من وجهة نظر إيلينا
كنا في المطار، أنا وشون، بنستنى هاري. شون اتصل، وبيعمل بإيديه كأنه بيشاور لهاري من مكانه. وأنا واقفة في نص المطار، كنت حاسة بقلق وخوف في نفس الوقت. الخوف من إني أضيع نفسي عشانه. أربع سنين فاتوا من آخر مرة شفتي فيها هاري. يا ترى كل حاجة هتفضل زي ما هي، ولا هيشوفني كإني ست أكتر؟ هاري عمره ما حب بنت ولا كان في علاقة. شايف إنهم مش مستاهلين. هاري كان مختلف تمامًا عن شون. هاري كان بيلعب، ولا لسه أقول إنه بيلعب؟ مش عارفة. مين يعرف، يمكن اتغير. شون مكنش كده. كان بيموت في واحدة بس، ودي أنا، ولا حد غيري. أنا بحب شون. على طول بيلاقي طرق عشان يرضيني ويخليني أحبه. كان شاطر في الحاجات دي، بس مستحيل يقدر يتفوق على هاري في اللي أنا بحسه ناحيته. الحب مبيتشرش. مرات كتير... كنت عايزة أسيب شون. حسيت إن ده غلط، إني بفكر في هاري وفي نفس الوقت في علاقة مع أحسن صاحبه. كان غلط تمامًا، بس شون عمره ما اداني فرصة أتكلم في مواضيع زي دي. عمري ما قلت له إني بحب هاري. هيتجنن، وأنا عارفة إنه مش هيتخطى الموضوع ده. أبدًا. بس برضه كان عارف إني مش بحبه أوي، بس كان دايما فاكر إننا هننجح. شون عمره ما هيسيبني. أفكاري دي قطعتها صوت شون. هاري وصل، وقلبي بقى كله سحاب بألوان قوس قزح وهو بيمشي ناحيتنا. شكلي انبهار من منظره.
"يا صاحبي!" هاري حضن شون بسرعة أول ما شافه.
"بص بقيت عضلات!" شون بيهزر، لسه متفاجئ لما شاف التغيير اللي فيه. مابقاش هاري اللي مشي من أربع سنين. اختلف كتير. بقى عنده عضلات، وصوته رجولي، وكمان، شكله أحلى بكتير.
"وأنت بقيت أتخن." هاري بيهزر، حتى لو مفيش أي علامة على إن شون بيتخن أبدًا.
"أصل حبيبتي هنا بتأكلني على الآخر." شون ابتسم، وعيونه بتيجي عليا. كان غريب أوي. هاري بصلي بتركيز. إيه اللي اتغير فيا؟ ده اللي المفروض هو يقوله. الطريقة اللي بصلي بيها لخلتني متلخبطة. عارفة إني المفروض أعمل "تحية زمان"، بس مش عارفة ليه شفايفي بس مقفولة، بس لازم أقول، هاري شكله حلو. عينه نزلت على صدري، وأنا اتلخبطت. بيبص على إيه؟
"وااااو! صدرها كبر!" هاري بيهزر تاني. حسيت بعدم راحة. استخدمت إيدي عشان أغطي صدري، حتى لو كانوا متغطيين بملابس. حسيت كأنه شايف جوة جسمي.
"إيه ده..." كدت ألعن بصوت عالي.
"هاري، إحنا في مكان عام." رفعت إيدي الاتنين في الهوا. مخدتش بالي إمتى، لما فكيت إيدي من على صدري. عينه راحت هناك تاني، فخليتني ألفه بسرعة بإيدي.
الاتنين ضحكوا عليا كأني هبلة أو حاجة. الولاد بيبقوا أغراب.
"أوك، آسف. بس شكلك بقيتِ مثيرة. لو ده يناسبك أكتر." هاري قال، وحط إيده حوالين دراعي وإحنا ماشيين عشان نروح للعربية بتاعة شون. دلوقتي، المشاعر دي اتحررت. حسيت كأيام زمان لما كنا أصحاب. بس هاري عمره ما هيكون صاحبي. هو أكتر من كده.
"ها ها ها. مضحك أوي يا هاري." نسيت إن هاري بيحب يهزر معايا أوي في المدرسة. دي تجربة مفروض مكنتش أنساها.
أتذكر كويس أوي لما هاري عمل مقلب فيا، وبعتلي جواب حب في اللوكر بتاعي، وهو عارف إن ولا ولد طلبني قبل كده. وكنت فرحانة أوي إن في حد برة عنده مشاعر ناحيتي. أكتر حاجة هبلة إني كنت بحمر لما حكيت لهم عن جواب الحب اللي طيرني. وبعدين، الواد الأحمق وش البرود، أخيرًا اعترف إن ده كان مقلب وهو اللي عمله، وإن المفروض مأملش كتير. اتمسكت!
فضلنا نتخانق ونهزر مع بعض حتى لما ركبنا العربية. شون بيسوق، وهاري وأنا قعدنا ورا. شون كان بيضحك، وأنا كنت متضايقة من هزار هاري.
"أقسم بالله لو قلت الكلام ده تاني، هتأكد إنك عمرك ما هتزنق مع بنت تاني." بصقت الكلام. مش مصدقة إن هاري بيسأل إذا كنت باخد دروس سـ..ـكس من مشاهدة أفلام بورنو. مين بيسأل كده؟!
شون بس كان بيحب يشوفنا بنتخانق. ممكن نقضي اليوم كله عشان نعرف مين الأحسن بين هاري وأنا.
دخلنا البيت. شون ساعد هاري في إنه يشيل الشنط.
"السؤال الأخير، يا شون، مين الأحلى بين هاري وأنا؟" سألت، وإيدي اليمين على خصري. كنا بنتخانق طول الطريق من المطار. لازم أقول، بجد وحشني الإحساس ده.
"شون مش هيقول الحقيقة عشان هو حبيبك. إحنا الاتنين عارفين مين، والشخص ده هو أنا بس." هاري قال، وغمزلي.
بقلب عيني وأنا حاسة بضيق.
هاري طلع زجاجة بيرة من التلاجة، وصب في تلات كوبايات.
"للصداقة." قال، وشربنا.
بصيت عليه وهو بيشرب. كان في حاجات كتير كنت أتمنى أعملها لما شوفته في المطار. أفكار وحشة سيطرت على عقلي في اللحظة دي. أنا بس مش عارفة إزاي بقينا أصحاب، وليه بصلي بشكل مختلف، وبيتصرف بشكل مختلف حواليا. مش حلوة كفاية؟