جاهزة يا **لونا**؟
السؤال ده كان معلق في الهوا. سؤال **لونا** كانت تعرف إجابته خلاص، عشان ما كانش فيه أي إجابة تانية ممكن تطلع بيها. شفايف **الشابة** كانت مشدودة أوي لدرجة إن **لونا** ما قدرتش حتى تنطق بكلمة.
بصت في انعكاسها في المراية الطويلة والكبيرة، **لونا** كانت شكلها حلوة بشكل خرافي النهاردة. جسمها كان بيرفكت في فستان فرح أبيض عاجي، فيه شرايط ودانتيل على الأكتاف بتزود هالتها الأنثوية القوية.
الفستان كان من تصميم مصمم أزياء مشهور في مدينتهم، بس ما كانش معمول عشان **لونا** تلبسه. لأ، مش كده. ما كانش المفروض **لونا** اللي تلبس فستان الفرح.
مع إن الفستان دلوقتي كان مظبوط على جسمها الرفيع، اللي مش طويل أوي، للحظة، **لونا** كادت تنسى إنها على الحافة.
**مدام كولينز** قربت من وراها. **الست** اللي في سن الأربعينات بصت لـ **لونا** بقلق، والأمل كان بيلمع في عينيها. مسكت صوابع **لونا** وعصرتهم جامد، **مدام كولينز** كانت بتترجى بوضوح من خلال النظرة اللي فيها أمل على وشها المرة دي.
"اعمليلي معروف مرة واحدة بس، **لونا**"، **مدام كولينز** ترجت بصوت تقريبًا ناعم ومرتعش. "بعد ده، أوعدك إني هلاقي طريقة. هفكر في أحسن طريقة عشان أنهي جوازك. تقدري تثقي فيا، همم؟"
**لونا** طأطأت راسها. **الشابة** ما قدرتش تبص لـ **مدام كولينز** في عينها النهاردة.
وهي بتحارب الدموع اللي كانت هتنزل، **لونا** عضت شفتيها السفلى لا إراديًا. كانت عارفة إنه ما فيش طريقة ممكن تنسحب بيها لما وشها كان معمول كده بشكل حلو أوي.
"أنا آسفة، **لونا**. ما كنتش أتوقع **بياتريس** تسيب **راي لويك** كده والكل مستني، والعريس جاهز." ترجت تاني، **مدام كولينز** شكلها كان بجد أملانة عشان البنت المسكينة.
ما خطرش ببال **لونا** أبدًا إنها هتكون العروسة النهاردة، بجد.
بس فعلاً، بعد ما اكتشفتي تأخير **بياتريس**، اللي ما ظهرتش من بدري، **لونا** كانت حاطة سؤال في قلبها خلاص.
فين **بياتريس**؟ مش المفروض تكون هنا جنب **راي لويك** خلاص؟
بس شكل العروسة المتوقعة مش هتيجي.
في نفس الوقت، **راي لويك** كان قلقان عشان عروسته ما وصلتش. لما **راجل** لابس هدوم سودا دخل عليه، الراجل اللي عنده 30 سنة تقريبًا، قبض إيده في قبضة وهو بيكتم غيظه.
ما فكرش أبدًا إنه يتساب في يوم فرحه، خصوصًا لما كل الضيوف كانوا قاعدين في أماكنهم خلاص.
متغاظ، **راي لويك** ما قدرش يفكر في طريقة تانية غير إنه يمشي في الفرح. ما قدرش يحرج عيلته الممتدة، اللي جت من السويد، ناهيك عن شركاء العمل والأصحاب الكتير اللي كانوا موجودين.
لما **مدام كولينز**، حماته المستقبلية، اقترحت فكرة مجنونة عشان تصلح الغلطة المميتة اللي بنتها عملتها، فك **راي لويك** اتصلب من الغضب.
بس هي ما قدرتش ترفض بجد عشان الوقت كان بيخلص. في النهاية، وافقت على الفكرة المجنونة.
"**لونا**؟ جاهزة، صح؟" صوت **مدام كولينز** قطع تركيز **لونا** تاني، وبعد كام ثانية، **البنت** هزت راسها أخيرًا بضعف.
"تمام، **لونا**. هتكوني **السيدة لويك** في لمح البصر، فارفعي راسك!"
**لونا** ما كانتش تعرف إيه المصير اللي مستنيها قدام. كل اللي كانت تعرفه إنها ما عندهاش فرصة تهز راسها، عشان سمعة عيلة **كولينز** كانت في إيديها الصبح ده.
وهي بتأمل إن **مدام كولينز** هتحقق وعدها بعدين بجد، **لونا** قامت أخيرًا وهمست لنفسها.
"بتساعدي **مدام كولينز** عشان هي كانت طيبة معاكي، **لونا**"، **لونا** كررت الكلمات دي في قلبها.
بصت لنفسها في المراية مرة تانية. مشاعرها كانت مختلطة، عشان كانت عارفة إنها عمرها ما هتقدر تلبس فستان فرح حلو كده في حياتها.
**مدام كولينز** مدت إيدها، وهي بتأكد براسها مرة تانية عشان تطمن **لونا**. مسكت إيد **الشابة** جامد، **مدام كولينز** وجهت **لونا** من صالون العرايس.
وبكده كانت **لونا** بتمشي أخيرًا في قاعة الفرح ناحية المذبح، حيث **راجل** لابس بدلة سودا كان مستنيها بنظرة ما تتوقعش على وشه.
قلب **لونا** نط لما بصت لـ **الراجل** اللي جنبها، اللي كان لسه محافظ على وشه جامد. **لونا** أخدت نفس عميق، وده بيشير إنها متضايقة.
وتمامًا لما عينين بلونين مختلفين اتقابلوا بالصدفة، **لونا** ارتعشت برعب لما عريسها بص لـ **لونا** بغضب شديد. كأنه الغضب ده هينفجر في اللحظة دي.