«بطل تافه، يا ليليان.» دائمًا ما يقولها زوجي، جورج، عندما أتهمه بالخيانة.
اللي بيبان كتير اليومين دول. في الحقيقة، مش فاكرة آخر مرة اتفقنا فيها على أي حاجة أو حتى عملنا فيها… يعني. لازم يكون عدى سنين من وقت ما لمسني. مش غريب إني ببص على الرجالة الحلوين لما بشوف واحد منهم.
بهز رأسي، وببص على رسايلي على «أيدجيت». لاحظت إن عندي طلب صداقة جديد، بصيت أقرب وشعرت بالإثارة لإحتمالية صديق جديد. بتسائل هو منين ده.
بضغط على اسم جوردان هيل، بيظهر صورة لراجل شكله حلو في التلاتينات، ولسبب ما شكله مألوف. قررت أخاطر، بضغط على زر القبول وأنتظر عشان أشوف لو هيبعتلي رسالة. بعد كام دقيقة، بمشي وبفترض إنه هيكون واحد من أصدقائي الكتير اللي عمرهم ما بيكلموني.
طيب، ممكن دائمًا أستخدم صديق تاني عشان أضيفه لدائرة معارفي. بيخلي صفحتي ممتعة أكتر، وغالبًا ما بيجيلي طلبات صداقة من كل أنحاء العالم. في الأصل، عملت حساب على «أيدجيت» عشان أتواصل مع عيلتي، عشان أغلبهم لسه عايشين في بلدتي. بمجرد ما اتخرجت من المدرسة الثانوية، مشيت ورحت الكلية. حبي المدينة، وقعدت فيها ومارجعتش تاني.
في ليلة، صديقة عرفتني على شاب كويس، أو على الأقل ده اللي فكرت فيه، وحملت في أول مقابلة. لما عرفت إني حامل، ماكنتش عارفة أعمل إيه. كنت طالبة سنة أولى في الكلية ولو أبويا عرف، كان ممكن يتبرأ مني.
بأتوجه لجورج، بطلب منه يساعدني، وهو عمل خطة. بما إننا كنا ضد الإجهاض، الشيء الوحيد اللي ممكن نعمله هو الجواز. اللي ماكنتش أعرفه وقتها إنه كان مهتم بس إنه يتجوزني عشان فلوسي.
بعد سنة، بعد ما اتولدت كيلي، طلب من أبويا فلوس عشان يبدأ شركته. تخصص في إدارة الأعمال، وحصل على شهادته في السنة اللي بعدها وبعدين كمل شغله في بناء شركته. عمره ما كان في البيت، ماكنش بيبان إنه مهتم إني وحيدة وعايزة أكتر.
دلوقتي بعد 17 سنة، مافيش حاجات كتير اتغيرت إلا إنه موجود هنا أقل من الأول.
بشكل مفاجئ، دي واحدة من المناسبات النادرة اللي هو فيها في البيت. بعمل عشا، بفكر في الوقت اللي كان عندي فيه حياة. في المدرسة الثانوية، كنت مشهورة، والكل كان بيحبني. ماكنتش زي مشجعات الفريق العادية اللي بيناموا مع الكل وكانوا معقدين. بدلاً من كده، كنت بستمتع بقراءة الكتب وكنت بجيب درجات عالية.
في الكلية، كنت على قائمة العميد في سنتي الأولى، وده لحد ما حملت واضطريت أسيب. دي حقيقية خسارة، لأني كنت هبقى أول واحدة من عيلة ماكميسترز تتخرج بشهادة. سجلت في برنامج الطب، كنت بطمح إني أكون طبيبة أطفال، فبأعتقد إنه كان مناسب إن الحمل يوقف كل أحلامي.
كنت عذراء لحد الليلة دي. طبعًا، ده ماكنش عشان الرجالة ما بتحاولش. مع رجلي الطويلة، بشرتي البيضاء، وشعري الطويل الأشقر الحريري، دائمًا الرجالة كانت بتعاكسني. كانوا بيوصفوني بـ«باربي» في الحفلات وخطوط الإعجاب المفضلة عندهم كانت، «أريد أن أكون كين بتاعك».
