المُقَدّمة
كانت تعبانة مرّة من الرّكض، لدرجة إنّها ما قدرت إلّا إنّها توقف على حافة الجرف عشان تاخد نفسها. المكان الوحيد اللّي فكّرت فيه عشان تهرب بعد ما اتلاحقت لتلات أيّام وما كان فيه ولا مكان، كان هنا.
في ساعة الضّيق بتاعتها، استدعت الرّجل ده، الرّجل اللّي كانت مخطوبة له من وهي عيلة صغيرة، الرّجل اللّي كانت مدّياه قلبها، عشان ييجي وينقذها من الكابوس ده.
ما كانتش هتجرأ إنّها تقول له على مكانها لو كانت تعرف إنّها اتخدعت من الرّجل ده وعيلته المزعومة. بسبب الغلطة الغبية بتاعتها، اتفرجت وهي متوتره وخايفة وهو بيقرب منها ووشّه مكشّر.
ما تخيّلتش أبدًا إنّ يوم زي ده ممكن ييجي. ما كانش عندها أيّ مكان تاني تهرب له، خلصت كلّ الخيارات، والحاجة الوحيدة اللّي كانت مستنياها هي الموت.
"لازم تعرفي إنّ وجودك عائق لكلّ حاجة أنا اشتغلت عليها بجدّ. فـ آسف جدًّا يا حبيبتي، إنّ دي هي النّهاية," الرّجل قالها ببرود وهو بيسحب الزّناد.
الصّوت الوحيد كان صوت طلقة النّار اللّي اخترقت صدر البنت. الضّربة كان لها تأثير كبير لدرجة إنّ البنت الصغيرة اتمايلت ووقعت من على الجرف.
وشّها كان عليه ابتسامة، الدّم بينزل على شفايفها، وصدرها بينزف دم. دي كانت النّهاية، وهي كانت عارفة كده. كان لازم تشكّ من البداية، لأنّ على الرّغم من إنّها كانت مدلّعة، هما ما قضّوش وقت معاها أبدًا.
استحملت في كلّ مرّة كانوا بياخدوا منها دم عشان كانت عايزة تخلي عيلتها مبسوطة. حتّى لما ما كانتش بتفتكر طفولتها، ما طلبتش أيّ حاجة إلّا إنّها تِتْمنّى مستقبل أحسن.
لو كانت شكّت وطلبت إجابات، كان ده هيكون موت من غير ألم. الموت ده أثبت الحاجة الوحيدة اللّي كانت رافضة تعترف بيها من اليوم اللّي اكتشفتي فيه السّـرّ الأسود اللّي كانت عيلتها مخبّياه لأكتر من عشر سنين. هي كانت ببساطة النّسخة بتاعت طفلهم، وده وجعها جدًّا.
-----
بعد تلات سنين
الأوضة كانت ضلمة شوية، والمصدر الوحيد للنّور في الأوضة كان النّور اللّي بيطلع من القمر. لو حدّ بصّ على السّاعة، كانت حوالي اتنين الصبح، ومع ذلك كان فيه جسدين متشابكين وما فيش مساحة بينهم على السّرير الكبير ده.
الآهات والصّراخ بتاعت الأنثى كانت مغرية لدرجة إنّ الواحد يفكر إنّ سـاكوبة زارت رَاجِل البيت في اللّيل. الرّجل كان واخد باله من المرأة اللّي تحته لدرجة إنّه عمل كلّ جهده عشان يشتغل بزيادة عشان يسمع أكتر من صراخها ويلحس دموعها.
إزاي وصلت الأمور لكده؟ الشّابة سألت نفسها وهي بتمثّل دور حورية جيعانة وحيوان مفترس. ما كانش إنّها مش عاجبها اللّي بيحصل؛ هي في الحقيقة كانت مستمتعة بيه وعايزة أكتر، بس ما تخيّلتش أبدًا إنّ أوّل مرّة ليها هتاخدها من مديرها وهو هايش ومش فايق.
إيه اللّي هيحصل لو، لما يصحي اليوم اللّي بعده، يقولها تحزّم حاجتها وتمشي؟ ما كانش عندها أيّ مكان تروح له، اشتغلت بجدّ عشان تحصل على الوظيفة دي، ودلوقتي كلّ ده هينتهي بسبب إنّ مجنون أدّى لمديرها منشّط جنسي وهو برّه؟
بس تفتكر إنّ الرّجل ده كان عنده طاقة قدّ إيه في السّرير خلّاها تسامحه على كلّ حاجة. إيه اللّي هيحصل لو فرض نفسه عليها؟ الرّجل ده خلّاها تحسّ بإحساس المتعة الحميمة. هو كان عاشق عظيم، ووشّها احمرّ لمجرّد التّفكير في كام مرّة خلّاها توصل للنشوة في الأربع ساعات اللّي بدأوا فيهم العلاقة دي. الرّجل هيفاجأ لو شاف وشّها المحمرّ.
فانيتي، اللّي مرّت بحاجات كتير، قرّرت إنّها تركب الموجة وتستمتع باللّحظة دي طول ما هي مستمرّة. إنّها تكون مع واحد زي الوحش ده أكيد هيخلّيها ترفع معاييرها لو فكّرت في إنّها تكون مع راجل تاني تاني.
مع وجبة مجّانيّة من السّما دي، ممكن كمان ترمي شغلها من الشّباك. كانت موفّرة فلوس كتير في التّلات شهور اللّي فاتوا.
