يا "طفل"، هل فيه وحوش بجد؟" قال الـ "طفل"، وهو ماسك دمية بشعر وردي، 'نانا" قالت لي لو كنت شقي، الوحوش راح تجيني، هل هذا صحيح؟"
الـ "الجد" ضحك، وتوقف عن خلط الفواكه الطازجة، 'أممم، يعتمد، الوحوش تجي بأشكال مختلفة، لو تسألني، هم صح، بس مو كل الوحوش سيئين."
'بس ليش يسموهم وحوش لو مو سيئين؟"
الـ "الجد" تنهد وجلس على مستوى حفيدته، 'الناس يسمون المخلوقات الفريدة وحوش، بغض النظر عن حقيقتهم الحقيقية." نظر مباشرة في عيونها، 'تذكري هذا يا "طفل". راح يكون عندك دايماً القدرة على رؤية الحقيقة في الناس الآخرين، دايماً، وراح تشوف جوا عيونهم."
-------
'وش حالتها؟ قولي لي!" "لينكولن"، القائد، كان قلقان على "ياسمين"، زوجته، اللي في المخاض الحين؛ حتى لو إنه "ألفا"، ما سمحوا له يدخل الغرفة اللي "ياسمين" تولد فيها.
'سيدي، أرجوك، اهدأ؛ كل أفضل "ديفينا" جوا تساعد لونا، فاطمئنوا إنهم راح يساعدونها تولد طفلك،" "دوفان"، خادمه المخلص، قال له، 'تعال اجلس في غرفتك،" بس الـ "ألفا" رفض يسمع، "دوفان" عرف إن هاليوم راح يصير، إن الـ "طفل" الصغير اللي اهتم فيه أطول وقت قاعد يصير أب، يقدر يشوف في عيون "لينكولن" مزيج من الحب والقلق والإثارة.
قلب "دوفان" مليان فرح خالص. يقدر يشوف التغيرات في ولده؛ يعامله كأنه ابنه. "دوفان" كان أقرب صديق لـ "الجد" حق "لينكولن". لما "الجد" مات، "دوفان" اختار يهتم بـ "لينكولن"؛ لما أبو "لينكولن" مات خلال الهجوم، بدل ما يترك القطيع، بقى وتحمل مسؤولية تربية "لينكولن".
'كيف كانت "ياسمين"، يا ابن أخي؟" "جوفاني"، واحد من رواد القطيع، وصل، مع خادمه وزوجته، "إليسا".
"إليسا" هي أصغر بنت لـ "بينيدكتو"؛ هي اللي رتبت الزواج لولد "باسيتو" و"غريغوريا"، واحد من أقوى العشائر في المدينة كلها.
على الرغم من إنها الأقل تفضيلاً، عائلة "إليسا" اضطرت تاخذ مكان أختها، "جانين"، اللي تحب شخص ثاني، وأهلهم يبغونها تعيش حياتها على الآخر، حتى لو إنها لازم تقوم مكان أختها.
"إليسا" حاطة في بالها إنها لازم تصير أقوى، عشان محد يقدر يسوي اللي سووه أهلها فيها مرة ثانية؛ كبرت وصارت ناضجة؛ كرهت عائلتها وقبلت جشع قلبها و"جوفاني".
هي تعرف إن "جوفاني" ما يحبها؛ هو بس يبغى جسمها ووجهها، اللي يقدر يظهرهم للجمهور؛ هي كانت زوجة ترفيهية؛ ما تعرف كيف تحب، كيف تهتم، وكيف تقاتل من أجل شخص تعزه، الشي اللي شافته "إليسا" عند الـ "ألفا" و"ياسمين"، هي قلقانة بصدق على هالاثنين.
'لسى جوا، تولد طفلنا،" جاوب، ولساته متوتر. هو قلقان وخايف في نفس الوقت. قبل ثلاث شهور، راحوا لواحد من أكبر الناس في عشيرتهم، "بابيلو"، اللي تتوقع المستقبل، و"بابيلو" أكدت إن "ياسمين" حامل بشي نعمة ونقمة في نفس الوقت.
بعد الحادثة، انتشرت إشاعة إن يمكن، "ياسمين" حامل بتوأم من الجنس الآخر، اللي يعتقدون إنه نذير شؤم. عائلة "لينكولن" كان عندها توأم زمان، وسوء الحظ تبعهم حتى قبورهم، حتى جيلهم.
