من وجهة نظر رُدى
مشيت على أرض المدرسة وأنا ماسكة شنطة ظهري وبدق رقم على تلفوني.
"ألو، لوكا وينك؟" سألت وأنا ابتسم، وحسيت إنه هو بعد ابتسم عالطرف الثاني.
"أنا بالفعل بالصف. آسف ما جيت أخذك، اضطريت أغادر البيت بدري" قال، وهزيت راسي بالموافقة.
"كل شيء تمام بخصوص خروجك من البيت بدري؟" سألت.
"إيه، أمي طلبت مني أقضي مشوار في حزمة الفضة."
"تمام"، أشوفك في فترة الاستراحة. "خليك بعيد عن المشاكل يا حبيبي" قال، وقفل المكالمة.
ضحكت بخجل، وأنا ابتسم. أحب لما يناديني بأسماء الدلع.
نادرًا ما يسويها، بس رين وأنا نحبه كثير.
مقدمة صغيرة عن نفسي*****
اسمي رُدى، وأنا من حزمة حجر القمر.
أبوي هو البيتا، ورين ذئبي الجميلة.
عندي صديق حلو ورائع، وحنا مع بعض من 9 سنين. اسمه الحلو لوكا.
لوكا هو ولد ألفا في حزمتنا، وتعرفنا على بعض لما أبوه صار ألفا وأبوي صار بيتا.
صداقتنا كبرت وصارت علاقة حلوة مع مرور الوقت، والحين، مو قادرة أنتظر لما أصير 18 وأختم رسميًا فيه.
لا تسألوني كيف عرفت إنه راح يكون شريكي. حنا مع بعض من زمان، وحتى إلهة القمر أكيد تدري عن حبنا.
كفاية عن حياتي الخاصة، خلونا نروح لحياتي في المدرسة.
أنا ولوكا نروح لمدرسة ويستبريدج الثانوية اللي في وسط حزمة القمر الأسود.
أنا بصف A، ولوكا بصف C.
صفنا يبعد بكتلتين، عشان كذا سمعتوني أقول "أقابله في فترة الاستراحة".
كلنا طلاب سنة أخيرة.
عندي أحسن صديقة روز، ومتأكدة إنها راح تكون تنتظرني قدام الصف فاتحة ذراعاتها.
أحب مدرستي وكل شيء فيها، ما عدا شخص واحد.
اسمه... "هييي، انتبهي!" فجأة دفعتني قوة.
تلعثمت لقدام، وتلفوني طاح من يدي عالأرض، ورجل دست عليه ومنعني إني ألتقطه.
رين زمجرت لما عرفت مين هو، وتنهدت.
تكلم عن الشيطان ويطلع.
رفعت راسي وواجهت الوحيد اللي يعذبني.
"وش تبي الحين؟" قلت وأنا أناظره، وهو ضحك.
"تبين، استسلمي ل.." قال وهو يبتسم، وصرخت.
"هذا بس يصير في أحلامك الوردية" قلت، ورين همست "وقح سخيف"، وضحكت.
"رجع لي تلفوني" قلت وهو بالفعل التقطه وحطه في جيبه. "هذا بعد يصير في أحلامك الوردية" قال وهو يبتسم بخبث.
غبي!!!!! "رجع لي تلفوني، جايدن" قلت وأنا متضايقة، بس تجاهلني وبدأ يمشي.
يييش!!! شيطان، ناديته وركضت وراه، وكدنا نكون قدام صفنا لما وقف.
"إذا تبين التلفون جد، تعرفين وين تحصلينه، في الحمام، بسعر سريع" قال، ورفعت عيوني بملل.
"في أحلامك يا أحمق" قلت، ولف وركض للخارج في لمح البصر.
"آآآآآه!!!!" صرخت وضريت راسي.
شفتيوا اللي كنت أحاول أشرحه لكم؟ هذا الولد هو الوحيد اللي يعذبني في المدرسة.
الحين لازم أترجاه قبل ما يرجع لي تلفوني.
"عادي، تشجعي، ونروح للصف، أسبوع جديد، وما شفنا روز من كم يوم" رين تذمرت، وسخرت.
"بس قولي إنك تبين تشوفين لانا، لا تستخدمين روز عشان تجريني" قلت وأنا بالفعل أعرف هدفها، وونّت.
"أوكي، نروح نشوف روز" قلت، وقفزت بفرح. زين، هي بس تبغى تشوف روز عشان لانا؛ ذئبة روز.
