين" السيدة لوكاس ردت و النادلة انحنت قبل ما تمشي.
هو بص عليها لحد ما اختفت من نظره قبل ما يواجه الأكل اللي اتحط قدامه.
"هما ميعرفوش حاجة عننا، عشان كده بحب المطاعم المحلية. مش المطعم اللي أول ما ندخل جواه الكل بيبدأ يوشوش" هي قالت و هو رد بـ هممم.
"كل أكلك بسرعة."
"أنتِ مش بتأكلي؟" هو سأل و هي ابتسمت.
"أنا أكلت خلاص، فـ دلوقتي كل أنت."
على الأقل هو اهتم بيها و ده خلاها مبسوطة.
"أخوك جاي بكرة" هي قالت بعد كام دقيقة صمت و كملت
"أبوك بيعملها تاني، معرفش ليه هو عايز الولد ده ييجي البيت. افتكرت إنه هيفضل في أسبانيا على طول. لما ييجي، اتجنبه بأي شكل."
كامدن مطلعش ولا كلمة و هو بيكمل أكل.
يتبع...
أم المدرسة الثانوية: هي بتاعتي.