أناستازيا كوبن
صحيت بدري اليوم. قاعدة أحضر لي فطور سريع عشان ما أجوع. الحصول على وظيفة في شركة محترمة زي دي راح يكون صعب ومجهد. في نهاية اليوم، أتمنى أحصل على الوظيفة لأني معتمدة عليها كثير.
أهلي يشوفوني عبء، دايماً خجلانين مني. الناس نادراً ما يعرفون إني من هالعائلة. إسمي أناستازيا كوبن. أنا الطفل الثالث في عائلتي. نأتي من حزمة القمر الأزرق. حزمتي هي ثاني أكبر حزمة في القارة كلها. يب، الأكبر حالياً هي حزمة القمر الأبيض.
مثل ما تتوقعون، فيه منافسة. علاقتنا مش كويسة مرة مع حزمة القمر الأبيض اللي هي الحزمة الرائدة حالياً.
مثل ما تفكرون، أنا مستذئبة. مو بالظبط اللي أهلي راح يفتخرون فيه في أي وقت. عمري ثمانية عشر سنة والحظ مو حليفي، ما زلت في المدرسة الثانوية. المفروض تكون هذي سنتي الأخيرة.
أتعرض لكثير من التنمر والإحراج بالرغم من إني ذكية وعبقرية. عندي مشكلة وحدة بس. ضعفي.
مشاكلي زادت سوءاً لما تحولت إلى ذئبة أوميغا بدلاً من ألفا أو بيتا زي أختي وإخواني. أهلي شافوني عار وضعيفة، يعتقدون إني يمكن مو بنتهم. تلقيت تنمر من عائلتي وكثير من الناس. كلهم يشوفوني ولا شيء، كأنها جريمة كبيرة إني أكون أوميغا.
تركت أهلي عشان أعيش مع الشخص الوحيد اللي يفهمني، خالتي كارمن. كانت داعمة ودايماً تؤمن إني عندي إمكانيات.
بالرغم من إني أعيش معاها، هي بعد قاعدة تكافح عشان تعتني بأطفالها لأن أهلي قطعوا عنها كل شيء. زوجها مات وبقيت مع توأمها اللي عمرهم سبع سنوات، كيرا وكيران. بسبب إنها أوتني، كادت تفقد كل شيء بس ما استسلمت أبداً. هي السبب إني رايحة لمقابلة العمل هذي، لحسن الحظ تم اختياري.
السيرة الذاتية حقتي مزيفة شوية، بس شكلها حقيقي لدرجة إن محد راح يعرف. وأنا في إجازة حالياً.
هذي وحدة من أكبر الشركات اللي يملكها ألفا كيفن ملك حزمة القمر الأبيض. أعرف إنها خطرة علي بس راح أشتغل لبضعة أشهر بس وأستقيل. الراتب كويس، ما راح يشكون في شيء. محد يعرف إني مستذئبة والأفضل يكون كذا.
"خلصتي فطورك يا عزيزتي؟" سألت خالتي وهي تدخل المطبخ.
"تقريباً يا خالة. مستعجلة عشان أروح بأسرع ما يمكن. ما أبغى أفوت الفرصة هذي." رديت.
"ما زلت أعتقد إن هذا خطر. ألفا كيفن راح يقدر يشمك بغض النظر عن مدى ضعفك. هذا ممكن يسبب لك مشاكل، خاصة إذا عرف من أي حزمة أنتِ."
ابتسمت، "خالة... محد يعطي أهمية للأوميغا عشان كذا انسيه. بس بنشتغل ولا شيء ثاني."
"تعرفين إنه وسيم صح؟"
هزيت كتفي، "هذا مو موضوع يهم. راح أتصرف كويس يا خالة. أعدكِ."
حضنتني.
"أتمنى لكِ التوفيق يا عزيزتي."
"شكراً يا خالة." راح أحتاجه.
•••••شركة ميم و كاف••••••
دخلت الشركة اللي حجمها كبير مرة، سهل الواحد يضيع. قدرت ألقى طريقي بمساعدة موظفة الاستقبال العبوسة. قابلت الكل خلاص وهم ينتظرون وأخذت الرقم الأخير وجلست.
انتظرنا تقريباً ساعة قبل ما تبدأ المقابلة. كل هالوقت، كنت أعدل من شكلي وأجهز لأي شيء ممكن يصير في طريقي.
