مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِ ياسي
يااااي، يا لَيلَة مَا نِمْتُها! كُنْتُ دايخة آخِر شَي. جِسْمي كُلُّه يوجعني مِن طِيحَتي على الدَّرَج، فَما قِدِرْت أَنَام الْلَيلَة الْلَي بَارِحَةْ.
وَأَنَا أُنَظِّف الدَّرَج، أوبري دَفَعَتْني وَنَكَرَتْ أَنَّها قَصَدَتْ. قَالِتْ إنَّها صُدْفَة. الْحَمْدُ لِلَّهِ، كُنْتُ في الطَّابِق الْخَامِس مِن الدَّرَج في ذِيك الْوَقْتْ، وَمَش على الْدَّوْر الْأَخِير. بَسّ هَذَا الطَّابِق خَلَّى جِسْمي يُوجَعْ كُلُّه.
فِكْرَتْ إنَّهُم حَيُوخُدُوني على الْعِيَادَة عَشَان يِشْيِكُوا على وِرْكي وَأَكْتَافي، بَسّ كَانْ حُلُم بالنَّسْبة لي. الْعَائِلَة إللي في الْبَيْت هَذَا، ما بَتْهْتَمْ فيني أبدًا، فَمَا كَانْ عِنْدي خِيَار غِير أَنِّي أَسْتَحْمِل كُلُّ الْأَلَم إللي كُنْتْ حَاسَّه.
مَعْ إنِّي ما نِمْتُ الْلَيلَة الْلِي فَاتِتْ، وَمُو حَاسَّة بِالْكُويِّس، مَا قِدِرْت أَسْتَخْدِم هَذَا كَعُذْر عَشَان مَا أَسْوِي الشُغْلَة الْلِي كَانِتْ مَطْلُوبَةْ مِنِّي، وَهْي تَنْظِيف الْبَيْت.
فَلِذَلِك، مَع كُلّ قُوَّتي، وَقِفْت مِنْ سَريري وَبَدِيت أَسْوِي الْأَشْغَال.
كُنْت أَغْسِل الصُّحُون لَمَّا سَمِعْت صَوْت عَالِي وَمُتَضَايِق بِيُنَادِي عَلى إِسْمي:
"ياسي! ياسي!"
أَوَّل مَا وَعِيتْ إنُّهَا الْعَمَّة جليندا دَوَّرِتْ عَلِيّ، جِسْمي كُلُّه رَجَفْ.
بَدِيت أَعْرَق بغَزَارَة عَلى جَبْهَتي، وَتَسَاءَلْت إذَا كُنْت سَوَّيْت شِي غَلَطْ مَرَّة ثَانِيَة.
وَأَنَا مَاسْكَة الصَّحْن، إيدي تِرْعُشْ، وَقَلْبي يِدِقْ بِسُرْعَة فِي صَدْري.
قِدِرْت أَسْمَع خَطْوَات قُرَيِّبَة، وَصَوْتَهَا بَيِصْرُخ إِسْمي مُسْتَمِرّ:
"ياسي!!!"
بَعْدِ كَذَا، وَجْهَها بَانْ، وأوبري بِنْتَهَا سَاقَتْهَا لِيَّ.
"هَا هِيَ ياسي، يَا أمّي،" قَالِت أوبري، وَهِيَ نَظْرَتْ لِي بِخُبْث.
أوبري تَنَحَّتْ عَلى جَنْب، وَالْعَمَّة جليندا تَقَدَّمَتْ لِي وَضَرَبَتْ وَجْهي بِلَطْمَة قَوِيَّة لِدَرَجة أَنِّي طِحْت عَلى الْأَرْض.
"آآآآي!" صَرَخْتْ مِنْ الْوَجَع، وَدُمُوع نَزَلِتْ عَلى خَدِّي، وَتَرَكِتْ أَثَر دَم فِي زَاوِيَة شِفَايِفي.
"الْعَمَّة جليندا؟" سَأَلْتْهَا، وَأَنَا أَنَظُر إلَيْهَا. وَ
"أَعْطِيني الْقِلَادَة!" قَالِتْ وَأَنَا لَسَّة بَدَّكِي أَتْكَلَّمْ.