لذا، إن الواحد يجيب ولد وبنت كتوأم نذير شؤم، ممنوع، خطيئة لازم تنتهي عشان تنقذ الأجيال الجاية؛ بس، "لينكولن" حب بنت مزارع، واللحظة اللي قالت فيها أيوه، وعدها بالعالم، عالم مليان بالسعادة والأمان "لينكولن" ما بغى شي يصير لـ "ياسمين"؛ حبها أكثر من حياته.
'لا تضايق نفسك يا "لينكولن"؛ "ياسمين" تقدر تسويها؛ على كل حال، أنت وعدت عشيرتنا إنك أنت و"ياسمين" راح تقدرون تجيبون طفل يقدر ياخذ مكانك كـ "ألفا"، حتى لو إنها بشرية،"
"لينكولن" طالع "جوفاني" في عيونه، ونظرة جامدة، 'العم "جوفاني"، لازم نتكلم عن هالموضوع، أنا أدري إنك تهتم بالعشيرة، بس ما تقدر تتحكم بقراراتي؛ لسا عندي كل الحقوق إني أحكم شعبي، أرجوك تعرف وين تحط رجلك،"
"جوفاني" بدا إنه انزعج من اللي قاله "لينكولن"، بس اختار يبقى هادي، 'لينكولن، أنا واحد من أفراد عائلتك الموثوق فيهم، أنا بس قلقان إن "ياسمين" تجيب طفل يجيب لنا سوء حظ، أنت عارف قصدي، "لينكولن"، كثير ذئاب وبشر حاولوا، بس فشلوا وتعدموا، ما أبغى هذا ي—"
'أنا أعرف وش أبغى، ووش أحتاج، أنا مسؤول عن كل أفعالي، وراح أكون دايماً، شكراً على لطفك واهتمامك، بس أنا ه—" "لينكولن" وقف لما طلعت وحدة من "ديفينا"، 'دينا! كيفها زوجتي؟ هي كويسة؟"
الخوف دخل قلب "لينكولن" لما "ديفينا" بدت تبكي، 'سيدي،" قالت بصوت يرتجف، حتى "جوفاني" و"إليسا" دخلوا يعرفون السبب اللي تبكي عشانه، 'ملكتي ولدت توأم، ولد،" وجوههم نورت، 'وبنت،"
'يا لهوي!" من كثر الصدمة، "إليسا" صرخت، '"ياسمين" ولدت نذير شؤم!"
الكل شهق؛ الخوف والقلق أكل قلوبهم لما سمعوا الخبر؛ كل الحماس اللي كانوا يحملونه في قلوبهم اختفى على طول.
'قلت لك، "لينكولن"! هالبشرية ما راح تجيب لنا خير!" "جوفاني" قال بغضب، 'لازم تقتل واحد من أطفالك عشان توقف اللعنة!"
'لا!" قال "لينكولن"، وطلع من المكان، وراح لعائلته، وين لقى "ياسمين"، تبكي، اللحظة اللي "لينكولن" شاف الدموع تنزل من عيون "ياسمين"، حس إن قلبه انطعن بمليون إبرة، 'يا ملكتي،" ركع، 'أنا أحبك،"
'لين، ما أقدر، أرجوك، ما أقدر أفقد أي واحد من أطفالي، لا تقتلهم، أرجوك،" "ياسمين" ترجاه؛ ضمتهم كأن في أي وقت أحد راح ياخذهم منها.
'يا ملكتي،" "لينكولن" ما قدر ينطق بأي كلمة؛ ما قدر يحط الكلمات في كلام قد إيش هو منكسر القلب؛ زوجته لازم تكون حاسة بأسوأ من اللي يحس فيه.
'لازم تقتل واحد منهم، "لينكولن"! راح تحط عشيرتنا في خطر كبير!" على طول غطى جسم "ياسمين" العاري، 'أنت تعرف إن إنجاب توأم من الجنس الآخر نذير شؤم! هذا فعل ممنوع! هالعيال راح يقتلون الكل؛ مكتوب في دليل أجدادنا!"
