اليوم يوم صيف لطيف ونقي في سنة 2018، و**بيلي** ماشي في المدخل السفلي لـ **متنزه المستوطنين**. هو في طريقه للبيت بعد جلسة صعبة مع صاحبه في الكونغ فو، **داني**. يحب ياخذ طريق مختصر من خلال المتنزه الهادئ. ساكن في الجزء العلوي من **تل سنترال** في **شارع بارك** اللي يلف حول **متنزه سانت جورج** التاريخي مع نواديه الرياضية والمؤسسات الثقافية وسط الأشجار الجميلة، الحدائق والمعالم. هو شاب رياضي، عمره سبعطعشر سنة، وما كان يتمنى مكان أفضل يعيش فيه. تقريبًا كل ليلة يركض خمسة كيلومترات، مرتين حول المتنزه، قبل ما ياخذ شور وينام. كمان بانتظام يسبح كم كيلومتر في المسبح العام، ويلعب سكواش لفريق **الصليبيين** اللي عندهم ملاعب في خلف المدرج الرئيسي لملعب الكريكت.
تقريبًا وصل للممر الجبلي بين النباتات الكثيفة اللي تمتد طول الطريق لفوق للجزء العلوي من المتنزه، حيث المدخل الرئيسي قريب من بيته. يلاحظ ناس في منطقة النزهة بين الشجيرات قرب الوجه الصخري. فيه شجرة عملاقة وطاولة نزهة ممكن الناس يستخدمونها. هذا جزء منعزل من المتنزه ونادرًا ما بتلاقي ناس هنا. يرمي نظرة سريعة في اتجاههم. يبدو كأنه جد وحفيدته على الطاولة تحت الشجرة.
بينهم جالس رجل بملابس سوداء، وجنبهم فيه رجلين ضخمين واقفين. شكلهم مثل المصارعين وهم يطالعون بعيدًا عن المجموعة اللي على الطاولة. يدققون فيه وهو يمر من جنبهم. صورة غريبة، و**بيلي** يتساءل إذا كانوا حراس شخصيين. شكلهم مهدد. طيب، يمكن ناس أغنياء جدًا ويبون الحماية. شكل الحراس المحترفين هذولي جاهزين لأي طارئ.
لما **بيلي** يدخل المنعطف قبل ما يصير الطريق جبلي باتجاه التل، يدرك أن الطبيعة تناديه. أكيد من كثرة المويه اللي شربها خلال التدريب مع **داني**. بسرعة ينطلق داخل فتحة بين الشجيرات ويفرغ نفسه براحة.
بعدين، صرخة مفاجئة من اتجاه الناس اللي مر من جنبهم للتو. بعدين يسمع سيل من الكلمات من أصوات رجال مختلفة وكلمات قاسية موجهة لشخص ما. كأنها مشادة كلامية حادة. **بيلي** ينصدم لما يسمع صراخ البنت القلق. وش اللي قاعد يصير! يخلص وببطء وبحذر يرجع ويطل يشوف وش اللي قاعد يصير.
الرجل اللي كان على الطاولة الحين ماسك البنت اللي ترفس بقوة، بينما الاثنين الثانيين مشغولين بالرجل العجوز. شكله يحاول يدافع عنهم بكل ما عنده بذراعه اليسرى بينما يبعد عنهم شي بيده اليمنى. فجأة يرميه بعيدًا عنه. يبدو كأنه محاولة يائسة، وينزل قدام رجول **بيلي**. بغريزته يلقطه.
لسه يدرس الدفتر الصغير اللي لقفه لما يسمع صوت مقزز لواحد انضرب على وشه. يرفع راسه ويشوف كيف الرجل العجوز تعرض لاعتداء شديد من الرجلين، وهو يطيح على العشب. يضربونه عمدًا بقوة وحشية غير ضرورية بينما البنت تصرخ هستيريًا وتقاوم مسكة الرجل لها. **بيلي** واقف مشلول وكأنه عايش حلم. بعدين فجأة فيه سكين في يد واحد من الرجال قرب الرجل العجوز. كأنه في حلم، **بيلي** يسمع نفسه يصرخ: "لا، لا تطعنه، أرجوك...!".