لما اتولدت كيلي، كنت في الجنة. عيونها الجميلة الواسعة خلتني أحبها في الثانية اللي شوفتهم فيها. الكل ماكنش بيبطل كلام عن شكلها اللي بيشبهني أد إيه. حتى دلوقتي، في إجماع إنها توأمي الأصغر.
لسنين، عشت عشانها بس، لحد ما لقت أصدقاء وما بقاش عندها وقت ليا تاني. بعد حوالي أربع سنين من ولادة كيلي، بدأت ألاحظ إن جورج ماكانش موجود. كنت بلاقي بقع أحمر شفاه على قمصانه وأرقام تليفونات في جيوب بنطلوناته. الحقيقة المحزنة إنه ماكنش حتى بيبان إنه مهتم إني عارفة.
دائمًا بنتخانق، قررنا ننجب طفل تاني ونشوف لو ده هيقربنا من بعض. لما اتولد جون، بس ده بعدنا عن بعض أكتر. خلفت طفلي وجورج بقى عنده عذر عشان يتأخر في الشغل أكتر وأكتر.
أحيانًا ماكنش بيرجع البيت خالص، فلما بدأت أتهمه بالخيانة، ضحك ومستمر في عملها. دي الطريقة اللي كانت عليها الأمور لسنين كتير، مابيهمنيش أحسب أكتر.
بأرجع من أفكاري، بسمع تليفوني بيدق وبطلعه من جيبي. جوردان بعتلي رسالة، «أهلًا. أعرف إن ده غريب، بس إنتي كنتي بتروحي مدرسة سيرينيتي الثانوية؟ شكلك مألوف جدًا؟»
بفكر في نفس الشيء، وبكتب رد. «أيوة، يا إلهي. عرفت إن شكلك مألوف. كنت ليليان ماكدونالد قبل ما أتجوز.» في اللحظة دي، تذكرت.
كان عندي إعجاب كبير بجوردان في المدرسة الثانوية. إزاي قدرت أنسى حبي الأول؟ دائمًا كان كويس معايا بس ماكنش بيبان عليه إنه مهتم.
مرة، تقريبًا قدرت أجمع شجاعة كافية إني أطلب منه يخرج معايا بس اترعبت في آخر لحظة. صديقاتي ضحكوا عليا وقالولي إنه عمره ما هيخرج معايا في أي حال. الكل قال إنه مهتم بس بالبنات اللي بيقدموا.
جوردان، بما إنه كان الجامد بتاع المدرسة، دائمًا كان بيقع في مشاكل واتطرد قبل ما نتخرج. فبما أعرف، هو عمره ما عملها. دي حقيقة خسارة، عشان كان ذكي، بس غالبًا ماكانش بيتفهم. بتذكر كام مرة لما اتكلمنا عن كتاب، كنا إحنا الاتنين قرأناه.
«ليليان ماكدونالد. أيوة، أنا فاكرك. في الحقيقة، تقريبًا طلبت منك مرة تخرجي معايا، بس أصدقائك قالولي إنك مش عايزة تكوني على علاقة بمشاغبين. بعد كده على طول اتطردت للأبد، فبأعتقد إنها ماكنتش مهمة في المخطط العام للأشياء. إذًا، إيه اللي حصلك؟»
ماعرفتش أقول إيه، بتوقف وبحاول أفكر إزاي أقولها. أخيرًا، قررت إني أنهيها. «دي قصة حزينة طويلة، بس باختصار، رحت الكلية عشان أبقى طبيبة أطفال وانتهى بي الأمر أم لطفلين، متجوزة راجل مش بيهتم حتى لو مت أو عايشة.»
هو ماقالش أي حاجة لفترة، فبحط تليفوني بعيد وبخلص العشا. وأنا بحط الأكل على الترابيزة، بتسائل ليه هو حتى تواصل معايا في المقام الأول لو هو هيمشي كده. بقول للكل يقعدوا وياكلوا، كيلي وجون بيوصلوا للترابيزة في الآخر ومش بيرضوا يبعدوا تليفوناتهم.
