صرخت صرخة عالية لما خبطت في حاجة جامدة. فتحت عيني وقعدت وانا باخد نفس بصعوبة، بعرق، برتعش. ببص حواليا والذكريات بتجري في دماغي. قربت ركبي من صدري ومسكتهم جامد.
"أمي،أبويا." همست. كنت خايف أوي.
الباب بتاع أوضتي فتح و وجدتي دخلت، أول ما شافتني جت عليا وحضنتني في دراعتها. حضنتها أنا كمان وهي بتمرر ايدها على شعري و بتهمس حاجات بتطمن و بتهزنا يمين وشمال. بطلت ارتجف وهي رجعتني لسريري و اتمددت معاها جنبي. غنتلي أغنيتي المفضلة، اللي أمي كانت دايما بتغنيها في البيت. وهي بتمرر ايدها على شعري غمضت عيني و بسرعة نمت تاني.
صحيت، بحس بحرارة الشمس على دراعي و وشي من الشبابيك اللي مفتوحة دلوقتي. سحبت البطانية على راسي وغمضت عيني.
"يا حبيبي لازم تقوم. مش عاوزاكي تنامي زيادة وإلا مش هتعرف تنام الليلة." وجدتي هزتني.
شلت البطانية و ابتسمت وخرجت. روحت على الحمام و وقفت قدام المراية. مشيت ايدي في شعري و بصيت لنفسي.
~~~
أنا اسمي بوبي شاوتير أنا شاذ وعمري ١٦ سنة وهكمل ١٧ بعد شهر تقريباً. بكره عيد ميلادي على طول بيفكرني بـ ....... اللي حصل. معنديش أصحاب لاني بخاف من أي حد، إلا جدودي اللي عايش معاهم. شعري أسود فاحم، عيني بني و بشرتي بيضاء جداً. بلبس بس أسود أو أبيض و بصبغ ضوافري سودا و كنت بجرح نفسي، طيب، أنا شغال على ده. بخلاف كده الطريقة الوحيدة عشان أوصف نفسي هي إني ولد مكسور عنده ١٦ سنة و خايف من أي حاجة بتتحرك بسبب حاجة حصلت السنة اللي فاتت. بس مش هقولكو. بكره أفكر فيها و أقل كلام.
~~~
أخدت دش وروحت تحت، دخلت المطبخ وقعدت على الترابيزة. جدي كركش شعري وبعدين طبطب عليه.
"صباح الخير يا واد، نمت كويس الليلة اللي فاتت؟" سأل و هو بيشفط الشاي بتاعه.
هزيت كتفي." أعتقد."
وجدتي جت ومعاها فطارى و بدأت أكل. كنت تعبان شوية بصراحة.
"يا حبيبي، ساندي وحفيدها جايين النهاردة، أنا بس بفكرك في حالة إنك عاوز تفضل تحت معانا."
هزيت راسي، "قولت هفضل في أوضتي مش عاوز أشوف حد." هزت راسها و ما عملتش أى مشكلة، كانت عارفة إني بخاف من الناس.
ساندي و جدودي كانوا أحسن أصحاب قبل ما أتولد. اتنقلنا هنا بعد اللي حصل في بيتي القديم وكنا دلوقتي أقرب ليها، على بعد بلوك واحد و كانت جاية النهارده مع حفيدها عشان ترحب بينا و أنا هفضل في أوضتي. أنا برهب من الناس، متقدرش تعرف مين تثق فيه و متقدرش تعرف الناس الكويسة من الوحشة إلا لما حد يموت.
خلصت أكل و لعبت كوتشينة مع جدي في حين وجدتي كانت بتعمل عشا للضيوف.
"متحمس إنك تحضر مدرستك الجديدة؟" سأل جدي في مكان ما خلال اللعبة.
"أيوة، مش قادر استنى." كذبت و رسمت ابتسامة على شفايفي.
مكنتش عاوز أرجع للمدرسة، مدرسة جديدة، مليانة ناس ممكن تقتلني. هنهار في اليوم الأول. بكره الناس، بيخوفوني.
