يا جماعة! أنا أفريجن حنة فنتيز، بنت هارولد فنتيز، اللي هو محامي، و إنا فنتيز، اللي هي دكتورة جراحة. أمي و أبويا مش مطلقين، بس هما قرروا ينفصلوا. ليه؟ طب و الله ما أعرف! بجد مش عارفة. مش عارفة مين فيهم اللي عمل حاجة غلط.
أنا كنت لسة عيلة صغيرة لما أبويا و أمي انفصلوا. كنت فاكرة بس إن أبويا طول الوقت مشغول مع عملائه، عشان كده مش بيرجع البيت، بس طلعت غلطانة، كان في حاجة بتحصل ما أعرفهاش، ذنب عمله واحد منهم وصلهم لكده، للانفصال.
وقتها، كنت بس عيلة بتحب تحكي قصص، شوية حاجات شفتيها في حتت تانية. ما كنتش متخيلة إن القصص بتاعتي هتساعد أمي تفهم حاجة خلتهم يرجعوا زي زمان. زوجين سعداء مع طفلهم.
قصتي مش بس عن انفصال أبويا و أمي. دي عن اللي عشته لما كبرت. تجاربي اللي حتى أنتوا... أنتوا... أنتوا... مش هتتمنوا تحصل. ليه؟ عايزين تعرفوا؟ طيب، ابدأوا اسمعوا/اقرأوا قصصي اللي هتخليكم تحسوا بالحب، و الدهشة، و المفاجأة، و الصدمة، و الضيق، إلخ. قصة حياتي اللي هتجيب لكم الإثارة و الفرح و الرضا. هتخليكم تعيطوا و فجأة تبتسموا. هتحسوا كأنكم موجودين في كل موقف.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الشمس خلاص بتمشي و بتستخبى مع الغيوم. السما بتتحول لرمادي، في بنت صغيرة دايما بتشوف المنظر ده. في ليلة، صحيت من النوم العميق، أوضتي كانت ضلمة أوي بس لا عيطت و لا صرخت زي باقي العيال. حاولت أفتح اللمبة بس ما فيش نور اشتغل.
فتحت الشباك بشجاعة؛ الشجر كان بيرقص بعنف و الهوا كان مزعج زي النحل و ما فيش قمر و لا نجوم في السما.
الباب بيفتح بالراحة و بيعمل صوت يخوف كأن الباب بيفتح لوحده….
أنا عارفة في نفسي إني ما حسيتش بالخوف بس بالصدمة. حد شعره طويل دخل أوضتي و هو لابس أبيض. وسعت عيني و غطيت وشي. افتكرت إن غريب دخل أوضتي لما فتحت عيني تاني. هففففف! أخدت نفس عميق... طلعت أمي بس شايلة شمعة.
"حنة يا حبيبتي، خايفة؟ ماما هنا. جبت لك شمعة عشان تنورلك أوضتك"، قالت أمها. "لا يا ماما، مش خايفة، ممكن تروحي أوضتك و تنامي كويس، تصبحي على خير!"، جاوبت.
بدل ما ترجع تنام تاني، حنة فضلت تتفرج على اللي هيحصل للشمعة طول الليل.
الشمس صحيت! يا له من نهار منور النهاردة! حنة راحت المطبخ عشان تشوف أمها بتعمل أكل للفطار بس ما لقتش أمها. خبطت على الباب و دخلت الأوضة.
لقت أمها بتعيط. دموعها خلاص هتنزل بس هي بس ابتسمت و مسحت دموعها.
"وحشك بابا؟"، سألت حنة. "ما تزعليش يا ماما، أنا عارفة إنك وحشك بابا و أنا كمان وحشني. آها! عندي فكرة حلوة! يلا نروح الحديقة يا ماما"، كملت حنة. و هما ماشيين في الحديقة، و شافوا مناظر حلوة كتير، و عيال بيلعبوا، حنة شافت بائع آيس كريم. اشترت اتنين آيس كريم و ادت لأمها واحد.
الشمس حر! الآيس كريم بيسيح، و الولد الصغير ضرب إيدها بالغلط. فستانها الأبيض اتلطخ بالشوكولاتة.
الساعة بتعدي بسرعة، خلاص الساعة 4 العصر، قريب من بيتهم، شافوا بنت صغيرة بتبص لفوق للشجرة، البالونة بتاعتها اتحبست في فروع الشجرة المتفرعة. عيطت بصوت عالي و ما عملتش أي حاجة عشان تجيب البالونة لحد ما الهوا هب و خد البالونة من الفروع و طارت بعيد.
راحوا البيت و أمها نامت بدري و حنة راحت أوضتها و اتفرجت على منظرها المفضل. كانت بتتساءل ليه الشمس لسه ما مشيتش. "هي الشمس مستنية حاجة؟"، سألت نفسها.