إلى أن جت المرأة اللي نعرفها كسكرتيرة وأعلنت للخمسة الباقين إن المقابلة انتهت. يعني إيش؟ قضيت أيام وليالي أجهز لهذا وما أعطوني فرصة أجرب؟ أنا مرة معصبة، هذا مو عدل ومو احترافي أبداً.
"ضيعت وقتي بجد يا مغفل." خرجت وأنا أدق الأرض وأترك الباقين اللي قاعدين يتجادلون.
طلعت من المبنى وجلست على الرصيف. هذا مو مقبول أبداً. ضيعت كل وقتي بسبب هذا، حتى ما أعطاني فرصة أثبت نفسي. إيش مشكلته؟
"مو طالعة. مو راح أطلع كذا وأخليه يضيع جهدي!" صرخت على ولا أحد بالذات.
فكرت في خطة، بعدين جتني فكرة. اتصلت على خالتي وقلت لها إني راح أتأخر. كذبت عليها عن المقابلة وانتظرت إلى المساء. اتبعت غرائزي وبحثت عن سيارته لما صار الظلام. تسللت إلى المرآب اللي كان صعب مرة. كدت أُمسك.
بس قدرت أدخل في الوقت المناسب عشان أدخل في صندوق سيارته اللي فتحته بمخالبي. اختبأت فيه وانتظرت لوقت طويل. أخيراً سمعته يفتح الباب والسيارة بدأت تتحرك بعد لحظات. بقيت ساكتة في السيارة وهي قاعدة تمشي بسرعة عالية. الرجال هذا سائق انتحاري، مو خايف لأنه عنده قوى صح؟ يا له من أحمق غير مسؤول.
السيارة فجأة وقفت. هل وصل البيت خلاص؟ إيش قاعدة أسوي أنا؟
'أعطيه درس.' رد عقلي الباطن.
أوك، هذا وين راح أنزل. بينما كنت أحاول أفتح الصندوق عشان أنزل، قابلت عينين حمراوين غاضبتين. يالهوي، إنه مخيف مرة. ما تحركت وقررت بس أبقى وأشوف إيش راح يصير. يمكن راح يقتلني.
إيش ورطتي نفسك فيه يا أناستازيا كوبن؟ أنا ميتة. هو راح يقطع رأسي.
"لما تخلصين تخيل كيف راح أقتلك، ممكن تنزلين عشان نكمل." قال بحدة.
صوته عالي لدرجة إني كدت أبلل نفسي. ما أقدر أحاربه. ما في طريقة يكون عندي القوة لأحارب ألفا. الألفا القائد في هذا. الآن فهمت ليش الكل يفكر إني عديمة الفائدة. بالإضافة لكوني ضعيفة، أنا كمان غبية.
"اطلعي من سيارتي!" زأر.
قفزت من السيارة فوراً، وقفت قدام صورته اللي تخيف وتهيمن. حتى ما أقدر أشوف وجهه. نظرت حولي وشفتي الطريق مظلم وصامت، محد راح يشوف شيء عشان كذا الأفضل أركض. فجأة حسيت بجسمي يرتفع من عنقي وبدأت أختنق.
"أرجوك... أنا... آسفة..." حاولت أقول بس ما سمعني. عيونه حمراء وهو قوي زيادة عن اللزوم. أعرف إن هذي نهايتي.
إلا... تغيرت ملامحه وأسقطني على الأرض. كافحت عشان أتنفس وحاولت أهرب بس مسكني. أعتقد الذئب اللي في داخلي بعد صرخ.
"أنا آسفة... راح أمشي الآن وما راح تشوفني مرة ثانية." قلت والدموع تهدد بالنزول.
واضح إنه ما خلص مني بعد. ما أعتقد أبغى أشتغل مع الرجال هذا مرة ثانية. بس كنت أبغى الوظيفة بجد عشان أساعد خالتي، الآن التقيت بحتفي.
"ادخلي السيارة." أمر.
بدون تردد، دخلت السيارة ما زلت خائفة. هل راح ياخذني لمكان ثاني عشان يقتلني؟ إيش راح يكون مصيري الآن؟ وليش الذئب حقي قاعد يصرخ رفيق؟