وجهة نظر أودري
وأنا أمسح آخر قطرة عرق من جبيني، ما قدرت إلا إني أتنهد بتعب. كنت أبي أرتاح بظهري على أقرب أرضية نظيفة لدقايق، بس بعدين تذكرت إن عندي امتحان دخول لازم أحضره بعد الظهر. أنا الدفعة الثانية اللي أخذت فرصة إني أقعد للاختبار ده.
أخذت المكنسة، والعصاية بتاعة المسح، والفوط، وشوية منظفات، وكمان الأدوات اللي أحتاجها في الحمام القذر ده اللي مرتبط بالـ toilet، وبديت أمسح الأرض بأسرع ما يمكن لغاية ما أنظفها زي ما وعدت إني ح أسوي.
ربنا وحده اللي يعرف إذا اللي استخدم الحمام ده حيوان ولا مؤخرة آدمية. هي اللي استولت عليه قبل ما أقرر إني أدخل وأنظفه. لو كنت أعرف، كنت خليتها تدفع زيادة على المبلغ مقابل المكان ده قبل ما أوافق على فلوسها.
بس لما أفكر في الموضوع، لازم يكون الشخص ده قذر عشان يحول الـ toilet للون البني في خلال شهر من إقامته هنا في الإجازة. كنت ح أجادلهم إن لون الـ toilet بني لو ما شفتي جزء صغير منه بينادي على الاهتمام.
"على أي حال، لازم توقفي شكوى وتخلصي من ده قبل ما الوقت يخلص." ذكرت نفسي قبل ما أجري للـ tap عشان أجيب جردل مليان موية.
"لازم تبطلي تضايقيني." قلت لعقلي الباطن اللي ما يوقف زن على إني كيف المكان ده وسخ، وإلا ممكن بس أرجع أضيف أكتر على اللي ح أنظفه.
للأسف، كل ما أحاول أبعد عقلي الباطن عن راسي، كل ما عقلي الباطن يضل يصرخ عليّ.
"يا الله! بجد؟ ح نسوي ده تاني النهاردة؟" سألت، وأنا بأقلب عيوني بغضب، وأنا بأرمي الفوطة والجردل المليان موية على الأرض بنفس الإحساس، بس كان فيه إحباط كمان.
المكان ده ريحته وحشة لدرجة إني ما أقدر أفكر ولا أتنفس هوا نقي. كل اللي في راسي وفي عقلي هو طين، لو ما حتخليني أكون، أنا مش ح أوقف! صرخ عقلي الباطن تاني، وهو بيستفزني، وهو بيثبت إني إيش قد أكون عنيدة.
"الفلوس كتيرة والامتحان اللي عندي مرتبط بـ ده، وده معناه لو ما سويت ده، يبقى أنا بخسر الاثنين. أنا محتاجة إنك تتعاوني معاي وتصحي من ده!" صرخت أنا، و خليته يسكت كأنه ما كان موجود قبل دقايق.
"أتمنى كل شي تمام جوة؟" سمعت الست اللي أعطتني الشغل ده اللي ما يتصدق تصرخ من مناخيرها. شكلها هي كمان صاحبة المكان، أن كل ما أنزل أشتغل هنا، بتتصرف كأنها الرئيسة هنا.
"نعم يا مدام، ح أخلص في الدقايق اللي جاية!" صرخت أنا في الرد بتعب، وأنا بأتمنى إنها تسمعهم وكمان تحس، وتزيد اللي عرضته عشان تدفع لي.
"تمام." قالت بحزم، وخليت أملي إنها تزيد الفلوس يطيح، لأن صوتها حتى ما كأنه يحس باللي مريت بيه من إحساس كرسالة لها.
"لازم تستعجلي، الناس لسه جايين وممكن يفضلوا الغرفة دي بالذات على غيرها." قالت وهي لسه سادة مناخيرها، وأنا سمعتها وهي بتمشي من الغرفة لغاية ما ما عدت أسمعها.
رجعت للمكان اللي كنت فيه قبل ما عقلي يبدأ يحاربني من شوية، سحبت الجردل لتحت المكان، وكمان أنا.
