وجهة نظر آريا
كنت نايمة بسلام على سريري، فجأة سمعت تليفوني بيرن. خلاني أتحرك شوية وأنا نايمة، وأخدت التليفون في إيدي عشان أرد. دي أحسن صاحبة عندي، وبصراحة، ما أعرفش اسمها الأخير. ممكن يكون غريب، بس إحنا الاتنين حطينا قانون في صداقتنا: مش حنقول عن خلفية عيلتنا. بس هي بتكلم مع أهلي، وأنا بكلم أهلها. بس محدش بيقول عن العيلة.
"النتائج طلعت الليلة اللي فاتت" دي كلماتها اللي سمعتها. بصراحة، أنا مصدومة. مش لأني خايفة أجيب درجات قليلة، بس عندي عادة أشوف كل نتيجتي مع إخواتي.
بس دلوقتي، بارف بهائي مش في المدينة. راح اجتماع في دلهي مع داد، وحيرجع بس بعد أسبوع. مش قادرة أصبر، لأن نتايجي حتتشال من النت بعد يومين. دلوقتي، إيه اللي أعمله؟
"آرو، إنتِ هنا؟" كنت مشغولة في أفكاري، لما كلام إيشانا طلعني من أفكاري.
"إيشانا،" قلت لها، وأنا لسة مش متأكدة إزاي أشوف النتائج.
"شوفتيها؟" سألت.
"لأ. إنتِ عارفة بهائي في دلهي، ومش حأشوف من غيره. فاعملي حاجة، شوفي نتيجتي، ولا تقولي لي إيه هي. خليها معاكي، حأشوف لما بهائي يجي،" قلت لها. وبصراحة، دي كانت الخيار الوحيد اللي قدامي.
"مستحيل! أنا كمان مش حأشوف بتاعتي لغاية ما تشوفي بتاعتك." هنا جت إيشانا العنيدة تاني. بتساءل من وين ورثت هالجينات. دايما عنيدة. صعب جداً تخلي مخها يفهم أي حاجة.
"إيشو، لأ، لا تعملي كده، أوكي؟ لازم تشوفي نتيجتك، وتاخدي نسخة من نتيجتي. أنا مش قاعدة أسمع أي حاجة دلوقتي،" قلت لها، وإذا هي عنيدة، فأنا أعند منها.
"لأ....." ما قدرتش أسمع كلامها أكتر، لأن باب أوضتي انفتح عشان يبين أخواتي الاتنين واقفين هناك، مبتسمين في وشي.
"بهائي وأثاراف!" صرخت بأعلى صوتي، وخلتهم يبتسموا في وشي، وفتحوا دراعهم عشاني. رميت التليفون على السرير، وركضت عليهم وأنا بأحضنهم الاتنين بقوة. هم كمان مسكوني بحماية، كأنني في منطقة حرب.
ابتسمت من كل قلبي وأنا شايفة حبهم لي، وفكيت الحضن. بصيت على بهائي، اللي كان بيبص عليّ بحب، وحط إيده على وشي.
"إيه، جاهزة تشوف النتيجة؟" بهائي اتكلم، وأنا هزيت راسي. وقتها سمعت صوت من تليفوني، خلاني أتذكر إن إيشانا على النت. فرحت على السرير وأخدت التليفون.
"إيشو، بهائي هنا... فشوفي نتيجتك، وكلميني تاني عشان أنا كمان حأشوف بتاعتي،" قلت لها بسرعة، وقطعت المكالمة، ورميت تليفوني على السرير. التليفون طار بقوة، وكان حايقع ويتكسر حتت، بس أثاراف مسكه، وهو بيبص عليّ بتحذير في عينه. اديته ابتسامة، وخلت وشه يهدأ، لأن بهائي وأثاراف دايما بيشتكوا إني طفلة صغيرة، ولازم أكون حذرة أكتر. فعلاً، أنا طفلة صغيرة قدامهم، لأني عارفة مهما حصل، مش حيخلوا أي حد يأذيني.
جبت اللاب توب بتاعي، وقعدت على السرير بين الاتنين حراس شخصيين بتوعي. فتحت الموقع اللي طلب إني أدخل رقم بطاقة الامتحانات. بعد ما خلصت العملية دي، الصفحة بدأت تحمل. والصفحة بتحمل، مسكت إيدين إخواتي في إيديني الاتنين، اللي على جنبهم. غمضت عيني بقوة، وبعد شوية حسيت بحد بيبوس جبهتي، وعرفت اللمسة. ده بهائي. ده بيبين أد إيه بيحبني، لأنه بيقول كل الحب اللي بنحسه لأي حد بيكون في الجبهة، وأنا كمان بصدق ده.
حتى ناس كتير بيقولوا إن بوسة الجبهة بوسة حب.
فتحت عيني وشوفت أخواتي الاتنين بيبتسموا من كل قلبهم. كانت إشارة إن نتيجتي كويسة، مش إنهم حيزعلوا لو جبت درجات قليلة. حتى لو قلت 2 + 3 = 6، حيحاولوا يخلوا العالم كله يصدق ده عشان يخلوني سعيدة.
"بهائي، إزاي كانت؟" سألته.
"كالعادة يا أميرتي،" قال ريشي وبهائي في نفس الوقت، وخلوا ابتسامتي تزيد أكتر. بستهم الاتنين على خدودهم، وهما بسوني على خدي من كل جنب في نفس الوقت. شوفت نتيجتي، واتصدمت لأني كنت الأولى على الولاية. كنت مذهولة في مكاني، لأني ما توقعتش ده خالص.
بقي فمي مفتوح على شكل حرف O، وبصيت على إخواتي، اللي كانوا بيبتسموا لي. قرصت نفسي عشان أصدق، ووبصوا على تعبيراتي، وضحكوا بصوت عالي، وبعدين استقبلت مكالمة من إيشانا.
"إيشو، بتاعتك إزاي؟" سألتها، لأني عرفت إنها لازم تكون عملت كويس جداً.
"أنا الثانية يا آرو، وأعتقد إنتِ الأولى صح؟" بتعرفني كويس. ممكن تخمن أي حاجة بسهولة عني.
"أيوة، إيشو مبروك، ونشوفك في المسا، باي،" قلت هالكلام، وهي كمان باركت لي وقطعت المكالمة. روحت تحت مع إخواتي عشان أقول لأهلي عن نتايجي.