قِلَادَة؟ الْعَمَّة جليندا تَتْكَلَّمْ عَنْ قِلَادَة وَ… مَا كُنْت أَدْرِي عَنْهَا.
"قِلَادَة؟ الْعَمَّة جليندا، إيش قِلَادَة؟" قُلْتْهَا وَأَنَا مَاسْكَة خَدِّي وَبَاَنَاظْر فِيهَا.
"يا ياسي، عَادْ!" خَلَّصِي تَمْثِيل كَأَنَّكِ مَا تِفْهَمي إيش بَقُول! "أَعْطِيني الْقِلَادَة دِلوقت!"
"أَنَا مَش مُتَأَكِّدة إيش بَقُولِي، يَا عَمَّة جليندا…"
"كَذَّابَة،" هَمْسَت أوبري وَرا الْعَمَّة جليندا، وَهِيَ تِضْحَك بهُدُوء.
رِجْل الْعَمَّة جليندا نَزَلِتْ عَلى رَاسِي، وَخَلَّتْني أَرْتَطِمْ بِالْحَائِط الْلّي وَرايَّ.
"أَنَا آسْفَة، يَا عَمَّة جليندا، بَسْ مَا عِنْدي أَي فِكْرَة وِين الْقِلَادَة،" قُلْتْ، "مَا مَعِيَاش" كُنْتْ آمِلْ إنَّ الْعَمَّة جليندا تَآْخُد بالَهَا مِني.
أَخَدَتْ الْفُوطَة وَرَمَتْهَا عَلَى وَجْهِي.
وَأَنَا جَالْسة عَلى الْأَرْض، عَدَّلْت جِسْمي وَمَسَحْت وَجْهِي بِإِيدِيَّ، وَبَعْدَ فَتْرَة، حَسَّيْت ضَرْبَة قَوِيَّة في ذِرَاعي الْلِي كَانْ يُوجَع، الْعَمَّة جليندا أَخَدَتْ مَنْظِف الصُّحُون وَرَمِتْه عَلِيّ.
"بِالله عَلِيك، يَا عَمَّة جليندا، إِهْدِي. مَا مَعِيَاش الْقِلَادَة،" طَلَبْتْ مِنْهَا، وَأَنَا بِتْرَجَّاهَا تِتْوَقَّف عَن أَذَايِي. كُنْتْ خَالِصَة طَاقَة. مَا كَانْ فِي أُكْل، بس كَدَمَات، وَجِسْمي كَانْ تَعْبان. مَا فِكْرَتْ إنِّي قِدِرْ أَقُفْ الْوَجَع.
جَرَّتْ ذِرَاعي الْلّي يُوجَع عَشَان تِخَلِّيني أَقُوم، وَهَذَا خَلَّاني أَصْرُخْ.
"آآآآي!"
ضَغِطَت إِيدَهَا الْيَمين عَلى ذَقْني، وَجَرَّتْ وَجْهِي أَكْثَر لَهَا. الْخَوْف وَالْبَرْد خَلَّى شِفَايِفي تِرْتَعِشْ، بَسْ حَاوَلْت أَشْرَح الْحَقِيقَة لَهَا كِدَا وَلَا كِدَا.
"يَا عَمَّة جليندا، بِالله عَلِيك صَدِّقيني، بَقُولْ إِنِّي مَا أَدْرِي عَن الْقِلَادَة إللي دَوَّرِينْ عَلِيَّهَا…"
"أَنْتِ كَذَّابَة تَمَام! مين حَيِصَدِّق وَاحْدَة زِيّك؟! أَنْتِ عَالِمَة كُوَيْسْ قَد إِيش الْقِلَادَة هَذِي غَالِيَة عَل أوبري. الْيَوْم الْيَوْم إللي عَائِلَة كينج حَيْيِجُوا عَشَان خِطْبَة أوبري مَع جايس كينج! كَانْ مُفْتَرَضْ تِسْتَخْدِمْهَا بَسْ راحَتْ!" صَرَخَتْ، وَأَسْنَانْهَا مَشْدُودَة.
