أنا طايرة من الفرح اليوم، عشان فرح أختي.
"أنتِ كل دنيتي"، قلت وأنا أناظر في عيونها البنية الفاتحة.
"شكلك يجنن بالفستان."
آمي ابتسمت لي وردت وقالت "صرنا عيلة الحين. خلاص ما فيه "أنا وأنتِ"."
آمي وجون كانوا يحبون بعض ثلاث سنين، بس الحين راح يكون الحب بعد الزواج، وهذا أحلى مشهد في العالم. أنا وأختي عشنا لحالنا خمس سنين، لأن أهلنا ماتوا في حادث. بس هذي مو الحقيقة، هذا اللي تعرفه آمي، بس هم انقتلوا. عمي جيمس اعتنى فينا زين، بس للأسف مات، وتركنا مع عمتنا اللي نكرهها. عمتي كرهتنا، ولا كرهت أمي، لأنها كانت معجبة بأبوي. عشان كذا ما كلمتنا ولا كلمت أمي (مدري ليش)، ودتنا للداخلية. بس الحين مو لحالنا، متعة لي ولأختي نكون جزء من هالعيلة. أعرف الكل في هالعيلة، إلا شخص واحد اللي هو أخو جون. في بالي، أحس إنه واحد مو مسؤول وغبي، مو حاضر فرح أخوه. اليوم راح يكون بداية جديدة في حياتي، لأن عندي عيلة جديدة، وبيت، وغرفة. اليوم اللي بعد الفرح، أختي كان عندها وقت تكلمني. جلست قدامها على سريرها، عشان تقدر تشوفني مباشرة.
"كلميني عن زوجك وعيلته"، سألت بابتسامة عريضة، اللي تبين فيها أسناني اللي فوق وتحت. أصلاً أعرف عن جون، لأن آمي شرحت لي عنه بكل وضوح. فكرت شوي وسألتها مرة ثانية،
"لا! أنتِ كلميني عن عيلته."
آمي ناظرتني للحظة وردت "اوكي" بابتسامة عريضة أصغر من ابتسامتي.
كملت تسولف عن جون. غمضت عيوني ورديت عليها بطريقة تضحك، ما انتبهت لها، بس انشدت لما قالت إن جون عنده أخوين.
"أخوين! بس أنا فكرت إنه واحد"، قلت في نفسي.
آمي ناظرتني بعد ما تفاجأت عن أخو زوجها.
"وشو؟"، سألت و أنا معبسة.
"شوفي يا آنا، لا تصيرين تحاربينهم. أوكي!"، ردت وهي تأشر علي.
"أوكي"، رديت وأنا نعسانة. كملت تناظرني على طريقة جوابي. تدري إن هالأسلوب ما يوثق فيه.
"وش أسمائهم؟"، سألت عشان أغير جوها.
ردت "جاكي" الأخ الأصغر و "براي" الثاني. ما شفتيه في الفرح، عشان كذا سألت نفسي.
وينهم؟ سألت على طول لاني كنت متشوقة أعرف.
"برة"، ردت.
هم مو مسؤولين مرة، لأنهم ما حضروا فرح أخوهم. هذا وقح مرة.
"انتبهي يا آنا"، بدت تحاضر، اللي دايم تسمعني إياه.
اليوم مر تمام. هالعيلة طيبة مثل ما توقعت، خاصة لما الجد قريب مني. يحبني مرة، خلاني أحبه. زيادة على كذا، كأنه عمي اللي كان يعزني.
القمر طلع بسرعة. جلست على السرير وناظرت الساعة، الساعة عشرة ونص، بس ما حسيت بنعاس. حسيت بضيق وأنا أنام لحالي، لأن متعودة أنام مع آمي. يمكن يكون تمام بعدين، أتوقع. استرحت على المخدة وغمضت عيوني باسترخاء.
"آنا قومي"، صرخت آمي في الصباح كالعادة.
"آنا"، صرخت مرة ثانية وهي تضربني.
بصراحة سمعتها، بس تظاهرت إني ما سمعت. كملت تضربني، وهذا ضايقني. فتحت عيوني شوي شوي، وناظرتها وهي تناظرني.
"خمس دقايق بس"، ترجيتها.
"لا"، ردت بصوت خشن وهي تشدني لفوق.
جلست على السرير وناظرت الساعة على طول،
"الساعة ستة ونص"، صرخت بتعجب "يا ربي هذا نص الليل"، قلت في نفسي.
تلفلت يسار عشان أشوف آمي وأحاول أقنعها، بس وجهها بين إنه جامد. ناظرتها بوجه نعسان يذوب القلب، بس هالمرة ما ذاب. أقنعتني أدخل الحمام قدامها. جلست على حافة السرير، وحطيت رجلي شوي شوي على الأرض، وأنا مو راضية. قمت على رجلي، وتحركت مثل السلحفاة. مدت لي المنشفة قبل ما أدخل الحمام، والتفتت لأن آمي نادتني.
"وشو؟"، سألت وأنا نعسانة.
"لا تطولين تحت الموية، لأنها مو زينة لصحتك. أوكي."
"أووووووكككيييييي"
أنا مسوية عملية من سنتين، لأني انضربت بعصا حديد على راسه. هو اللي قتل أهلي. بس آمي ما تدري عن هذا، لأننا قلنا لها إنه حادث سيارة.
مشيت للحمام وقفلت الباب، ووقفت تحت الدش ببيجامتي. آمي طقت باب الحمام، وأمرتني أنزل تحت بعد ما أخلص.
"أوكي"، رديت بكسل.
"ليش الكل ينتظر تحت؟ في شي مميز؟"، سألت نفسي بفضول.
بعدين شغلت مخي، وتذكرت إن أخو جون الأصغر بيوصل اليوم. ناظرت تحت في الأرض، وحكيت شعري وأنا أتثاوب.
"وشو؟"، سألت نفسي وأنا أعقد حواجبي "لسى ما فتحت الدش."
طلعت من الحمام بعد ما غيرت ملابسي، ناظرت الساعة وفتحت عيوني أكثر، الساعة ثمان. طولت بالحمام. متأكدة إن آمي بتصرخ علي. نزلت تحت، وما شفتي أحد في غرفة الجلوس "متأخرة؟"، قلت في نفسي. رحت للمطبخ، وأخذت كوفي من الدولاب، وصبيت الشاهي في الكوب. على طول مشيت لغرفة الجلوس عشان أشوف التلفزيون.