'مين بحق الجحيم قال لك تدخل، هذه خطيئة يعاقب عليها!" "لينكولن" صرخ، يحاول يبقى هادي، 'اطلع، وأنا لسى مسيطر على نفسي؛ ما يهمني إذا أنت عائلتي أو لا، أنت قاعد تقلل من احترام زوجتي!"
'"لينكولن"، أرجوك،" "إليسا" دخلت، تبكي، 'أرجوك، كن الـ "ألفا" عشاننا، ما نقدر نخسر كل شي عندنا، حتى حياتنا، بس عشان فعلك الأناني، اقتل واحد منهم، اقتل البنت، الولد لازم يكون اللي بعدك في منصبك،"
'كيف تتجرأين تقولين هذا بوجهي،" جسد "لينكولن" قاعد يسخن، وفي أي ثانية، يمكن ما يقدر يمسك نفسه مرة ثانية.
'أرجوك،" "إليسا" ترجت قبل ما تسحب "جوفاني" برا غرفهم، 'نترجاك، بالنيابة عن العشيرة كلها."
الصمت تردد في الغرفة كلها؛ "ياسمين" كانت تبكي، ولساتها ماسكة عيالها؛ هدأ نفسه قبل ما يداعب شعر "ياسمين" الأسود-الخوخي، 'لا تقلقي يا ملكتي. ما اح أخلي أي أحد يأذي عيالنا،"
'إذن كيف؟" سألت "ياسمين". قلبها ينجرح، بس تفكر إن بنتها راح تكبر بدون وجودها، وما راح يكون عندها فرصة تعلم بنتها اللي لازم تتعلمه.
"ياسمين" ما راح تقدر تعرف أكلة "فيرا" المفضلة، لونها، فاكهتها، أفلامها، أو موسيقاها؛ كل هالحقوق راح تكون ممنوعة عشان تنقذ "فيرا" من خطر كبير.
'راح نخفيها في عالم البشر، وبعدها، راح نخليهم يعتقدون إننا قتلنا طفلنا،"
'أنت قاعد ترسلين طفلي لعالم البشر من الحين؛ أنت ما راح تحتفظين فيها؛ أنت قاعد تقتلينها، "لينكولن"! لا!" "ياسمين" بدت تنوح، زي المجنونة.
'لا، لا، يا ملكتي، خليني،" "لينكولن" يحاول يهديها، 'أنا أعرف أحد راح يهتم فيها أكيد، ولما يجي الوقت الصح، أنت بعد راح تجتمعين."
'ومين هالشخص اللي تقدر حتى تثق فيه عشان يهتم ببنتنا؟" "ياسمين" كانت لسى تبكي، رافضة تسمع "لينكولن"؛ قلبها كان في ضيق كبير كأنه يتقطع.
'زوجين أنقذتهم لما كنت "ألفا" متوج، وعدتهم، إنه طالما أنا عايش، راح أكون حاميهم، وفي المقابل، أي شي أطلبه منهم راح يعطونه، هم ألطف ناس قابلتهم من عالمك، يا ملكتي،" "ياسمين" كانت لسى تشك. ومع هذا، اختارت تثق في "لينكولن"؛ أومأت، 'إذن، راح نعطيها اسم وبركة من الحماية والحكمة؛ وش تبين يكون اسمها، يا ملكتي؟"
"ياسمين" طالعت في بنتها، وعيونها مغمضة، مسكتها وهي تبتسم، '"فيرا"، راح نسميها كذا، لأنها جابت لنا فرح السماء لفترة قصيرة،" التفتت لطفلها الثاني، 'وهالولد راح نسميه "ماكس"، اللي تعني رفيع، وقوي، لأنه راح يدافع عن الآخرين، وراح يبقى ثابت، وسط أي معضلة،"
"لينكولن" داعب شعر "فيرا"؛ ورثت شعرها من أمها، '"فيرا"، يا بنتي، أنا قاعد أعطيك حماية،" جرح نفسه وأسقطها على "فيرا"، 'هذا الدم راح يكون حمايتي لك، عشان محد يعرف إنك مختلفة عن الآخرين إلا لو كان شخص يحبك بدون شروط،"
التفت لطفله الثاني، اللي نايم بهدوء، 'وأنت، "ماكس"، يا ولدي،" أسقط دم ثاني على جبين "ماكس"، 'هذا راح يكون دليل لك عشان تصير قائد قوي وحامي عظيم؛ قيادتك راح تكون معروفة،