رؤوس الرجال تهتز في اتجاهه ويوجهون له نظرات عدوانية، لسه الدفتر في يده. اللي معاه السكين يصرخ: "هات هذا، يا ولد. اتركه الحين وامش!". عنده لكنة غريبة وصوته يدل أكيد أنه مو جنوب أفريقي.
**بيلي** يلتفت ويبدأ يهرب مثل المجنون بأقصى سرعة والكتاب في يده. في هذه المرحلة، بس يبغى يحط أكبر مسافة بينه وبينهم قدر الإمكان. ما فيه وقت يفكر أو يعالج اللي قاعد يصير. يسمعهم يصرخون وراه. يتعرف على صوت المتكلم الأصلي: "بس ارمي هالشي اللعين وبنخليك في حالك! اللعنة، راح نصيدك يا ولد. راح نلقاك و...". بس بعدين **بيلي** ما يسمع الصوت أكثر. تركهم وراه بمسافة كبيرة. **بيلي** بأقصى سرعة يركض فوق الطريق.
~*~*~
عائلة جالسة على مهلها على بطانية على العشب تحت شجرة عملاقة في الطرف العلوي من **متنزه المستوطنين**. **رينيه** عادة تخلي البطانية جاهزة لأول فرصة لما **جاك** يخلص من ساعات عمله الطويلة وبعدين تجي العائلة هنا للنزهة. مريح جدًا هنا مع العصافير اللي تغني في الأشجار. بعض الأحيان يتمشون في المتنزه مرة ثانية ويقدرون الجمال والهدوء. المتنزه فيه ثلاثة مداخل رئيسية ويمتد على مساحة 54 هكتار على جانبي **نهر باكن**. تقدر تدخل المتنزه من خلال مدخل **شارع هاو** من **بارك درايف**، أو مدخل **شارع تشيلمسفورد** من **تارجت كلوف** حيث تبدأ **مسار طائر غينيا** من الشارع الثالث في منطقة **وولمر**. هو متنزه ضخم ويشعرون بالامتياز لما يقدرون يستمتعون فيه يوم الأحد.
فيه الكثير من الممرات الصغيرة بين النباتات مع الكثير من بقع العشب الجميلة وأماكن النزهة. المتنزه فيه مجموعة غنية من النباتات والشجيرات المحلية مع برك مياه وصخور فوق الجداول الصغيرة. على طول الممرات، بتصادف كل أنواع الحيوانات الصغيرة بما فيها الظباء الصغيرة.
**جاك** يشعر بالرضى عن نفسه وهو يبتسم لزوجته وبنته الجميلة اللي قدامه على البطانية. "يا له من يوم أحد رائع في هذا المتنزه الهادئ! كنت أتطلع كثير لأكون مع حبيباتي اليوم. كان أسبوع شاق في الشغل."
**كادين**، بنته الجميلة اللي عمرها ستطعشر سنة، منسدحة على بطنها وتكتب في دفترها. توقف، وتحط القلم في مكانه الخاص في الكتيب وتدفعه عند ظهرها في خصر بنطلونها القصير الجينز. تتقلب على ظهرها وتنظر للسماء الزرقاء مفتقدة في أحلامها. **جاك** يتساءل وش اللي يدور في دماغها الحين. عندها موهبة استنشاق الحقائق التاريخية المثيرة للاهتمام من كل مكان وتكتبها بطرق حادة وفريدة من نوعها. راسها دائمًا مليان أفكار. فضولية ومشغولة. الكتيب حقها دائمًا معاها وتلاحظ الناس وبيئتها أفضل من أي شخص عادي.