"أَنَا فَاهمة، يَا عَمَّة جليندا…"
"أَنْتِ تُحَاوِلي تِخَرِّبي يَوْمِنَا! رَجِّعِي الْقِلَادَة لِيَّ إذَا مَا بِدِّكِ تَمُوتِي." وَخَلَّصَت كَأَنِّي وَآخْدَة الْقِلَادَة فِعْلًا. مَعْ إِنِّي مَش الشَّخْص الْوَحِيد هُنَا، عِنْدْنَا خَدَّامَات بَسْ، لِيش صِرْتْ أَنَا الْمُشْتَبَه بِيهَا الْوَحِيدَة؟
"حَرَام عَلى اللِّص الصَّغِير," قَالِت أوبري بِشَفَقَة وَهْيَ تِهْز رَاسْهَا.
بَسّ، إيش قِدِرْت أَدي إللي مَا كُنْت بَديْه أصِلًا؟
"أَقْسِم أَنِّي مَا سِرْقِت الْقِلَادَة، يَا عَمَّة جليندا." مَا حَتْقْدِرِي تِلْقَي الْقِلَادَة فيَّ حَتَّى لَوْ قَتَلْتِني. "مَا مَعِيَاش," قُلْتْ وَأَنَا آخُد نَفَس عَمِيق.
دَفَعَتْ ذَقْني، وَخَلَّتْني أَفْقِد تَوَازُني، وَأَخَدِتْ خُطْوَة لِلْوَرا.
"يَا كَلْب! إذَا مَا أَعْطَيْتيني الْقِلَادَة، حَتْكُونِي حَتْمًا تِمُوتِي. أَنْتِ عَالِمَة قَد إِيش تَكْلِفْ! وَأَنَا مُتَأَكِّدة أَنَّكِ إِهْتَمِتِي فِيهَا. بَسّ، لَا تَجْرُئي! رَجِّعِي لِيَ الْقِلَادَة وَإِلَّا حَتِنْدَمِي طُول حَيَاتِك!"
أوبري تَقَدَّمَتْ وَقَالِتْ، "لِيش مَا تِعْتَرِفِي؟ خَلَّصِي تِنْكِرِي إنَّكِ مَا أَخَدْتِي الْقِلَادَة. مَش حَيِسْوِيهَا غَيْرَكْ!"
هَلْ بِسْمَعْ هَذَا الْكَلَام حَقِيقِي؟ بَعْد مَا إِخْتَرْت أَجْلِس في الْفِيلَّا هَذِي، حَتَّى وَلَوْ كَانْ عِنْدي كِتِيرَ "رَغْمَ"، لِإِيش يِجُرَأُوا إنُّهُم يِتْهِمُوني؟
"حَأْحَاوِل أِلْقَاهَا," قُلْتْ، وَهَذَا كَانْ الْخِيَار الْوَحِيد إللي عِنْدي في ذِيك اللَحْظَة. مَا حَيِصَدِّقُوني، الْعَمَّة جليندا حَتْخَلَّصْ مِن الْزَنّ عَلِيَّ إذَا أُورِيَهَا الْقِلَادَة.
"إِمْشِي، يَا بِنْتْ يَا غَبِيَّة! تَأَكَّدِي إنَّكِ تِلْقَيِهَا وَتِعْطِيهَا لِي. حَأَعْطِيكِ فَقَط ثَلاثِين دَقِيقَة عَنْهَا. مَا قِدِرْت أَصْبُر أَكْثَر مِنْ كِدَا، عَائِلَة كينج حَايْجُّوا قَرِيب، وَأَنَا بِدّي بِنْتِي تِلْبِسْهَا."
ثَلاثِين دَقِيقَة؟ هَلْ الْمَوْت كَانْ بِينْتَظِرني؟ كِيف قِدِرْت أَلْقَاهَا؟ لِحَد الْآن مَا عِنْدي فِكْرَة وِين أَلْقَاهَا. إِيش هالْهَبَّل!
كُنْتْ مُتَأَكِّدَة إنَّهُم مَا حَيْيِقْبَلُوا أَعْذَاري، فَقَط أُومَأت لَهُم.