لانا كاستروف
لما سمعت قصة سندريلا، كل اللي فكرت فيه هو الغباء. إزاي بنت فقيرة زيها تتزوج أمير لما يكون عند الأمير قائمة طويلة من الأميرات الجميلات والغنيات؟ قصص ديزني ما هي إلا هراء. المفروض يعملوا قصة واقعية لأن ما فيش حاجة اسمها عامي تتزوج أمير ساحر أو ربما ملياردير.
إحنا عندنا دائرتنا الخاصة وما فيش طريقة ممكن ننجذب بيها لهالنوع من الناس. نفسي أضحك على الناس اللي بيصدقوا في الكلام ده.
على الرغم من كرهي للهراء ده، الراجل اللي بحبه طلع عنده حبيبة عامية. كان بيقدم حبيبته بفخر في حفل كرة الشتاء الخيري. أهله كرهوا تمامًا حقيقة إنه قرر يواعد البنت دي وكانوا عايزينني أكون حبيبته بدلًا منها.
أنا غنية، جميلة وذكية. أنا النوع من النساء اللي كل أب غني عايزه تكون زوجة لابنه.
لما لقيت فرصة صغيرة أتكلم مع البنت دي، مشيت بسرعة ناحيتها ومعايا كوباية الشمبانيا بتاعتي. كانت واقفة بشكل محرج والكل يقدر يشوف بوضوح إنها مش مناسبة للحشد. كانت زي البطة القبيحة.
"جيتي هنا عشان نتبرع عليكي؟" سألتها بغطرسة وأنا واقفة جنبها. التفتت لي وهزت راسها. "أنا هنا مع فين." قالت بنبرة هادئة.
"مستغربة إنك واثقة في نفسك أوي كده. أنت مش في نطاقنا." قلت وأنا بأرتشف من الشمبانيا بتاعتي.
"أنا عارفة الكلام ده بوضوح، بس أنا هنا عشان فين، فمش فارق معايا إذا كنتي بتحاولي تحكمي عليَّ." قالت بشجاعة وهزيت راسي. هديها حقها في ده.
"أتساءل.. كام مدة هتطولي معاها يا فين. في نهاية اليوم، هيرجع لي." قلت وأنا أشير إلى نفسي.
"مش هترجع لكِ." التفت لـ فين اللي كان بيبصلي ببرود بالفعل. ضحكت ورفعت كوباية الشمبانيا بتاعتي. لف دراعه حوالين حبيبته ومشي بعيد عني.
"هتشوفوا." تمتمت لنفسي. لفيت جسمي وارتطمت برجل بشدة لدرجة إني وقعت على الأرض. لعنت في سري والتفت للرجل وأنا مستعدة تمامًا لأغضب، لكنني فقدت القدرة على الكلام بمجرد ما شفتي العيون الزرقا الجميلة دي.
وقف قدامي ومدلي إيده عشان يساعدني أقوم. بدل من إني آخد إيده، قررت أقوم لوحدي. بصيت له ببرود ووقف هو مستقيمًا.
"آسف." قال وبصيت حولي عشان أشوف الناس بتضحك وبتسخر مننا إحنا الاتنين، أو يمكن مني بس لإني وقعت. التفت له تاني وأنا عايزة أسمعه بيعتذر للمرة التانية.
"أعتقد إنك لانا كاستروف." قال ورفعت حواجبي.
"أنت مين؟" سألت وسمعت الناس بتلهث لما سمعوني بقول كده. بصيت للناس اللي حواليا وحدقت فيهم واحد واحد. "ده نادر، أعتقد إنك عشتي في منطقة ريفية، ها؟"
"عفوًا؟" بصيت له بعدم تصديق.
"أنا جولي وصديقة فين، فينيكس." عرف نفسه.
"أوه.. أنت كمان أصحابك عاميين.. يا للمرح!" قلت وأنا بقلب عيني عليه. أطلق ضحكة صغيرة وبعدين أخد كوباية شمبانيا من النادل.
"هي بنت لطيفة جدًا، لذلك المفروض متحكموش على الناس لمجرد إن ما عندهمش فلوس كتير." قال وأرتشف من الشمبانيا من غير ما يشيل عينيه عني.
"أنا مش بحبها." ابتسمت له بلطف، بس متأكدة إن عينيا بينوا له إني بكرهه كلامه ده.
كنت على وشك أمشي لما وقفني وقال، "هما هيتجوزوا، هما بيحبوا بعض." التفت له.
"فينييكس، صح؟" سألت وأنا بأخد كوباية الشمبانيا بتاعته وشربتها كلها في جرعة واحدة.
"هتنين مش هيتجوزوا طول ما أنا عايشة." قلت وأنا برجع له الكوباية الفاضية.
"بجد عايزة تدمري سعادة ناس تانية؟ لو بتحبيه بجد، المفروض تسيبيه يكون سعيد." قال وضحكت.
"مش هيكون سعيد بعامية، دي مش الطريقة اللي بتشتغل بيها." قلت وأنا ببص في عيون فينيكس الزرقا مباشرة. تحولت تعابير وجهه إلى اللون الداكن وقررت أخرج من المشهد.
"هيي! رايحة فين؟" صديقتي المقربة، نويل، وقفتني. تنهدت والتفت عشان أشوف فينيكس وفين بيتكلموا مع جولي. ده بيخليني أتجنن أكتر مما أنا مجنونة.
"مين الراجل ده؟"
"فين؟" نويل حاولت تبص في الاتجاه اللي ببص فيه.
"الراجل اللي بعيون زرقا جنب فين." قلت وأنا بصيت له ولقى عيني. ابتسم لي بخبث والتفت لـ نويل.
"ده فينيكس ستيرلينغ، أنتِ ما تعرفيهوش؟" سألتني نويل بنبرة مرتبكة. رفعت حواجبي.
"ليه أعرفه؟" سألت وشهقت نويل.
"بس قوليلي مين هو!" همست ببرود وطلعت نويل تليفونها. كانت بتكتب حاجة عليه وبعدين أدته لي.
"ده ملياردير من إيطاليا. عنده كتير من المقابر، شركة شحن، شركة طيران وأكتر من كده." قالت نويل وأنا بأقرأ ملفه على الإنترنت. طلع إنه من عيلة مش غنية أوي، أعتقد عشان كده بيصاحب الست دي.
"عمر ما توقعت إنك ما تعرفيهوش." همست نويل.
"ليه أعرفه؟ مش مهم أوي." قلت وأدتني نويل كوباية شمبانيا عشان أهدأ.
"هو جزء من إيليسيت وربما عشان كده المفروض تكوني واعية من دلوقتي." إيليسيت؟
"هو جزء من إيليسيت؟ إزاي عرفتي؟ افتكرت محدش يعرف مين في إيليسيت؟" بصيت لصديقتي المقربة وعيني كادت تخرج من محجرها.
"يعني.. معرفش إذا كان ده صحيح ولا لأ، بس فيه ناس بتخمّن إنه كده."