،"خذي لحم جنية البحر"
عيون فتحت شوي شوي، وعليها علامات الزمن، وبانت فيها لمحة فرح.
في القصر، فيه حوض دم عميق. كل زهور اللوتس اللي فيه ذبلت وصارت صفرا. في نص الحوض، فيه جنية بحر تطفو. شعرها الأزرق يعكس لون المويه اللي صار أحمر من الدم. منظر غريب جدًا.
جنية البحر هي اللي لها ذيل سمكة بشري. ذيل السمكة الأزرق فقد لمعانه، وصار عليه بقع دم. اللحم اللي في الذيل مقطّع.
بعد ما أخذوا منها لحم لمدة شهر، ما بقى عندها قوة، اللي هي "أزرق سحري".
لما الخصي كان شايل صحن عشان يقطع اللحم، "أزرق خيالي" تحملت ألم شديد وسبحت للحوض عشان تسهّل على الخصي ياخذ اللحم منها.
لمعة فضية، وشريحة لحم جنية البحر عليها قشور زرقاء، وعليها دم، جات على الصحن الفضي.
"أزرق سحري" كانت تخاف من الألم من وهي صغيرة. ذيل السمكة هو أكثر مكان حساس عند جنية البحر. لما يحطوا السكّين على الذيل، كأنه ياخذوا لحم من قلبها.
في المحكمة الجنوبية جنب الحوض، كان فيه علم أسود كبير، حواجبه زي شكل السكّين، عيونه زي الصقر، وشفايفه ضعيفة. وقف جنب الحوض، ومركز نظره على اللمسة الزرقاء في مية الحوض الحمراء.
"يا صاحب الجلالة، البنت البيضا صحت بعد ما أخذت لحم جنية البحر."
عيون "أزرق خيالي"، اللي زي المشمش، فتحت على الآخر.
لحم جنية البحر يعالج كل الأمراض، ويشيل كل السموم.
المحكمة الجنوبية تسممت، وكانت تحتاج لحم جنية البحر عشان تتعالج، بس لحمها أخذته "باي سوسو"؟
"أزرق سحري" حرّكت ذيل السمكة وسبحت للحوض. ألم الذيل خلاها تتألم.
مدت يدها، وبدأت تمسح على ذيل السمكة الأزرق اللي فيه فتحات. ذيل السمكة كان يوم من الأيام أحلى ذيل سمكة عند جنية البحر، بس الحين صار بشع.
من وهي صغيرة، كانت تخاف من الألم.
بس ما اهتمت، لأنها فكرت إن لحمها ممكن ينقذ المحكمة الجنوبية.
مين حيقول لها إن الشخص المسموم مو هو المحكمة الجنوبية الحين؟
"باي سوسو" ابتسمت ابتسامة خفيفة: "أنتِ يا "أزرق سحري". بفضل لحمك، أقدر أتعالج من السم. بعد شهر، حيصير عرسي على صاحب الجلالة. وقتها، الأضواء حتكون منورة، وتقدري تشوفي كويس في المعبد الصغير هذاك."
تشوفين بوضوح الرجل اللي تحبينه يتزوج وحدة ثانية.
بؤبؤ عيون "أزرق سحري" ضاق، ومدت يدها لـ"باي سوسو": "ايش قلتي؟"
المحكمة الجنوبية سحب سيف "يولونغ" من خصره. لمعة فضية، والدم نزل من معصم "أزرق سحري".
"يا حيوانات الشر، لا تلمسي سوسو. إذا تجرّأتي تؤذي سوسو حتى لو شوي، رح أقطع يديك."
"قلت إنك تحبني."
في شمال البحر المرير، هو يوم من الأيام أخذ لآلئ نهر سانسينغ وأرسلها لها، ووعدها بالعيش للأبد.
هي تركت البحر، تركت أهلها وجات هنا.
"أزرق خيالي"، مستحيل أخسرك في حياتي هذي.
عيون المحكمة الجنوبية كانت باردة، ويديه ورا ظهره. قال: "الشخص الوحيد اللي أحبه هو سوسو. يا حيوانات، من وين تعرفوا ايش يعني الحب؟"
راهب فو شو قال إن جنية البحر عندها بس شخص واحد، بس هو لسه حيوان. طبعه عنيف، وما ينفع نخدعه.
المحكمة الجنوبية شاف بعيونه "أزرق سحري" وهي تاكل السمك ني، بدون ما ترمش. هذا يثبت إن شكلها إنسان، بس طبعها حيوان.
دمعة صافيه نزلت من زاوية عين "أزرق سحري".
"كيف ما أعرف؟ المحكمة الجنوبية، نعرف بعض من الطفولة. قلت إن جنية البحر نفس الناس. ما فيه فرق بين ٣٦٩ أو غيرها. جنية البحر كمان عندها أفراح وأحزان. هل نسيت؟."
لما كانت صغيرة، علقت في شبكة صيد السمك، و"المحكمة الجنوبية"، اللي كان عمره سبع سنين وقتها، هو اللي أنقذها.
هي حسّت إن جنية البحر تختلف عن البشر، وما ودها تشوف "المحكمة الجنوبية". في هذاك الوقت، "المحكمة الجنوبية" كان يستنى جنب البحر يوميًا، يستنى إنها تظهر.
عيون المحكمة الجنوبية وقفت.
اتقابلوا لما كانوا صغار؟
ما فيه أي ذكرى لـ"حورية البحر" في غرفة الجلوس.
لما شاف إن "المحكمة الجنوبية" مو طبيعي، "باي سوسو" كان عندها خطة: "يا صاحب الجلالة، أنقذني، جنية البحر هذي ماسكة رجلي."
"باي سوسو" دخلت في حوض الدم، ومدت يدها عشان تطلب المساعدة.
جنية البحر تتجرأ تعمل كذا قدامه!
"المحكمة الجنوبية" طار فوق المويه زي اليعسوب على أطراف أصابعه، رفس "أزرق خيالي" برجله، وصاح على طبيب الإمبراطور يروح مع "باي سوسو".
"المحكمة الجنوبية" رفع بطن "أزرق خيالي"، وكانت بتموت في نص حوض الدم، يديها نازلة، فمها مفتوح ومسكر.
بس لما تمشي، تسمع صوت النفس: "قلت بوضوح، لا تسمح لأحد يؤذيني ولو شوي..."
"البشر والشياطين ما ينفع يحبوا بعض. بابا قال إنني رح أتأذى."
"أزرق سحري، ما رح أخلي أحد يأذيك ولا شوي."
بس، الشخص اللي أذاني هو أنت؟