رين ولانا أحسن صديقات، زيي أنا وروز.
مشيت تجاه الصف، وزي ما قلت لكم، روز وقفت قدام الباب فاتحة ذراعاتها على وسعها.
دخلت صفهم، ورين نطت فيني لما حست بلانا، وعلى طول سدت علي أفكارها.
"قيل وقال!!! مين يدري وش قاعدين يسوون" قلت، وضحكت روز.
"خلوا الذئاب، خليهم ينبسطون وحنا ننبسط" قالت وهي تسحبني لمقعدنا.
"علميني كيف كان نهاية الأسبوع، أبغى أعرف كل شيء" قالت. زين، عرفت إنها تتكلم عن نهاية الأسبوع حقتي مع لوكا.
ابتسمت وأنا أتذكر طلعة السبت مع لوكا.
"أوووه!!!! وجهك أحمر طماطم" ضحكت، واحمر وجهي أكثر.
"بسرعة علميني كل شيء، ولا تفوتين ولا تفصيل" قالت، وابتسمت.
"زين، هو أخذني الساعة 5، ورحنا نتزلج على الجليد؛ ومن هناك رحنا للبحر، جبنا غزل البنات، وأخيرًا أخذني للسينما" قلت وأنا أختم قصتي، بس روز وهي روز، تبغى تسمع الأشياء الشقية.
أوكي؟ يعني أخيرًا سويتوها؟ قالت وهي تضحك، وضربتها بخفة على ذراعها.
"ابعدي عني، لو سمحتي. أنتِ تعرفين إني ما صرت 18، وإني أسويها معاه لما أكون مو متأكدة إذا هو شريكي هو خطيئة" قلت، وسخرت.
أنا سويتها مع ماكس لما ما كنا لاقينا بعض، وطلع هو شريكي، فعقدنا ختمنا رسميًا.
لوكا أكيد بيكون شريكك، وأنا ما أقدر أنتظر الشهرين الجايين لما أسمع القصة كاملة" ضحكت، وضحكت.
"أكيد، ما راح أفوت ولا تفصيل" قلت وأنا أرفع يدي عشان أوضح الصدق.
"على فكرة، وش صار على تلفونك، دقيت عليك قبل كم دقيقة بس ما رديتي" قالت، وتنهدت وأنا أتذكر جايدن وتلفوني.
"جايدن أخذه" قلت، ورفعت حواجبها في حيرة. "كيف؟ وين؟ وليش؟" سألت، وضحكت.
"سهلة يا مدام المحققة بأسئلتها المتعددة" قلت، وشرحت كل شيء صار برا مع جايدن لها، ولما خلصت، قفزت من مقعدها.
"هذا الولد، بتعامل معاه" صرخت، وهي تتجه لصفوف الخلفية اللي جايدن فيها جالس.
ما كنت أدري إنه بالفعل بالصف.
تبعتها، ووصلت لمقعده، وضربت بيدها على طاولة جايدن، وجذبت انتباهه.
رفع رأسه، وحط يده على ذقنه وهو يناظرني. "جبتي شرطتك الصغيرة عشان تخوفيني" قال وهو يضحك بصوت عالي، وجذب انتباه نص الطلاب.
ضرب بيده على طاولته، والكل نظر فوق، والعيون كلها بدت تناظرنا.
"شوفوا وش لقيت في تلفون رُدى" قال وهو يرفع التلفون، وعرفت إني انتهيت، لأنه راح يقرأ رسائلي مع لوكا.
"حبيبتي، لسه بتجي تاخذيني لطلعة نهاية الأسبوع؟" قرأ، والصوت بالصف ارتفع.
"أنا لحالي في البيت يا حبي، اشتقت لك مرة، أتمنى تكون معاي هنا يا حبيبي لوكا" قرأ، والضجة بالصف زادت.
"أحلم بالشهرين الجايين، عشان أمتلكك وأختمك وأنت في قلبي" قرأ، والكل انفجر بالضحك. الضحك ملأ المكان.
بعضهم ناظرني بغضب، وبعضهم يناظرني كأني عندي راسين.
"أقرأ هذا؟" سأل، وعارفة وش راح يقول، هزيت راسي بسرعة. "لا، لو سمحت"...
لما شفتي نظراته مثبته علي وهو يبتسم بخبث، روز استغلت الفرصة وانتزعت منه التلفون وركضت للخارج.