أخيرًا، بتعصب وبقولهم يبعدوا تليفوناتهم في العشا. جورج ماقالش كلمة عشان يساعد. هو حتى مابصش عليا مرة واحدة في الأكلة. وكأنني مش موجودة بالنسبة له أو مش بيهتم، في الحالتين بيوترني.
قبل ما تمشي من على الترابيزة، كيلي بتسأل. «يا ماما، إمتى إنتوا الاتنين هتطلقوا؟» مصدومة، ببص على جورج والوحيد اللي عمله هو رفع حاجب، حتى مابصش من على أكله.
بالتTurn to كيلي, بسألها. «ليه؟»
«لأن الكل عارف إنتوا الاتنين بتكرهوا بعض. مش فاكرة آخر مرة شوفتكم فيها بتبوسوا أو بتحضنوا. عمركم ما بتعملوا حاجة مع بعض وأمس شوفت بابا مع العاهرة دي، كريستينا.»
«كيلي! انتبهي لكلامك. أنا متأكدة إنك فهمتي غلط اللي شوفتيه. باباكي عنده زباين كتير لازم ياخدهم يتعشوا معاهم.»
كيلي بتقف ومستعدة تمشي. «لا، يا ماما. كنت مع صديقي جارود سايقين بجوار موتيل 6 وهو كان بيمشي معاها، ماسك مؤخرتها. إمتى هتصحي؟»
«مش لازم أبرر أي حاجة بيعملها أبوكي لأي حد. أما بالنسبة للطلاق، عمرى ما فكرت فيه مرة واحدة. مش بآمن بيه، فماتقلقيش.»
بتتنهد، وبتهز رأسها، وبتروح أوضتها. جون بيقوم ومش بيقول كلمة قبل ما يمشي. مش قادرة أبص لجورج، ببدأ في تنظيف الأطباق وباخد ملجأ في المطبخ.
المرة دي غير مبررة. إزاي يجرؤ إنه يخلي ولادنا يشوفوا تجاوزاته، دي القشة اللي قصمت ظهر البعير. مش عارفة أعمل إيه، بقعد على المقعد وببكي.
إزاي حياتي راحت من طبيبة طموحة لزوجة مع زوج بيخونها؟ ممكن، كان المفروض إني أكون بخون طول السنين دي كمان. هل كان هيتوقف ويديني انتباه؟ يكون أب أفضل؟ بصراحة، بشك في ده. هو هو.
وأنا قاعدة، ولسه ببكي، بسمع صوت تنبيه وبطلع التليفون من جيبي تاني. «أحب أقابلك في وقت ما. دلوقتي، على الرغم من ذلك، أنا مشغول جدًا في بناء دراجة وعندي واحد من رجالي سابني. ممكن أتصل بيكي بكرة؟»
بناء دراجة؟ هل هو بيمتلك محل دراجات أو حاجة؟ بضحك، بتخيل الجامد الكبير جوردان بيمتلك محل دراجات، فبكتب «نعم».
«تمام، هتصل بيكي بكرة، نقول الساعة 6 مساءً؟ وبعدين ممكن نخرج ونجيب حاجة ناكلها.»
بفكر في ده، مش عارفة إزاي هشرح لجورج إني بتلقى مكالمة من حبي الأول، وإحنا قاعدين في نص العشا. برد، «الأفضل إنها تكون 3 أو 8، عشان عندي ولاد ومش عايزة إني يكونوا فضوليين. بيحبوا يسببوا مشاكل.»
«فهمت. حسنًا إذًا، 3. وبكده، ممكن آخدك تتعشي.»
متحمسة، بجاوب. «أوكي، متشوقة أسمع منك.»
«TTYL»
بأحبها وبضغط على صفحته مرة تانية. بيقول إنه عايش هنا. يالهوي! دلوقتي متحمسة أكتر بالإمكانيات، بروح لمساحتي الخاصة، المكتبة وأسترخي على الكنبة.
بأخد أحدث كتاب لستانلي ديني، بكتشف إن جفوني بتبقى نعسانة بعد ساعتين، وبنام.