جرس الباب رن وقمت و جريت على السلم بأسرع ما يمكن حريص إني ما اتوهش في أي خطوة. فتحت بابي و دخلت و قفلته و أنا بنط على سريري. قعدت هناك لمدة دقيقة و أنا بخلي تنفسي يرجع لطبيعته قبل ما أشغل التليفزيون اللي على الحيطة. الكارتون على طول بيهديني، بيخليني أسترخي.
سمعت كلام تحت و عليت صوت التليفزيون أكتر عشان أغطي على الصوت اللي تحت.
**من وجهة نظر أشتون:**
"أمي،أبويا، وجدتي!"
مفيش رد، ده يقرف. دخلت أوضة المعيشة و قعدت. وأنا خلاص هقوم وجدتي دخلت.
"أهلاً يا حبيبي، ناديت؟" سألت.
"أيوة أمي و أبويا فين؟ المفروض يبقوا في البيت الليلة."
"أوه، مش هيجوا يا حبيبي بس ما قالوليش ليه بس روح جهز." قالت.
عبست، أهلي تقريباً عمرهم ما بيكونوا في البيت. كنت بكره ده، طيب على الأقل معايا وجدتي. هزيت كتفي لنفسي و طلعت السلم.
~~~
اسمي أشتون إيفانز، عمري ١٧ سنة. أنا كابتن فريق كرة القدم في مدرستي و شعبي و أنا مواعد كابتن فريق التشجيع. طويل، جسمي رياضي، شعري بني، بشرتي سمرة و عيني بني. أنا اللي ممكن تسموه رياضي، بعضهم بيقولوا لعاب بس أنا ما بصنفش نفسي.
~~~
"يا أش، أنت جاهز؟" وجدتي نادت من تحت.
كانت هتاخدني معاها عشان نشوف أصحابها القدام، هما لسه متنقلين هنا على بعد بلوك واحد. بحب أروح أماكن مع وجدتي، هي فرفوشة.
"أيوة أنا جاي!" ناديت، مسكت سماعاتي و خرجت من أوضتي و قفلت الباب.
نزلت تحت و ركبت العربية مع وجدتي.
"يا وجدتي أنتِ عارفة ممكن كنا مشينا؟" قلت لها و احنا طالعين من الممر.
"تتوقع مني أمشي بلوك؟ أنت شاب، أنت تمشي." قالت.
تنهدت و خليت عيني على الطريق. في أقل من خمس دقايق هي أشارت على البيت. بصيت عليه و العربية وقفت قدام البيت. كان بيت كبير، غني كدة. نزلت من العربية و استنيت وجدتي قدام العربية. هي جت و مشينا للباب. هي ضغطت على الجرس و استنينا. ست عجوزة في عمر وجدتي فتحت الباب وهي و وجدتي ابتسموا لبعض قبل ما يحضنوا بعض.
"ساندي، عاملة إيه؟" الست سألت.
"أنا كويسة ماريسا، بوبي عامل إيه؟" وجدتي سألت.
"مش كويس، هو لسه طالع يجري فوق لما الجرس رن." الست عبست.
"أوه، أنا آسفة لما أسمع كدة، هيبقي كويس قريب." الست ابتسمت و هزت راسها قبل ما تلتفت لي.
"وأنت لازم تكون أش." الست ابتسمت لي.
"أشتون" صححت." مبسوط إني قابلتك."
"أنا ماريسا و أنا كمان مبسوطة إني قابلتك و ادخل أنت كمان، العشا جاهز."
هي مشيت وتبعناها، بصينا حوالينا في البيت و احنا ماشيين. أيوة المكان ده غني روحنا أوضة الأكل و راجل عجوز بص علينا و ابتسم.
"أهلاً يا ساندي، إيه الأخبار؟" الراجل قال وهو بيغير مكانه في الكرسي.
"أنا كويسة يا تيد، إنت عامل إيه؟" وجدتي سألت.
"بكبر كل يوم." الراجل قال و فرقع ظهره. ضحكت.
"ومين الواد المتمرد ده؟" سأل.
"أوه، ده أشتون، حفيدي."
وجدتي قالت.
"أهلاً." قلت.
"اقعدوا إنتو الاتنين، جه وقت الأكل."
ماريسا جت و حطت أكل على الترابيزة الكبيرة اللي فيها الماس.
