وجهة نظر إليانا
قفز قلبي من الفرح لما سمعت صوت محرك سيارة بره الباب. كنت بستنى جوزي، لوكاس، اللي كنت أعرف إنه هيوصل في نفس الليلة دي بالذات.
كان مر تقريبًا أسبوع من لما سافر في رحلة عمل. جريت على طول بره من كتر الحماس والشوق للأيام القليلة اللي ما شوفناش بعض فيها.
استنيته تحت الدرج الكبير بالظبط، حافية وفي روب أسود حريري عشان أخفي مفاجأة تحتيه.
"يا حبيبي!" صرخت بعد ما شوفته على طول. كان باصص لتحت وهو ماشي، ورفع راسه بس لما ناديته.
جريت زي العيل عشان أحييه بحضن جامد، بس لما عينينا اتقابلت، اتفاجئت من رد فعله—ما كانش فيه أي رد فعل خالص.
حاولت أتجاهل ده وكملت أحضنه جامد عشان أعرفه إني وحشته أوي، بس ما قدرتش أبطل ألاحظ إن كأني بحضن جذع شجرة. جمود جسمه كان أوفر أوي.
يمكن كان متفاجئ بس باللي عملته، فتركت الفكرة دي تاني.
رفعت راسي وأنا إيدي ملفوفة حوالين جسمه. مسكته بيبص لي، وده رجع الابتسامة على وشي. طلعت على أطراف صوابعي عشان أوصل لشفايفه، بس وقفت لما ما لقيتش أي رد فعل على اللي عملته.
تحركت عشان أبص في وشه.
"ف-في حاجة غلط؟ رحلة العمل ما مشيتش كويس؟" فكرت على طول إن ده السبب—إن يمكن أبوه وبخه عشان ده.
"أنا تعبان أوي إني أتكلم يا إليانا،" جاوب، وهو بيتجنب نظراتي.
حواجبي اتجمعت في صدمة، بس السبب كان الطريقة اللي ناداني بيها، لإنه عادة بيناديني بلقبي أو بأي اسم دلع.
مشي وسابني واقفة في نفس المكان. كنت عايزة أجري وراه عشان أسأله، بس غيرت رأيي.
درت وشي وبصيت عليه وهو طالع السلم. كان بيفك ربطة عنقه وهو ماشي، ووبناءً على حركة جسمه، شكله كان تعبان.
قررت إني أتبعه، ولما كنت جوه أوضتنا، ما شوفتهوش. سمعت صوت المية القوي جاي من حمامنا. ساب الباب مفتوح، بس حاربت نفسي إني أدخل وأزعجه. عشان كده نمت على السرير الأول واستنيته يخلص.
في الوقت ده، الباب اتفتح على وسعه. طلعت ابتسامة خبيثة وقفزت من السرير. لوكاس كان بيحب اللحظات دي لما أكون أنا اللي ببدأ حاجات زي دي.
قفزت من السرير عشان أوريه اللي محتاجاه. دفنت وشي في جنب رقبته، بس في اللحظة اللي حاولت أحط بوسات عليها، هو زقني شوية.
"أ-أنا قولتلك إني تعبان." مشي على طول بعد ما زقني. راح لدولاب الملابس ودخل فيه لبضع دقايق.
مودي نزل للأرض—قتل الموقف على طول. ما كانش عندي اختيار غير إني أستسلم، وأطلع تنهيدة تقيلة، وأرجع للسرير.
لوكاس طلع من غير تيشرت، مش بس لابس شورت بوكسر مع لبس النوم المعتاد، بس كمان كان لابس بنطلون بيجامة في الليلة دي. حسيت إن ده غريب، بس كنت محرجة إني أدي اهتمام كبير لكده.
نمّ على جنبي وأنا بستناه ينام. استنيته يقرّبني، ويلفني في دراعاته، ويعتذر على اللي عمله، بس ما حصلش أي حاجة من دي لغاية ما الشمس طلعت اليوم اللي بعده.
كان جاهز لما صحيت.
"رايح فين بدري كده؟" سألت وأنا بتثاوب، بس لوكاس ما حسش إني سامعاه عشان كان مستعجل.
"إيه رأيك نفطر مع بعض الأول قبل ما تمشي؟" اقترحت، وأنا بتمنى إنه يسمعني أخيرًا.
"أنا همشي دلوقتي. عندي اجتماع مهم،" قال من غير ما يبص لي حتى.
كمل يربط ربطة عنقه بنفسه، مع إن في العادة، أنا اللي بظبطها له كل يوم، بس ما قدرتش أتذكر اليوم اللي بدأ يعمل كده لنفسه.
"بس أنت لسه جاي—" كنت لسه هعترض، بس بعدين غيرت رأيي. ده ممكن يؤدي لحاجة واحدة بس، وهي خناقة.
"أ-أوك،" جاوبت بكسل، مع إني من جوه حسيت كأن فيه حاجة بتعصر قلبي.
ساب الأوضة من غير ما يبوسني أو يقول وداعًا، زي الأول. حسيت بالرفض مرتين ورا بعض.
كان مشي لما لاحظت إنه ساب حاجات تانية معاه في اجتماعات العمل. كان عندي يجي ألف سؤال، ومع ذلك، تركت عقلي الأعمى يختار الصح.
'بس إيه لو حسيت إن ده كتير أوي خلاص؟'
بصيت على عربيته وهو ماشي من شباك أوضتنا، وفضلت واقفة هناك لغاية ما ما بقيتش قادرة أشوفها.
كنت متجوزة لمدة خمس سنين من الراجل الوحيد اللي خلاني أؤمن بالحب، وفي نفس الوقت—بالحكايات الخيالية.
عيلته معروفة في كل أنجلترا بإن عندها واحدة من أكبر شركات العقارات، ليها فروع في أماكن مختلفة في العالم. أهلي نفس الشيء، بس هم معروفين في تركيا في مجال الفنادق والسياحة.
المشكلة الوحيدة بتاعتنا إننا كنا بنلاقي صعوبة في الإنجاب. إن يكون فيه بيبي في عيلتهم كان موضوع كبير لإنه لوكاس كان وحيد، زيي بالظبط.
كان فيه ضغط من الناحيتين، بس أبوه هو اللي ضغط أكتر لإنه كان عايز ورث في أسرع وقت ممكن.
بسبب ده، فكرت إن لوكاس كان جاد بخصوص محاولة بعض الطرق عشان ننجب، بس بعدين، كان عنده أعذار كتير اللي أقنعتني إني أوافق على فكرته إني بس أكون صبورة وأنا بعمل حاجات بالطريقة الطبيعية.
كنت ممكن أعمل أي حاجة هو كان شايف إنها الأفضل والأريح ليه. أنا بحبه أوي، وأي حاجة هو كان بيحبها، كنت أوافق عليها على طول.
كنت أعرف إيه اللي مشغول بيه جوزي—بس شغله—شغلهم، وكان بيقضي معظم وقته بره البيت بيقابل عملاء وأحيانًا بيسافر لوحده، بس—"إيه الريحة دي؟" سألت، وأنا بشم الريحة القوية اللي سابها لوكاس.