**رينيه** توقف عن البحث في سلة النزهة وترفع راسها: "صحيح، يا زوجي العزيز، ببساطة رائع نكون معاك. عادة، تنام وتشتغل."
"وش أسوي لما نحتاج كل قرش من عملي الإضافي وأنا ممتن جدًا للفرص؟"
**كادين** تهز راسها. تلتفت لأبوها وتعطيه عبوس لطيف: "صحيح، يا بابا. أمي صح. أنت تشتغل نفسك للموت ونادرًا ما نشوفك."
**جاك** يبتسم بعيون كلها حب. "الأوقات صعبة، يا **كادين**، وحتى لو كنتي دائمًا الأولى في صفك في المدرسة وعلاماتك ممتازة، هذا ما يعني أنك راح تحصلين على منحة. الوضع السياسي في جنوب أفريقيا سيء فيما يتعلق بهذا الأمر. حتى ما ندري إذا راح يتم قبولك في إحدى جامعات جنوب أفريقيا. يمكن تضطرين تسجلين في جامعة في الخارج بسبب التمييز في بلدنا. لازم نحط فلوس جانبًا لمستقبلك، يا بنتي العزيزة، حتى أمك تشتغل بجد لما تكون عندها فرصة. مو أنا بس."
**كادين** تقوم وتوبخهم بحزم: "أرجوكم! أنتم تضحون كثير من حياتكم عشاني. أنتم مو لازم توفرون لرسوم جامعتي. راح ألقى وظيفة وأقدر أدرس بدوام جزئي وأتخرج بعدين بشوية. وش أسوي عشان حبيباتي بس يفهمون؟"
**جاك** يلوح بسبابته من جهة لأخرى بينما يجادل ضد كلامها: "مستحيل، يا بنتي العزيزة. عندك مواهب كثيرة وأنتِ ممتازة في كل شي تبديه. قاعدين نعمل للعالم معروف كبير لما نستثمر فيك. لما نكون في مكان ما في المستقبل مفلسين، تقدرين تسددين لنا. طيب يا حبيبتي. بس اتركيها."
**رينيه** تمسك يدها وتبتسم لها: "**كادين**، أنت نور حياتنا وبتفهمين لما يكون عندك أطفال في يوم من الأيام. لازم نستغل مواهبك بأقصى طريقة. أنتِ ببساطة الأفضل في كل شي في مدرستك."
**كادين** تناديها الطبيعة: "عذرًا، أرجوكم. لازم أروح لدورة المياه العامة. تقدرون تكونون لحالكم لما أكون هناك.". وتعطيهم غمزة شية.
**جاك** يرد لها الغمزة ويوضح: "بس تأكدي أنكِ ترجعين من دورة المياه."
"هذا واحد ضعيف، يا بابا...". تطلع لسانها قبل ما تلتفت وتختفي في الطريق اللي يوصل لدورات المياه.
عيون **جاك** تتبعها لما تروح وشعرها البني يتدلى على كتفها ومرة ثانية يدرك كم هي جميلة. عيونه لسه تتبعها بينما يقول: "**رينيه**. إنها قاعدة تكبر، وممكن بسهولة تمرر كعارضة أزياء وأنا أرتجف لما أفكر في اليوم اللي تتخلص فيه من شقاوة الأولاد وتبدأ تهتم بالشباب."
**كادين** تستمتع بالمشي تحت النباتات اللي تنمو مثل سقف أخضر فوق راسها. تسمع الغناء الفريد لطائر صغير في مكان ما قريب يبهرها. تقرر تبحث عنه. بحذر تدخل فتحة بين النباتات والأشجار. بعدين تشوف الأنواع الجميلة الملونة وفي دهشة تعجب بالطريقة اللي فيها يحرك راسه الصغير منتصبًا لما يغني أغنيته مع انتفاخ رقبته. يا له من رفيق صغير رائع!
فجأة الطائر الصغير ينصدم ويطير بسرعة. صوت خطوات ثقيلة يأتي من الأسفل، كأن واحد يركض من الجزء السفلي من المتنزه. تفتح النباتات وتطل بفضول وتنظر لأسفل على جزء من الطريق اللي مع منحدر حاد يؤدي للجزء السفلي من **متنزه المستوطنين**. هي في الوقت المناسب تمامًا عشان تشوف شاب يتوقف فجأة عن ركضه المحموم ويخفي شي بسرعة بين الشجيرات. شكله مألوف وهي تتساءل وين شافته قبل كذا. بعدين يقفز على قدميه بسرعة ويركض على طول الممر للأعلى ويختفي عن نظرها.