"بوبي مش هينضم لينا؟" وجدتي سألت تاني.
"لأ، هو لسه في عالمه الصغير." تيد همس.
"أوه." وجدتي قالت و احنا بدأنا نأكل. هما التلاتة دخلوا في كلام عميق. خلصنا أكل بعد نص ساعة و أنا بس كنت بتفرج باستمتاع و هما بيتكلموا. سمعت صوت جاي من فوق السلم. أعتقد ده الولد بوبي. تيد قال إنه لسه في عالمه الصغير. يا ترى ده معناه إيه؟
بعد ساعة مليت.
"ممكن أستخدم الحمام؟" سألت، قاطعت كلامهم.
"طبعاً." ماريسا ابتسمت لي. ابتسمت لها و وقفت.
طلعت السلم و أنا بتفقد البيت و أنا طالع. نسيت أسأل ماريسا الحمام فين. لو روحت لكل باب ده هياخد وقت كتير. سمعت صوت جاي من باب في الممر، يمكن ده بوبي. ممكن أسأله الحمام فين و ممكن أقابل بوبي.
**من وجهة نظر بوبي**
لسه بتفرج على التليفزيون، الضيوف لسه تحت. كنت بسمعهم و عاوز أكل تفاحة بس مكنتش هطلع لحد ما أعرف أنهم مشيوا.
قمت عشان أستخدم الحمام، أول ما قمت الباب خبط. نطيت و وقفت في مكاني، لازم تكون وجدتي أو جدي.
"ادخل." قلت و مقبض الباب لف و دخل ولد مبتسم.
الخوف صعق في جسمي. أطلقت صرخة. هو نط لورا.
أطلقت صرخة تانية، رميت نفسي في الركن جنب سريري.
"لو سمحت...ابعد."
"آسف، ما كنتش أقصد أخوفك، أنا بس-."
"سيبني في حالي!" صرخت تاني. كنت خايف أوي دلوقتي. بكره الناس، بكره الغرباء.
"أوه لأ يا أشتون، عملتله إيه؟" ست دخلت.
عرفتها. كانت واحدة من صحبات وجدتي. قابلتها مرة، من سنين مش فارق معايا كنت لسه خايف. كل اللي كان بيدور في دماغي إنهم هيأذوني. اتخبيت أكتر في الركن و بدأت أعيط.
"ابعدوا، ابعدوا، ابعدوا." عيطت أكتر.
"مش عارف! دخلت و هو بص لي و بدأ ينهار." الولد أشتون، على ما أعتقد قال.
"بوبي؟" وجدتي دخلت وراها جدي. قمت و جريت ورا جدي و مسكت في دراعه جامد.
"آسف هل عملتله حاجة، أنا آسف جداً." أشتون قال.
"عادي، أنت معملتش حاجة، هو بس بيخاف بسهولة، ده كل اللي في الموضوع." وجدتي قالت.
"طيب أنا آسف هنزل تحت ماريسا، تعال يا أشتون." صحبة جدودي جرت الولد برة أوضتي.
جدي مشاني لسريري و قعد معايا.
"عادي يا واد، مشيوا عادي." قال و هو بيربط على ضهري.
"هبقي تحت يا بوبي بس اهدا و خد نفس طيب؟" وجدتي قالت وهي ماشية للباب.
هزيت راسي و هي قفلته. و بعدها هديت و جدي سابني و وقف.
"أنت كويس دلوقتي يا بوبي؟" سأل.
هزيت راسي هو خرج و أنا قمت بسرعة و قفلت الباب، قفلته بالمفتاح. رجعت لورا لسريري و قعدت. قربت ركبي من صدري و هزيت نفسي يمين وشمال. مكنتش مستعد أرجع للمدرسة، مكنتش خالص. محستش بالخوف كدة من زمان و أخر مرة سبت البيت كانت من زمان. مسكت البيت في شهرين، الصيف و بيتي القديم مسبتش البيت من وقت ما اللي حصل.
الناس بس بتخوفني. عقلي رجع للدقايق اللي فاتت. كنت خايف أوي حسيت إني هبل بنفسي. الولد أشتون، صوته كان مرحب بس خافني، أي حد بيعمل كدة.