أليانا كابيللو كاتيللي
اليوم
الطريق إلى الجنة بيبدأ من الجحيم
دانتي أليغيري
"سالفاتوري، أنا محتاجاك. سالفاتوري،" أصرخ في الكنيسة الفاضية. كعبي بينقر على الأرض الخشبية، وقوة نفسي بتصوت في الهوا، وبتبرهن على مدى جنوني. عقلي بيلف وأنا أندفع أسفل الممر.
"سالفاتوري، بعرف إنك هون،" أزعق. شكله الطويل بيطلع من الباب الخلفي. بنطلونه أسود وقميص أسود مع الياقة الكهنوتية تبعه، بيفكرني بكل اللي صار. الخاتم اللي في إصبعي بيوزن في إيدي وأنا بوجه الرجل اللي خدمي سنين، من غير ما يعرف الشيطان اللي اختار يحميه. الندبة تبعه بتبرز وهو بيوقف قبالي، وبيبين أصابعه مع بعض.
"صار تقريبا سنة يا أليانا. شو عملتي؟"
أنا بنزل على ركبي، "هو اللي ما عملته. سامحني يا أبوي، لإنني أخطأت،" بقول، وجسمي بيحرر الشد اللي وزني هاي السنين اللي عدت.
"يا أليانا، شو عملتي؟" بتطلع على القس من كنيسة سانت أنتوني اللي زمان خدمني كجندي وفي، وكسب حريته.
دمعة بتخونني وأنا بتطلع في نظرته القاسية واللي ما بتلين، مثل ما عملت من سنين. بسقتها كنت بنت لمسها سم أبوها وقسوة الملك. هلأ أنا ملكة، ملتفة برداء الجحيم، مغموسة بدم الأبرياء، ومملوكة من قبل ملك سام. لقد أي مدى في الجحيم وقعت؟
"أليانا، احكيلي." سالفاتوري ما بعرف شو بدور عليه لما بيقول هاي الكلمات. بس أنا بتطلع على القس البريء.
"قتلتهم كلهم."
بيجي وقت في الحياة، حتى الأشخاص الملعونين لازم يعترفوا بالحقيقة. فيه لحظة لما بنهرب من كل شيء. هاي الثانية بالذات، لما بتكون واقف هون وكل شيء بيلصق فيك. كل الكذب، القصص اللي فبركتها، الناس اللي جرحتهم. الناس اللي خنتهم ودمرتهم من غير سبب وجيه غير الأمل إنه لما بتعمل هيك، قلبك بيخف من الوجع وربما بكرة بيكون يوم أفضل. بس مش هاي القضية. أنا عشت، حبيت، وحسيت كل مشاعر علموني ما أحسها.
في الـ29 سنة اللي عشتهم على هاي الأرض، أنا عملت أشياء ولا أي شخص عاقل ممكن يتخيلها. قصتي مش مليانة بحب رجل واحد، بس بحب رجال كتير. حب لأب دايما بده الأفضل لي، حتى لو طريقته في إظهار هالشيء كانت غلط.
أنا حبيته لكل شيء عمله. سواء كان جزء الخير اللي موجود في روحه العميقة، أو عطشه للقوة اللي خلى كتير يدخلوا بوابة الحياة الآخرة. حبي له كان... كان أبدي، حتى لو كان هو الأفعى اللي بتقودني للإغراء.
بعدين فيه الحب اللي كان عندي للأولاد الأربعة اللي كبروا معي في شيكاغو. الإخوة اللي ما كنت بعرف إني بدي إياهم إلا لما ورجوني كيف كان الشعور بالانتماء لشيء ما كان بيحددوا الدم اللي في عروقي أو الجنس اللي عملني. روميرو، ميشيل، غابرييل، ولورينزو كانوا الإخوة، اللي صاروا جزء مني لغاية ما واحد منهم وقع وواحد منهم خاننا.