تشاندلر حسّ بالرّاحة وهو بيلاحظ التّغيّرات على وشّ السّـاكوبة دي. كانت سهلة في القراية، بس هو عارف إنّها بتخفي أسرار كتير. مين، من ناحية تانية، ما عندوش أيّ أسرار؟
قرّر إنّه ما يرحمش لأنّها مستعدّة تكمل العرض. كان متأكّد إنّ أيّ حدّ عنده الجرأة إنّه يدّيله الدّوا القوي ده هيتكافأ مكافأة كبيرة.
اتفرّج على فانيتي وهي بتلف رجلها الطويلة حوالين وسطه، واخد ده كدعوة تانية، انقضّ عليها زي المجنون. عشان واحد عنده سيطرة كاملة على نفسه يفقد السّيطرة كده، ما يقدرش يلوم الدّوا بس، بس كمان البنت دي اللّي تحته.
كلّ حاجة عن جسمها بتصرخ عشان تتاخد، والعضّات اللّي كان بيشوفها حتّى في الضّلمة بتدلّ على إنّه عايزها بجنون. ما حاولش يوقّف حتّى بعد ما كان معاها لساعات. تشاندلر كان عايز يتدفن جوّه جدران المرأة دي لأوّل مرّة في حياته. الجدران دي بتفضل تشفطه، بتحبسه عشان يكمل يدمّرها من غير رحمة.
هو ببساطة كان عايز يشوفها تموت معاه جوّه فيها. حتّى بعد ما الموضوع ده كلّه يخلص، هو مش هيخلّيها تروح.
تشاندلر أخد واحدة من الرّجلين دول ورمى بيها على كتفه وهو بيستمرّ يدخل فيها. قفز عليها وباسها بحماس بعد ما شاف العيون اللّي بترفّ مع دموع.
ما كانش عندها خبرة كبيرة، بس بعد علاقة حميمة كتير، كانت ماشية. عشان واحدة لطيفة كده تكون ماحدش واخد باله منها خلّاه يحسّ إنّه بيمتلكها. هي بتاعته، وما فيش حدّ يقدر ياخدها منه.
***
فانيتي صحيت وجسمها واجعها لدرجة إنّها لعنت الرّجل الوحش ده في عقلها مرّة ومرّتين. لما فتحت عيونها، أدركت إنّها لسه لابسة قميص تشاندلر وعلى سريره. الأوضة لسه ريحتها ريحة حبّهم، ولقيت نفسها بتحمرّ وهي بتفتكر اللّي حصل بين الاتنين لحدّ الصّبح.
إزاي راجل عنده القدرة على تعذيبها لساعات وساعات؟ لو دي هي طريقة رد فعل الرّجل ده كلّ ما ياخدوا دوا، هي بتحسّ إنّها مجبرة إنّها تاخد كلّ الأدوية، تحرقهم، وربّما تحتفظ بعدد لنفسها للاستخدام في المستقبل.
على الرّغم من إنّ جسمها كان بيوجعها جدًّا، هي مش هتموت بسببه أبدًا. ما فيش حدّ تاني يقدر يقتلها إلّا لو هي عايزة. بعد ما حاولت تخرج من السّرير، بصّت حوالين أوضة النّوم الرّئيسيّة، اللّي هي متعودة بس على تنضيفها. أخد منها ثواني، بس بدأت تتوتر؛ السّاعة اللّي على الحيطة بتدلّ على إنّها حوالي الضّهر، وده معناه إنّها نامت كتير، وهو سمح لها تعمل كده.
هزّت راسها وراحت على الحمّام أوّل حاجة. انصدمت لما شافت نفسها. إزاي المفروض تروح على أوضتها وهي كلّ جسمها عليه علامات بوس؟ إزاي يقدر يكون قاسي كده إنّه يعمل كده ليها؟
فانيتي شالت القميص اللّي كان مغطّي جسمها وصرخت مرّة تانية. كأنّه وشمها، ما سابش حتّى أكتر الأماكن حميميّة بتاعتها. ده أحرجها تمامًا، بس ما كانش عندها اختيار إلّا إنّها تستحمل، وربّما تتظاهر إنّ ده ما حصلش.
كانت مندمجة جدًّا في ورطتها لدرجة إنّ قدراتها على السّمع عن بعد فشلت. ما أدركتش حتّى إنّ حدّ انضمّ ليها في أوضة النّوم لحدّ ما ضلّ تاني ظهر في المرآة.
"خوّفتيني!" فانيتي ما قدرتش إلّا إنّها تصرخ، وهي مش واخدة بالها من إنّ جسمها العريان كان معروض.
"ما كنتش أعرف إنّ موظّفتي عندها لسان سيّء كده لحدّ ما كنتي مشغولة بتتكلّمي كلام وسخ وبتتوسّلي إنّي ادّيكي. بتحبّي تتكلّمي كده يا حبّي؟" تشاندلر اتكلّم بنبرة بطيئة وهو بيقرب منها.
لما سمعت ده، فانيتي اتخضّت وواجهت الرّجل، اللّي كان عليه ابتسامة شريرة. هي شافت ناس قاسيين كتير في حياتها، بس الرّجل ده لازم يكون على راس القائمة.
هل هيسامحها دلوقتي بعد ما قالت له كلام زي ده؟ هل هيقتلها ويتخلّص منها عشان يسكتها عن اللّي حصل بينهم؟
"أنا... ده..." فانيتي ما عرفتش تفكّر في أيّ حاجة تقولها وبس فضلت تبصّ على الوحش اللّي قدّامها. مجرّد إنّها تبصّ عليه خلّاها تحسّ بوخز، وكانت بتحسّ إنّ أجزائها السّفليّة بتهرش عشان لمسته مرّة تانية.