“زهقت وقرفت من الرجالة دي يا نتاشا! تتخيلي قلة الأدب اللي عملها الشخص اللي طلعت معاه؟ جابلي اقتراح شغل!” قالت جوانا وهي بتمشي في مكتبها. “يعني بجد…”
“على الأقل ده كان صريح بخصوص أجندته يا جو، سيبك منه. هييجي واحد كويس.”
“يا آنسة باول,” قالت كيم، سكرتيرتها، وهي بتدخل المكتب ومعاها شوية ملفات.
“إيه!” ردت بغضب.
“الاجتماع بتاع الساعة اتنين بعد دقايق. كل أعضاء مجلس الإدارة مستنيينك.”
“ممكن يستنوا، أنا في نص حاجة,” قالت لكيم وهي بترجع لكرسيها.
“آسفة يا تاش بس لازم أحضر الاجتماع ده، وإلا أبويا القديم هيبهدلني، وهو متوقع معجزة في السنة اللي استلمت فيها مكانه. تعالي بعدين، ممكن نعمل ليلة بنات، أنا بجد محتاجة صحبتك.”
“أكيد يا جو. هكون هناك بعدين، أنا ماعنديش أي حاجة أعملها في ليلة الجمعة على أي حال,” قالت لصاحبتها وهي بتخرج من مكتبها.
وهي بتمشي بغرور لطريق غرفة الاجتماعات، كل موظف عندها بيتجنبها، مش عايزين ينضافوا لقائمة الناس اللي بتعتبرها أغبياء. كانوا عارفين لازم يتجنبوها، خاصة لما تكون في حالة مزاجية وحشة، ودي كانت تقريبا كل يوم. كوريثة وحيدة لشركة باول للهندسة والبناء، كان لازم تكون قاسية في مجال بيسيطر عليه الرجالة. كعوبها كانت بتعمل صوت عالي وهي بتخبط في أرضية الرخام الباردة وبتعرف الناس إنها خارج مكتبها. كانت لابسة جيبة قلم رصاص سودا بتبرز بشرتها الكراميل الحلوة. قميص أبيض بأكمام طويلة مفصل عشان يبرز صدرها ووسطها الصغير. شعرها المجعد كان مربوط في ديل حصان ضيق، وده كان بيخلي خط شعرها يصرخ من الألم.
كيم كانت بتمشي وراها على طول وهي شايلة اللاب توب والتليفونات بتاعتها.
أول ما دخلت غرفة الاجتماعات، سكت كل اللي فيها، كأن قاضي أمر بالصمت في المحكمة.
“يا جماعة، مساء الخير. كلكم عارفين ليه إحنا هنا,” قالت وهي بتمشي ناحية رأس الطاولة.
كيم سلمتها نظارتها وجهزت لها اللاب توب.
وهي بتبص حواليها، بصت لكل واحد في رؤساء الأقسام، وشافت الخوف في عيونهم. كانوا عارفين إن فيه حد هيتطرد قبل ما يبدأ الاجتماع. رئيسهم الجديد كان ببطء بيطرد الناس المؤذية في الشركة وبيقتلهم بطريقة وحشية وهي بتعيد هيكلة الشركة للأحسن.
عيونها نزلت على رئيس قسم المحاسبة وقالت, “خدماتك مش مطلوبة في الشركة دي تاني يا تيد، أنا عارفة إنك بتسرق فلوسي في الشهور اللي فاتت، وحاليا حساباتك اتجمدت.”
“إيه ده، مش ممكن تعملي كده، أنا بشتغل في الشركة دي سبع سنين كويسين، مش ممكن تطرديني!” قال وهو واقف وبيمشي ناحيتها. جوناثان، سواقها/بودي جاردها، دخل مع راجلين تانيين ومسكوا تيد قبل ما يوصل لها.
بصتله ورفعت حاجب وبتبص بابتسامة ساخرة.
وهي بتمشي ناحيته قالت بصوت قاسي وهي بتشيل نظارتها، “مش فارق معايا إذا كان أجدادك اشتغلوا في الشركة دي، بس لما قررت تسرق مني عملت قرار مميت. بس أنا بأشفئ عليك، شفتي فرص عظيمة ليك، بس أنت بس شوهت اسمك. كويس إنك لسة مش متجوز، فكر إزاي هتعول أسرتك، عشان بعد ما أخلص منك، محدش هيرضى يشغلك، ده وعد مني.”
وهي بتلف قالت, “اخرجوه بره مبنى شركتي يا جماعة.”
جوناثان قاد رجاله وهم خارجين مع تيد الغضبان، وقفلوا الباب بهدوء وراهم.
“دلوقتي ممكن نبدأ,” قالت، والرجالة ارتاحوا شوية بشكل واضح. وهي بتقعد في كرسيها، حطت رجل على رجل واسترخت وهي بتبص في اتجاه البروجكتور.
“سيمونز ورّينا التصميمات اللي فريقك عملها لمبنى السيد كزندر.”
الشاب وقف بعصبية وهو بيبدأ يتكلم عن التعديلات اللي عملوها في تصميم الفندق، وهي لاحظت شوية أخطاء ووقفته بإشارة من إيدها.
“شيلوا الهبل ده من قدامي. راجعوا تصميماتكم تاني، أنا مش بدفع لكم عشان أخطاء، دلوقتي الواحد بيتعجب ليه الشركة دي بتخسر شغل.”
“آدمز، إحنا فين في الحصول على مواد بناء كويسة.”
“أنا… أنا اتكلمت مع,” قال بعصبية.
“اتكلم بصوت عالي من فضلك، كلنا عايزين نسمعك.”
“اتكلمت مع صناعات رايموند، هما أحسن موردين مواد بناء في البلد. التسعيرة بتاعت المواد بتاعتهم قدامكم.”
“كويس.”
ده استمر وهي بتسأل كل قسم عن مسؤولياته. وبمجرد ما خلص الاجتماع، طلعت تنهيدة ارتياح من كل واحد في الأوضة، وبعدين خرجت جوانا من الأوضة وهي رايحة على مكتبها وكيم وراها على طول.
“عندي اجتماعات تانية النهاردة؟” سألت كيم وهي بتلم اللاب توب بتاعها.
“لأ يا آنسة باول، ده كان الأخير.”
“عظيم، ممكن تاخدي بقية اليوم إجازة، أنا رايحة البيت. مش عايزة أي مقاطعات نهاية الأسبوع دي إلا لو فيه مبنى بيتحرق.”
وهي بتاخد شنطتها واللاب توب بتاعها، خرجت من مكتبها، واديت تحية صغيرة لأي عامل تجرأ يقولها مع السلامة. وهي بتدخل المصعد الخاص بتاعها، بصت في رسايلها على الأيفون بتاعها، معظمها من أمها، بتطلب منها تيجي البيت نهاية الأسبوع، وواحدة من نتاشا بتقولها الساعة كام هتوصل عندها. جوناثان كان بالفعل عند مدخل المصعد مستنيها وهو ياخد شنطها. وهو بيقود الطريق إلى الرولز رويس السودا بتاعتها.