الحين تسمع خطوات أثقل مثل جنود يركضون بأحذية. رجلين ضخمين بملابس سوداء، بناؤهم مثل قفل في فريق الرجبي، يركضون من جنبها ويختفون أيضًا على طول الممر. تعابير وجوههم شي بين الغضب الوحشي والإلحاح. هل الولد أخفى شي ثمين يخصهم بين الشجيرات؟
تخرج من الشجيرات وتمشي باتجاه التقاطع بين ممرين وعلى طول إلى المكان اللي أخفى فيه الولد شي. تنظر للخلف على طول الممر وتسمع. كلهم راحوا وهدوء تام. تنحني وتفتش بين الشجيرات. تلقى الدفتر اللي شكله قريب جدًا من دفترها. ما تدري ليش، بس فجأة قلبها يبدأ يدق أسرع. تحط الكتيب في جيبها الأمامي وتسرع لدورات المياه.
المكان هادي. ما فيه أحد. تدخل أقرب دورة مياه وتقفل الباب. بفضول تطلع الكتيب من جيبها. تنزل بنطلونها وتجلس على المرحاض. تبتسم بسعادة. فيه ورق تواليت. نسيت تجيب حقها.
تفتح الكتيب وتعبس مندهشة. وش هذا؟ واحد كاتب، يمكن بقلم رصاص؛ في الكتاب بس ما له أي معنى على الإطلاق. كتابة غريبة ما شافتها في حياتها. مو أبجدية. تقلب الصفحات وتشوف فيه ثلاث كتابات على صفحات مختلفة. وش هذا بالضبط؟ مصدومة.
فجأة الشعور بالذنب يغمرها لما تفكر في الولد. فضولها تسبب في تجاوزها لأن هذا مو ملكها. لازم تلقى طريقة ترجعه لصاحبه. ما تدري وش اللي قاعد يصير أو ليش الرجال طاردوا الولد، بس شكلهم خطيرين. وش راح يصير إذا أمسكوه ورجعوا كلهم وما لقوا الكتيب؟ تدرك أنها غلطت. وش إذا الولد رجع ويدور على الكتاب؟ تعرف بس أنها تتوق تعرف وش اللي قاعد يصير.
تفكر في طريقة للخروج، تطلع كتابها، وتكتب رسالة، وتمزق الصفحة من الكتاب. "اسمي **كادين** وعندي كتيبك. تقابلنا تحت في قسم المراجع في مكتبة المدينة يوم الاثنين الساعة أربعة العصر. أتمنى من كل قلبي أعطيك إياه إذا أقدر.". راح تحط الملاحظة في المكان اللي لقت فيه الكتيب وأملها أنه يرجع ويلقى رسالتها.
لما ترجع لأبوها وأمها، توري الكتيب لأبوها. "شوف يا بابا، واحد ضيع هالكتيب في المتنزه. وش هالخربشة المضحكة؟ عمرك شفتي شي زي هذا قبل كذا؟" ما تقول لهم القصة كاملة. ما تبغى تضايقهم.
**جاك** ياخذه منها ويدرسه. عيونه تعكس مفاجأته. "وش يا بابا، تدري وش هو؟"
**جاك** يحاول يشرح وش اللي يزعجه. "أقسم بالله أنه السنسكريتية بس الغريب أن واحد خربش بقلم رصاص في دفتر زي هذا. هذا جدًا غريب. لازم يكون طالب فلسفة من **جامعة بورت إليزابيث** حاول يحفظ أو يفك شفرته. هذا كل اللي يوصلني. بالرغم من أنه ما يعطي معنى كامل لأن السنسكريتية صعبة وما يدرسونها هنا. عادة تدرس على يد شخص لشخص من أستاذ لاهوتي. كلمة وحدة غالبًا تحتوي على تاريخ غني لازم يشرح بالكامل قبل ما تقدر تستوعب معناها بالكامل."