وآخر شيء، كان الحب لرجلين، الاثنين بينتموا للظلال. واحد مصمم يصير أكتر شرير قوي على الإطلاق، والتاني - اللي بس كان بده يكون معي. بس الغيرة، الكره، الانتقام، والشرف، لووا كل الخير، وقصتي صارت قصة مرة عن الوقوع في حب عدوك، والالتزام بوعدي للناس اللي حلفت إني أحميهم. قصتي مش مأساة، ولا هي "عاشوا في سعادة إلى الأبد"، بس هي ملكي وهيني هون، لساتني عايشة، عشان أخيرا أقدر أحكيها.
"سالفاتوري، لازم أعترف." أنا بضل على ركبي بينما أصابعه بتبطل عن بعضها وأصابعه الخشنة بتمسك دقني. أنا برفع راسي.
"راح أسمع. بتوعدي تعترفي بكل أمانة وتحكي بس الحقيقة؟" هو بيسأل السؤال اللي سألني إياه زمان. بسقتها أنا ابتعدت عنه، خجلانة من كل اللي جرحتهم. هلأ أنا ما بتعذب بقرارات ماضيي، أنا جاهزة للتكفير.
"أيوة، راح أحكيلك كل شيء. اعترافي بيبدأ قبل 13 سنة، لما عملنا عهد عشان نسيطر على شيكاغو، وإليسا روسو كانت راح تكون الطعم تبعنا."
"شو كان سيء ساعتها؟"
أنا بتطلع على سالفاتوري في لباسه الكهنوتي، رجل مقدس اللي زمان تقريبا سقط من رعاية الرب.
أنا ببتسم، بس مش السعادة اللي بتجيب هاي النظرة على وجهي، أكتر مثل الخجل، الإحراج، والذنب.
"أنا كذبت."
-----
الجزء الأول
الماضي، الوجع، والإدراك
أليانا
قبل 13 سنة
الماضي ما لازم يتعمل في الحاضر
والحاضر ما لازم يحط ضباب على المستقبل.
الكذب، تصريح كاذب متعمد عشان يخدع، كذب متعمد، كلام غير صحيح.
"شو بتعملوا يا شياطين؟" غابرييل بيسأل وهو بيقعد جنب ميرو على الأرض اللي عليها سجاد. حسيت شعور رائع إني رجعت لسياتل. ما راح يمر كتير لغاية ما يجي اليوم اللي أقدر فيه أخيرا أقول إني تركت شيكاغو ورى ضهري.
شيكاغو كانت اللي بأوصفها كالسجن، معمولة خصيصا لنا إحنا الخمسة. كان لازم نسجل رحلة أول شيء بكرة الصبح. بس أنا ما قدرت أتحمل ليلة تانية في مدينة تعامل كالفأر. مش الكبار اللي حوالينا اللي خلوا إقامتنا في المدينة غير جذابة، بس المراهقين اللي في يوم من الأيام راح يسيطروا عليها. أنا بعرف منيح ما أحكي لأبوي، وكذلك غابرييل، ميرو، ميشيل، ورين لما كابو ستاجيو روسو قال إن مشكلة المراهقين هي مشكلة مراهقين. كلماته ما كانت مجرد كلمات، كانت تحذير إنه اللي بيصير في منطقته بيضل هادي.
كان في عطلة الصيف وبابا راح يوصل بكرة من رحلته إلى شرق إفريقيا. وها الشيء اللي عمل وصولنا المبكر الوقت المثالي عشان أخيرا نفرغ شوية توتر كنا حابسينه هاي الشهور اللي عدت. كان فيه كتير بيصير هلأ، وغابرييل ورين كانوا طالعين لدم روسو. هما كانوا أكبر عيلة إجرام في شيكاغو وأيضا بشكل أساسي أوصيائنا لغاية ما نتخرج من الثانوية.
كان فيه قانون في الولاية الخامسة إنه مجموعة أولاد لازم يتبعتوا لمنطقة حلفائهم. كان المفروض علامة حسن نية. بس أبوي بعتلي بنت لشيكاغو وعائلتنا. آل كاتيللي أصروا إنا نعطيهم نفس الاحترام، فآل روسو بعتوا إليسا. اللي كان المفروض تكون عرضهم بس طلعت بنت أبوي. يا للحديث عن عيلة خربانة. وعيلتي كانت موجودة في القمة.
