أنا عارف إنّي لازم أهدّي نفسي. بس الموضوع بيصعب. صبرِي عمال يخلص، كل ثانية بتعدّي.
مش قادر ما أتساءلش ليه أنا في الوضع ده، تاني. كأنّه في كل مرّة بطلع فيها، ده بيحصل. يا للروعة! أف!
و بصراحة، أنا حتّى مش بطلع من البيت كتير. أنا بتعلّم في البيت من زمان، و ماليش أي صحاب. و حتّى عندي حرس شخصي في أي مكان بروحله، و دول بيرعبوا أي حد بيقرب مني. أنا عارف إنّ حياتي زفت، بس مش بإيدي. إنّي أكون الولد الوحيد لـ دون راميريز، زعيم مافيا إيطالي قوي و مؤثر، ده بيخلّي حياتك كده.
يمكن ده كمان السبب في إنّي هنا في مخزن مهجور، مربوط و مكتّم.
يا إلهي! الناس عمرهم ما بيبطّلوا يبهروني، ممكن يكونوا من خلفيّات مختلفة، بس كلّهم بيفكّروا بنفس الطريقة. السيناريو، و أساليبهم، كلّهم زي بعض، و الحقّ إنّي بدأت أتضايق من ده. أنا جعان و عطشان، و ده غير إنّي حاسس إنّي وسخ و بآكل في جلدي. عايز آكل، و آخد دش، و أروح الحمام. يا رب!!
و خاطفيّ الزبالة دول، عندهم الجرأة إنّهم يتصرّفوا كأنّهم ناس مهمّين، و همّه بيتباهوا و بيضحكوا و بيكلموا بعض بكل أريحية، في الوقت اللي بيستنّوا فيه الوقت المناسب للمقايضة اللي هتحصل أي لحظة مع أبويا. يا للحظّ! البلاوي دي خطفتني عشان فدية بمية مليون دولار. يا للابتذال!
"هاي! شايف إنّ دي فكرة كويسة؟ أنا عارف إنّنا محتاجين فلوس، بس ده لسه راميريز، فاهم؟" شاب أشقر سأل قائده لويس، لو ما كنتش غلطان. ياه، شوف ده، شكله الواد ده مش غبي زي الباقيين.
"خرّس نفسك يا ريكاردو! حتّى لو أبوه راميريز، الواد ده لسه ابنه، فأنا متأكّد إنّه هيدفع الفلوس!"
"توينك"؟
الواطي ده لسه قالي إيه؟!
أنا مش سامع غلط، صحّ؟
"بس يا عم، هو الواد ده فعلًا راميريز؟ أنا شوفت أبوه، و الراجل ده يخوّف!"
"همم، دلوقتي بما إنّك سألت..."
فجأة كذا عين بصّت ناحيتي. بيدرسوني شوية، وده بيخلّيني مش مرتاح.
"هو شكله حلو شوية كولد، مش كده؟"
حسّيت عين الشمال بتترعّش، و إيدي بدأت تهتزّ.
"آه، و رفيع برضه."
أوكيه، لازم أخد نفس و أهدّي. مش لازم أكون عبّوس..
واحد...
اتنين...
"آه، مع الجسم ده و المؤخّرة...، هو ١٠٠٪ أكيد توينك."
فرقعة..
حتى ما شافوش الموضوع جاي. بس بعد الجملة الأخيرة دي، كأنّ أي صبر متبقّي عندي اختفى فجأة. في ثانية واحدة 풀ّيت إيديّ و رجليّ المربوطين، و شيلت الكتمة. أكتر واحد مسكين هو اللي كان قريب منّي، طعنت رقبته بخشبة حادّة، و بعدين زي دمية قماش، جسمه وقع على الأرض - ميت بالفعل.
أول حاجة عرفتها، إنّ الرصاص كان بيطير حواليني. بس للأسف ما قدروش يخلّوا أي رصاصة توصل. بتحرّك بسرعة لدرجة إنّ الرصاص عمره ما لمسني. ضربتهم واحد واحد، بهجم عليهم بدقّة و بنية القتل. بعد شوية، كل أجسامهم كانت على الأرض، من غير حياة. ما حدش عاش.
"مش قادرين حتّى تستنّوا دقيقة زفت؟" صوت غليظ فاجأة هزّر.
"يا شوية بطيئين! مش قادر أستنّى أكتر!"
على المدخل، كذا راجل دخل المكان. كلّهم كانوا طوال و عضلات، و كلّهم لابسين بدلة سودا غالية. استهزأت، يا للأصالة!
"يا سيّدي الشاب، آسف على التأخير. أبوك مستنّيك." حارس شخصي ماثيو قال.
"أوكيه، الحمد لله! مش قادر أستنّى أروح البيت. المكان ده زفت!" اتنهدت و أنا خارج، "و إيزاك، ممكن تولّع في المكان ده، و تدمر أي دليل متبقّي، و تتخلّص من الجثث بالطريقة اللي شايفها مناسبة." قلت له ببرود، صوتي كان خالٍ من أي نوع من العواطف.
"نعم، يا سيّدي الشاب." إيزاك قال بابتسامة سادية على شفايفه. أنا عارف إنّه بيخطّط لحاجة، و بالطريقة اللي بيبصّ بيها على الجثث، مش هتكون لطيفة.
و أنا بخرج من المكان، طلعت تنهيدة تقيلة. بلعن في حياتي و بدعي للآلهة إنّها تكون آخر مرّة أقتل فيها حد. بس أنا عارف إنّ ده مستحيل. بصفتي كيمتون راميريز، الوريث الوحيد لـ مجموعة لا مورتي، ماليش اختيار غير إنّي أعيش الحياة اللي اتختارت لي. يا للشفقة.. تنهيدة..