"السنسكريتية؟ وش هي بالضبط وكيف عرفتها؟ غريب جدًا."
أبوها يبتسم. هي دائمًا فضولية. "طيب، كان فيه وقت في حياتي لما كنت مهتم جدًا بالفلسفة، يا **كادين**. درست الكثير من الديانات المختلفة وحاولت أفهم فلسفاتها عشان ألقى الوحدة اللي تعطي أكثر معنى بالنسبة لي. كنت أدور ألقى الحقيقة."
**كادين** ما تقدر تخفي المفاجأة. "بابا، عمرك ما قلت لي عن هذا. أنت حتى ما تؤمن بأي إله على حد علمي وما نتبع أي دين. حتى ما تناقش هالشي؛ وش صار يا بابا؟ أنا مصدومة!"
"**كادين**، يجي وقت تتوقف فيه عن البحث عن إجابات لأن الإجابات تجيب أسئلة أكثر. بس اعرف أن تعرف يعني تعرف أنك ما تعرف..."
"ما يعطي أي معنى على الإطلاق بالنسبة لي، بس قلي أكثر عن السنسكريتية. من وين جت ومين اللي يتكلمها؟"
"يمكنها أقدم لغة على الأرض. بالرغم من أن الناس المتدينين في الهند نقلوا تقاليدهم شفهيًا لقرون كثيرة من خلال السنسكريتية قبل ما تكتب، بعضهم يعتقدون أنها مو من هالأرض. يعتقدون أن كل المعرفة البشرية مبنية على الاستنتاجات بس الكثير من معرفة السنسكريتية من النصوص القديمة جت من بعد ثاني وانتقلت لنا كمعرفة حقيقية لازم نقبلها وأنها من خالقينا اللي يعرفون كيف كل شي يركب مع بعض."
**كادين** مندهشة تضرب أبوها على كتفه. "وش يا بابا، وأنت تقول لنا الحين بس، يا محتال..."
**جاك** ينفجر ضحكًا ولازم يمسك نفسه قبل ما يقدر يتكلم. "هذا بس اللي يعتقدونه، يا **كادين**. الناس يؤمنون بأشياء غريبة مختلفة ومعظم الحروب والمعاناة في كل أنحاء العالم بدأت بالهراء اللي يؤمنون فيه. إذا صدقت كل شي وأخذته بجدية، راح تصير مجنون مثلهم بسهولة. خذ كل شي بحذر، يا بنتي."
**رينيه** تنحني للأمام وتلقي قبلة غير متوقعة على خده.
"أمي، ليش ما نتبع دين؟ معظم زميلاتي في الفصل مسيحيات ويحضرون الكنيسة، بس إحنا ما نحضر، ليش؟"
"مو مهم وش نؤمن فيه، يا **كادين**. المهم وش تؤمنين فيه وإحنا ما نبغى نأثر عليك. مرحبًا بك وتقدرين تسألينا أي شي في أي وقت، بس الأسئلة لازم تجي منك. راح ندعمك في أي اتجاه تختارينه ونحاول نوجهك بقدر ما نقدر."
**كادين** تتنهد، وتحط يديها على وركيها وتقف قدامهم مثل مدير مدرسة يوبخ طفلين مشاغبين. "بجد يا حبيباتي، ما أدري. أنتم دائمًا مليانين مفاجآت ما لها أي معنى وأنتم كمان عنيدين جدًا! وش قاعدين تقولون لي الحين، اللعنة!"
**جاك** بس يعشق وقفتها المهددة المصطنعة. "تبين تعرفين وش أؤمن فيه وراح أقولك. أؤمن أن كل اللي يهم في الحياة هو لحظات زي هذه مع بعض معاكم أنتم الاثنين. هنا والآن مهم وهذا كل اللي يهم."
**كادين** تنحني للأمام وتهمس برقة في أذنه بينما تضمه بحرارة. "أحبك يا بابا، لدرجة أني أقدر أصرخ!"