بعد ساعة، اتفاجأت باللي شافته، الشمس حضنت القمر و أخيرا اتقابلوا.
لحد يوم الصبح، حنة بتحكي لأمها عن مواقف مختلفة قابلتها.
"عارفة إيه يا ماما، شفتي الشمعة بتعيط، هو ده اللي بتعمله طول الليل؟ بس لسة أنا مبهورة بالحاجة دي عشان لحد آخر حياتها، بتقف و بتنور الضلمة"، قالت حنة بذكاء. أمها بطلت عياط و فضلت تسمع للمواقف اللي حنة هتحكيلها عنها.
"فاكرة الولد الصغير اللي ضرب إيدي؟"، سألت أمها. "ما قالش آسف بس لسة أنا فهمت إني ما ينفعش أزعل منه عشان البقعة اللي عملها في فستاني ممكن تروح مع الوقت"، شرحت.
"طب البنت الصغيرة اللي بتعيط و بتبص لفوق للشجرة؟ هي ضيعت البالونة عشان ما مسكتهاش كويس، على أي حال هي غلطانة. لو هي بتحب البالونة بجد، هتعمل أي حاجة عشان ترجعها"، شرحت بذكاء.
بعد اللحظة دي، حنة شافت أبوها مستخبي ورا شجرة بس هي ما قالتش لأمها.
أيام، أسابيع، شهور عدت، أبوها دايما بيتخبا و الحاجة الوحيدة اللي بيقدر يعملها إنه يتفرج على مراته.
بس في يوم، و هي بتسقي الزرع في الجنينة، إنا شافت جوزها هارولد مستخبي ورا شجرة. أخيرا، حضنت جوزها جامد و سامحته.
حنة فهمت المواقف دي لما كبرت. هي بس كانت بنت صغيرة وقتها و بتحب تحكي قصص زي العيال التانيين ما بيعملوا. ما توقعتش إن المواقف دي هي الأسباب اللي خلتهم عيلة سعيدة و كاملة لحد دلوقتي.
يوم الصبح، صحيت بدري عشان أشوف ازاي الشمس بتشرق و ازاي هي حلوة. فتحت الشباك بهدوء. من أوضتي اللي في الدور التاني، شفتي أمي و أبويا مع بعض.
أنا عارفة إنهم سعداء مع بعض. زي ما الكل بيقول، "الحب أحلى مرة تانية". بحب أشوفهم بيبصوا لعيون بعض، أنا سعيدة و فخورة إني بنتهم. بنت اللي كانت زمان طفلة لما انفصلوا بس دلوقتي ست، قالت حنة لنفسها (و هي بتبص لأبوها و أمها اللي قاعدين على البنش). أيوة! زي عصفورين حب قاعدين على العش.
لسة فاكرة لما أمي بتعيط بسبب أبويا. افتكرت إنها بس مشكلة بسيطة زي ضياع الموبايل، قالت حنة. لحد دلوقتي، ما عرفتش إيه اللي حصل و هما قرروا ينفصلوا. قفلت الشباك كويس و أخدت نفس عميق.
هممممم… إمتى هجرب الحب ده، اللي هما فيه لبعض؟ لسة علامة استفهام كبيرة بالنسبة لي. في أسئلة كتير في دماغي و مش قادرة أسيطر على الإحساس ده. دايما بفكر فيه و بسأل نفسي. مين اللي هقع في حبه؟ إمتى؟ فين؟ إزاي؟
عايزة ألاقي راجل زي أبويا بالظبط. أنا عارفة إني بس بنت عندها 14 سنة بس عايزة ألاقي الراجل الصح ليا، الراجل اللي هيحبني و عمره ما هيجرحني. يعني، بالرغم من إن أبويا و أمي بيحبوني، و صحابي بيحبوني، حب الراجل مختلف عن حبهم. فاهمين قصدي.
عندي صحاب كتير. في تلاتة (3) ولاد و إحنا أربعة (4) بنات في المجموعة. هما آدم، و تيرنس، و ديف، و فيان، و كيزيا، و كيارا، و أنا. عارفين إيه اللي مش مصدق في صداقتنا؟ صحابي مش بييجوا بيتنا، حتى في المناسبات أو الاحتفالات الخاصة. يمكن عشان بس عايزين نشوف بعض في أماكن المقابلة اللي الأغلبية عايزين يروحوها. كافيه، مطعم أو أي مكان تاني.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حنة و صحابها خلاص هيمشوا من بعد ما اتكلموا عن اللي هيعملوه في الإجازة اللي جاية. عبرت الطريق و هي بتبص لورا لصحابها و بتلوح. عبرت الطريق قبل ما إشارة المرور تغير لونها. و فجأة...