ما كانت بس إليسا، اللي بتلبس لقب بنت غير شرعية بس بنت تانية، مش كتير لطيفة اسمها أليس. هي كانت بالفعل بالغة وشقيقة لماتيو دي سالفو، عضو مكروه لعيلة روسو. أو لو بدي أكون صادقة لازم أعيد صياغة، أنا كرهت ماتيو دي سالفو أكتر شيء. الباقي ما كرهوه أبدا، هم بس كرهوا اللي كانوا بيعتقدوا إنه بيمثله.
"وين رحت؟ رحت تلعب ولد منيح عند عمك أو قررت تاخد طريق تاني لبيت صاحبة شعر أحمر معينة؟" ميشيل بيسأل غابرييل. ميشيل مرتاح في نهاية غطاء السرير الأبيض تبعي، بيلعب بموسه اللي اشتراه من واحد في طريقنا من المطار. رين وأنا بناخد الجانب الأيسر من السرير، وبنمر على مئات الصور المنتشرة على نص سريري.
كنا بنقرر، مثل ما كنا دايما بنعمل، أي من الصور هي الأفضل عشان نورجيها لأهلنا. حاولنا نحافظ على مظهر الأولاد السعداء، عشان ما نبدأ حرب. وكمان عشان ما نتشبه إننا مصنوعين من جليد. أبوي قال إن الرجل اللي عملوه مش لازم يحترق لما بيمشي في النار. أنا مش متأكدة كيف الواحد ما بيحترق في النار لما النار المفروض تحرق.
كنا بالفعل محروقين في النار مرات كتير. الفرق الوحيد إن جروحنا كانت في الداخل، والنوافذ اللي هي عيوننا كانت صغيرة كتير عشان ننتبه.
في الواقع، اعتدنا على التنمر، والمؤامرات والخطط اللي أليك وطاقمه كانوا بيعملوها عشان يحاولوا يتخلصوا منا. بس قطع فرامل سيارة غابرييل سجل الرقم. لعبوا ألعاب خطيرة، وبينما تفوقنا عليهم معظم الوقت، عرفنا إن ساعتنا بتدق.
"ليش بتفكروا ممكن نستمر بهاي القصة؟" رين بيسألنا، بيرفع صورة فيها إحنا الخمسة في مطعم بيتزا.
"أنا بقول نعمل وقفة، راح نترك هالحفرة العام الجاي. راح يكون الوقت المثالي عشان نعلم روسو درس،" غابرييل بيقول من الأرض. عيونه الزرق وسعت وتركزت على رين بينما أنا بحس بتوقه ورغبته في الانتقام بتهتز في كل الغرفة.
"أنا مش شايف أليك بيحكم شيكاغو، راح يسبب حرب شاملة اللي كابو دي كابي لازم تتدخل فيها في النهاية. كاسيو وكاميليد هم مرتزقة، ولا واحد فيهم بيزعق كابو، أنا بشك إن ولا واحد فيهم عنده القدرة العقلية عشان ينظف أسنانه بشكل صحيح ناهيك عن يحكم مدينة كبيرة مثل شيكاغو. ماتيو، مع ذلك…" ميرو بيعبر عن نفس الشيء اللي كلنا بنفكر فيه. ولا واحد من أولاد روسو كان مناسب عشان يدير مدينة كبيرة وخطيرة مثل شيكاغو.
"ماتيو راح يكون كابو دي سالفو، عيلته قريبة من عيلة موريتي في إنجلترا وآل دي سالفو دايما بيديروا لوس أنجلوس مع عشيرة غالو. أنا بشك إنه بده يحكم مكان مليان بروسو. شيكاغو مش شيء بالنسبة له، بس الأرض اللي أبوه تركه فيها،" ميشيل بيقول، وبيرتفع من الأرض وبيمد جسمه النحيف. كان بيصير ضخم في أواخر سن المراهقة. أنا قدرت أشوف وعد سيقانه الرياضية من خلال بنطلونه الجينز الغامق اللي كان لابسه حاليا كأنه مصنوع عشان يناسب كل جزء من جسمه.