في حاجات كتير شفتيها على مدار السنين دي، مش عارفة افسرها. حاجات كتير بتخليني افكر اذا كنت اتجننت وانا صغيرة. او حتى ساعات بفكر اذا كنت مت بدل ما اتعرض لحادثة العربية، وكل ده مجرد حاجة تانية. شوية من القصص دي مأخوذة من احداث حقيقية، وانا حولتها لقصص خيالية.
واحدة منهم فاكراها كويس، الفصل الثالث: مين قال ان الموت هو النهاية. كنت في الجامعة وقتها، عايشة في السكن الجامعي. عشان كنت مكتئبة طول الوقت، كنت بفكر في الموت كتير. في الهالوين، كان عندي ديكور هيكل عظمي بلاستيك رخيص بيلمع في الضلمة متعلق على باب اوضتي، وصادف بالظبط انه في الليلة دي قرر يتحرك لوحده.
في الوقت ده، جوزي اللي هو طليقي دلوقتي، كان شايف انه من الجنون اني اتخض من مجرد ديكور. ماكنش يعرف ايه اللي شوفته بالظبط في الوقت ده، لحد سنين قدام لما حصلت حاجات غريبة تانية، ولا واحد فينا قدر يفسرها بسهولة. اما الباقي، فده كله تم تأليفه عشان اخلي القصة ممتعة اكتر.
لما كنت طفلة صغيرة، كنت وحيدة وملانة ملل، فكنت بقرا كل انواع قصص الرعب من مؤلفين مختلفين زي ستيفن كينج، ودين كونتز، وان رايس. كلهم كانوا بيشعلوا احلامي من وقت للتاني، بس ولا حاجة زي تجاربي الحقيقية.
على سبيل المثال: في “تشارلي”، كان عندي دمية محادثة بجد وانا صغيرة. فاكرة في يوم اخويا بيل دخل اوضتي وهو ماسكها في ايده. كطفلة كبرت في عيلة مابيدهاش فلوس كتير، فرحت اوي بوجود حاجة زي دي معايا.
لحد النهارده، لسه مش عارفة جابها منين. وانا بلعب بيها، حتى حاولت اعمل حركة المتكلم، بس طبعا، ماكنتش شاطرة فيها، ففي الاخر قعدت في الركن، ماتلمستش. اول ليلة قعدت فيها هناك، بدأت تجيلي كوابيس. احلام غريبة انتشرت، بسبب عقلي اللي فيه خيال عالي.
في مرات كنت اقدر احلف اني بعد ما اصحى، الاقها في مكان مختلف عن المكان اللي كانت فيه الليلة اللي فاتت. كنت دايما بفكر اذا كان اخويا بيلعب معايا مقالب عشان يخوفني او حاجة. بس، في ليلة، خوفتني اكتر حاجة.
لما صحيت في نص الليل واوضتي كانت ضلمة كحل، كل اللي سمعته هو حد بينادي اسمي بهدوء من جنب السرير. صدقوني، غطيت راسي بالملاية ومطلعتش غير الصبح. اول ما طلعت، حرصت اني احطها وشها الناحية التانية عشان ماتبصليش تاني.
قصص الاشباح دي بتيجي من الحقيقة، لاني لسه لحد النهارده بشوف الظلال بتتحرك في الاوض بحثا عن حاجة. يمكن مش عارفين انهم ماتوا او انهم مجرد ظلال من زمن تاني، زي ذكرى من نوع ما بتفضل متعلقة في البيوت القديمة. الواحد ممكن يفكر اذا كان فيه جثث مدفونة تحت الخرسانة. عشان لما البيوت القديمة دي اتبنت، غالبا كان فيه مقابر عائلية مش بعيدة عنها.
عشان اديك مثال: من كام يوم كنت خارجة من الحمام بعد ما غسلت ايدي، لما شوفت حد عدى قدامي ودخل الاوضة اللي بعدها عند الباب. اوتوماتيكيا فكرت انها بنتي الكبيرة عشان كان لازم تطعم الفراخ بتاعتها بره في الوقت ده. فروحت اجري عشان اسألها عن حاجة، بصيت حواليا ومشوفتش حد. في اللحظة دي، حسيت بقشعريرة طلعت في ضهري، وبعدها برودة في الاوضة مكنتش موجودة قبل كده. لما دخلت الاوضة اللي بعدها، ماحستش بيها تاني وفجأة حسيت اني كويسة.
عمرك حسيت باحلام غريبة سواء بالسقوط او بالطيران؟ انا حسيت، وانا عارفة ان دكتور جون كان هيقولي ان دي علامة عدم امان. مش عارفة بالظبط ليه، عشان في ليالي لما بصحى، بقع من على السرير وبنزل على الارض جامد. جامد اوي لدرجة انه بيقطع النفس من صدري.
مرات كتير، حسيت ان حد بيبصلي في اوضة المعيشة الضلمة بالليل، وماكنش فيه حد واقف ورايا. حتى لو حسيت ان حد لمسني. هل كل ده كان في دماغي؟ اعتقد عمري ما هعرف، ولا هعرف؟
عمرك شوفت حيواناتك بتبدأ تتصرف بغرابة لما بتبص على حاجة ومفيش حاجة موجودة؟ انا بيحصلي كده كتير هنا. ساعات بحس بيها في نفس الوقت، ولما ببص على قططي، بشوفها في عيونهم.
فبسال سؤال لكل اللي مابيتفقوش في الاشباح والحاجات اللي بتخبط بالليل. لو سمعت اسمك بيتنادى من اخر السرير، هل هتقوم عشان تعرف مين او ايه هو؟ ولا هتستخبى تحت الغطا زي ما عملت قبل كده مرات كتير؟