"ايش هذا..." سبّ ماركيلس مارتينيز وهو بيلوي عربيته عن الطريق.
من ولا شيء، وحدة ست ركضت على الشارع الفاضي وهي ماسكة بطنها. كانت الدنيا بتشتي قطط وكلاب وهو نزل من عربيته جاهز عشان يصرخ في المجنونة دي.
"ايش مشكلتك؟ المهم الستات نكد، مش شايفه وين ماشية؟"
"ممكن تساعدني," همست قبل ما تفقد الوعي.
وهو بيبص على الجسم اللي لسه، اللي بينزف، تمتم شوية سبّ تحت نفسه وهو بيفكر ايش يعمل. عربية خففت ووقفت، والسواق نط من العربية.
"ايش صار؟" سألت وهي بتطلع تلفونها.
"ما بعرف، فجأة ركضت," قال بنبرة باردة.
"ساعدني ندخلها في عربيتي. بتفقد دم كتير," صرخت الست.
وهو بينزل، شالها، ورأسها استقر على كتفه. فلاش ضوّأ السما، وهو بيمشي ناحية عربية الست، وهو بياخد لمحة عن الست دي خلاه يعبس. حطها في العربية، ولف عشان يمشي من غير حتى ما يبص وراه.
"استنى، لوين رايح؟ بدي مساعدتك. لازم نوقف النزيف."
"شكلي دكتور عشانك؟"
الست بدت مصدومة وهو لسه بيمشي بعيد عن العربية.
"لو سمحت يا سيدي," نادت وهو وصل لعربيته. اتنهد وقفل عربيته بعد ما ركنها بعيد عن الطريق، وتوجه للعربية التانية.
"انت ممكن تسوق," قالت وهي بتتزحلق على ورا في العربية.
من وجهة نظر نيّاشا
"انسه. ممكن تحاولي تجلسي," سمعت وأنا بفتح عيوني، ولقيت حالي في أوضة باردة ونظيفة.
كل حركة كانت مؤلمة. مالكوم عمل فيا شغل جامد، وأنا ببص تحت عشان ألاقي ضمادات سميكة حولين بطني.
أنتوا غالبا بتسألوا ايش صار فيا، ومين مالكوم.
مالكوم هو جوزي، وهو السبب إني في المستشفى. بعد ما صرف كل راتبه على الكحول مع رفاقه، كان متوقع إني أجهز له أكلة لما رفض إني أشتغل، وده نتج عنه ما فيش أكل في البيت. دي مش أول مرة أذوق فيها دمي في تمي، لكنها أول مرة أدخل فيها المستشفى. دلوقتي، غير إني قلقانة كيف حواجهه تاني، بتساءل من وين حأجيب فلوس لفواتير المستشفى.
"مدام، سامعاني؟" قالت دكتورة أليكسيس بنظرة قلق، وأنا شفتي اسم التاج بتاعها.
"هممم، أيوة، أيوة. أنا كويسة شكراً. لازم أمشي. بكم كل ده؟"
"ما تقلقيش، الفاتورة خلاص اتدفعت."
بتبص عليها تماما في حيرة، سألت مين دفع، وهي بدأت تحكيلي ايش صار. سلمت البطاقة، وأنا ببص على الاسم. مكتوب ماركيلس مارتينيز.
"مارتينيز، مارتينيز. قصدك ماركيلس مارتينيز من صناعات مارتينيز. ما فيش غيره," صرخت. "هو كان رئيس مالكوم، ومن اللي مالكوم حكاه، الراجل ده كان قاسي. ما بيتكلم كتير، بس كان عنده مزاج حاد."
"هو ساعدني أجيبك هنا. بس روحي اشكريه على الأقل," قالت أليكسيس وهي عارفة ايش لازم يكون بيدور في بالي.
------
"امممم، يا سي مارتينيز؟" سمع سكرتيرته بتتمتم.
"خلصي، ما عندي وقت."
"عندك زائر," قالت وهي بتبص على حالة نيّاشا المبهدلة بعبوس. كانت بارزة زي الإبهام، بشرتها سمرة شوكولاتة، شعرها قصير، وملابسها كبيرة شوية.
"خمس دقايق وبس," قال وهو بيقفل المكالمة.
"ممكن تدخلي," قالت السكرتيرة وهي قلقانة.
طقت على الباب، وهي بتستنى تسمع رد. سمعت صوته العميق والقصير، فدخلت المكتب، وقلبها بيدق جامد. وهي ماشية، هو لسه بيبص على أوراقه، وعبوس بيعلم ملامحه. وهو بيبص عليها، حست بالخجل، وعيونه الزرق بتمشي من رجليها لرأسها. ده كان أحسن فستان عندها، لكنها عرفت في عيون الناس إنه شكله مضحك.
"ايش ممكن أساعدك؟" قال بعبوس.
"أ..أنا، أنا الست اللي أنقذتها أمس. بس بدي أقولك شكراً," قالت بهدوء قبل ما تبص لتحت. "لو في أي طريقة ممكن أسدلك فيها، يا ريت أعرف. عشان أقل شيء أسدلك الدين اللي عليك."
"شكلي محتاج حاجة؟ زي إني ناقصني شيء؟"
"لا، خالص يا سيدي," قالت وهي بتبدأ ترتعش من الخوف.
هو عبس على حالتها قبل ما يقول، "لو خلصتي، عندي اجتماع لازم أحضره. أنا متأكدة إنك بتعرفي الطريق برة."
وهي بتطلع من مكتبه، شافت مالكوم اللي كان في وشه عبوس غاضب.
"حتى ما تفكريش ترجعي البيت إذا بدك تعيشي. أنت عار," قال بغضب.
ولما ماركيلس طلع من مكتبه، شاف اللي صار بين مالكوم والست الصغيرة من شوية.