ليلي
ولا أي كمية فلوس ممكن تخلي تصوير على البحر في الشتا حاجة حلوة.
"يا لعنة الدرون،" تمتمت، وأنا بأجهز شنطة المعدات وأفتحها. الجو عشرين درجة مئوية وبردان جنب المحيط. مين بيحجز تصوير في شهر يناير على المية؟ أكيد بس الأغنياء، أتوقع.
كيت، شريكتي في البزنس والمصورة الثانية، بتقرب، بترتعش وبتهز راسها. "لو ما كنت محتاجة الفلوس، كنت هربت. يروح الإيداع في ستين داهية."
أنا مكشرة، وأنا بأرتب العدة. أنا كمان بردانة، بس عمري ما أتخلى عن زبون. كيت ممكن تدير شغل البزنس، بس لسه عندها كتير تتعلمه.
"على الأقل بتدفع الإيجار،" قلت بابتسامة مجبرة، وشي متخدر من البرد. الوضع مش كويس. الباقة بتاعة الزبون فيها ساعتين لقطات بالدرون. أكيد هتحول لقطعة تلج ساعتها. الهوا بيشد خصلات شعري من القبعة، كأنها موافقة على تعاستي.
"صح، عشرين في المية من خمسة وعشرين ألف. هاخدها،" ردت كيت.
وأنا كمان. مفيش ورديات تانية في محل القهوة تحت. مع شوية تخطيط للميزانية، دي هتخليني ماشية لحد ما موسم الفرح يبتدي في الصيف.
"إمتى سفرتك؟ تايلاند أكيد بتنادي."
كيت بتصحى. هي رايحة في رحلة شهر عشان تكتشف نفسها. أنا شخصياً، أفضل اكتشاف ذات أرخص، بس هي حرة.
"تلات أسابيع،" بتلمع. "مش قادرة استنى."
"هتبقى تحفة،" تمتمت وأنا مش مركزة. إدارة البزنس لوحدي هتكون صعبة، بالرغم من الواقع، مش هيكون عندنا تصوير كتير لحد مايو. ممكن شوية صور عائلية في سنترال بارك أو خطوبة على الواجهة البحرية، بس مفيش أفراح.
كيت بتعدل إعدادات الكاميرا، وأنا بأثبت كاميرتي كويس على كتفي. مش هأوقع الـ DSLR الغالية دي في الرمل. دي بنتي، تستاهل ٢٠٠٠ دولار من العدة التكنولوجية العالية.
بأراجع الإضاءة مرة تانية، حتى لو عملتها تلات مرات قبل كده. عايزة التصوير ده يبقى مثالي. الزباين دول غالباً عندهم علاقات قوية، وأنا محتاجة الصور تكون بيرفكت. بلمح لتحت على البحر. لسه موصلوش.
نور الشروق دايماً بيكون تحفة في الوقت ده، بالظبط لما الشمس بتطلع فوق الأفق. بحب أصوّر وقت الشروق، حتى لو الخروج من السرير عذاب. ده وقت سحري، والأزواج غالباً بيحسوا بحميميته. الصور تقريباً دايماً بتطلع حلوة.
إلا لو الزوجين وصلوا متأخرين وفاتهم النور الناعم الذهبي. مكشرة حواجبي، وبأمسح البحر الخافت بحثاً عن أي علامات للعربية بتاعتهم. لو موصلوش قريب، هيفوتهم الساعة الذهبية الضبابية قبل ما الشمس تبقى قاسية على الرمل والبحر.
"هيفوتهم الشروق،" كيت كررت أفكاري.
"أنا عارفة،" رديت، وأنا مكشرة. "مش باين عليهم إنهم مهتمين. أكدوا الميعاد؟"
كيت هزت راسها، وبتدلك إيديها تحت إبطها عشان تدفى.
ارتعشت ورفعت كاميرتي، وبأفحص الشاشة وباخد شوية لقطات اختبار. ممكن أكون مستعدة لما يوصلوا أخيراً. وأنا بعدل جهاز التحكم في الدرون، عربية المدينة وقفت. السواق نزل عشان يفتح باب الراكب، وما قدرتش ما أضحكش. سواق عشان تصوير؟ حاجة تبهر. شقراء فاتنة طلعت من اليمين، في حين الراكب اللي مش صبور في الناحية التانية زق الباب وفتحه ونزل في الصباح البردان من غير ما يستنى السواق.
يا للعار. وأنا بمسح البحر، لقيت نفسي بأفحصه. كان طويل، أكتر من ستة أقدام، لابس بدلة غالباً مفصلة عشان تتناسب مع العربية والسواق. كتفه عريض، وضعية جسمه مستقيمة. كان بعيد بما فيه الكفاية إنه ما يلاحظش نظراتي، بس قريب بما فيه الكفاية عشان أقدّر حضوره المهيمن. شكله كان بيشع هالة سيطرة، إيديه في جيبين البنطلون، بيفحص البحر كأنه ملك بيراقب مملكته. ارتجفت لا إرادياً. الصور اللي ممكن أصورها للراجل ده. فكرت إني أقرّب الصورة وأصور مناخيره المستقيمة وملامحه المميزة في الوقت ده. بطلت أتفرج وركزت.
درت كاميرتي تاني، مستعدة ألتقط لقطات عفوية وهوما داخلين على البحر. لكن، حاجة شكلها غلط. شكلهم كان متوتر، بعيدين عن بعض. الراجل ما كانش بيوجّهها على الرمل، وهي كانت بتخلي مسافة ملحوظة.
"إيه اللي بيحصل؟" تمتمت. "شكلهم كأنهم مش طايقين بعض."
كيت هزت راسها. "معنديش فكرة. أنا بس اتعاملت مع مساعدتها. حتى ما عرفتش اسمها الأول."
بأراقبهم وهم بيقربوا، لاحظت إزاي معظم الأزواج غالباً بيوصلوا متحمسين للتصوير، متشوقين للعواطف من البداية.
"واحد فينا لازم يكسر الحاجز،" كيت فكرتني.
أقدر أشغّل سحري لما أحتاج. كوني وش البزنس بتاعتنا، غالباً بيقع عليا إني أقول نكت وأعمل كلام صغير لحد ما الأزواج يسترخوا. أنا أفضل أصوّر لحظات دافئة طبيعية، وبأهدف لأحسن اللقطات في نص الجلسة، قبل ما التعب يجي. كيت عايزة شوية وضعيات كلاسيكية للموقع، بس بالحكم على سلوك الراجل، شكيت إنه هيكون متحمس للركوع في الرمل.
صح، هو أكيد ما بيظهرش كأنه نوع بيركع لأي حد.
إيه الهبل ده؟ بنفض الفكرة الغريبة وبرفع الكاميرا. ظهر الراجل مستقيم، وإيديه لسه في جيوبه. أوه، هو مش مبسوط. ببص على الشاشة، ووشه بيظهر بوضوح تام. اتنفضت. مستحيل.