فركت الأرض لمدة تلاتين دقيقة تانية، وقفت وبديت أمزحها (أقصد موية الصابون اللي كان لازم استخدمها عشان أمزح الوسخ، واللي تحول لبني غامق بالفعل).
صبّيت الجردل كله بالمية في مرة واحدة، وتأكدت إني استخدمت المكنسة عشان أخلق وأحركهم في اتجاه، وأغسل الجزء الصابوني من الأرض في الحمام. سويت نفس الشي للـ toilet، واللي اضطريت أفرك الوسخ منه قبل كده. بعدين بديت أمزح الأرض المبلولة عشان أخليها أقل انزلاقاً.
كعقاب للشخص اللي ح يجي على المكان ده، خليت جزء منه مبلول، وأتمنى الضيف اللي متوقعينه يجي بأسرع ما يمكن قبل ما ينشف.
أنا متأكدة لو هو أو هي ضربوا راسهم مرة على أرضية الرخام، ح يتعلموا إزاي يستخدموا الـ toilet والحمام زي البشر.
رشيته كآخر شي لازم أسويه، وخرجت من الحمام. شيلت بدلة التنظيف اللي كنت لابسها عشان أنظف ده، وغيرت لبنطلون جينز وتيشرت برقبة دائرية، وما نسيت الهودي بتاعي كستايل بتاعي. بعدين سرحت شعري وأنا بأضبطه كويس.
فحصت نفسي في المراية، وكنت راضية باللي شفتيه. ده كفاية عشان يخليهم يشوفوني كطالبة عادية، فكرت وأنا برش برفيومي قبل ما ألم شنطتي، بعدين جريت من الغرفة.
"اتفقنا على كام قبل الخدمة؟" سألت الست، وهي قاعدة مرتاحة بكرشها الكبير المكتنز اللي طالع بقوة في الهوا. مجرد ما نظرت على علامات التمدد اللي طلعت كبيرة وكبيرة قدامي، اتضايقت، وكمان سرة بطنها القذرة.
اضطريت أبعد عيوني عنها عشان ما أرجع.
"اتفقنا على 900 دولار بالطريقة اللي قلتها لي على الـ toilet بتاع الغرفة الأخيرة، بس لما وصلت هناك اللي شفتيه كان أكتر من اللي قلتيه. ما أعتقد إن أخد 1,500 دولار يكون شي سيء." قلت، وهي نظرت لي بعيون بتسأل.
"ده كتير زيادة عن اللزوم، لو أبي أزيد، ممكن بس أزيد 200 دولار." قالت وهي بتعد الفلوس.
"أنا مش حا أخد مبلغ سخيف منك لأن محدش ح ياخد المبلغ القليل اللي أنا بأقترحه منك عشان تنظفي عشرين toilet، خاصة الأخير اللي شكله كأنه بيت حيوانات." قلت، بس هي بتنظر في اتجاه تاني، وده بس بيبشر بشي واحد.
إنها مش ح تدفع الفلوس.
ضلّينا نتجادل وأنا بشيك على ساعتي تقريباً كل ثانية ودقايق عشان أتأكد إذا لسه عندي وقت عشان أجادل معاها لغاية ما تدفع اللي أبي.
جادلت لمدة تلاتين دقيقة تانية، وهي طلعت شنطتها تاني بعدين عدت أربعمية دولار، وضيفتها على التسعمية اللي طلعتهم قبل، بعدين أشارت لي بيها.
أخدت الفلوس ولسه بقولها إنها تاخد الباقي، بس بعدين، هي ما سوتهاش. وبدل كده، وقفت، ومشت بعيد عني. كنت أبي ألحقها، بس شيكت على ساعتي تاني، وأدركت إن عندي وقت قليل أستخدمه.
"ح أخد باقي الباقي المرة اللي جاية لما أجي أشتغل!" صرخت عليها، وأنا غاضبة من حقيقة إنها أخدت بالفعل اللي كان مفروض أستخدمه في التاكسي للامتحان و منه. دي مش أول مرة تسوي كده، بس مش زي ما قطعت مبلغ ضخم زي اللي سوته المرة دي.
ممكن لو كنت استنيت على رقبتها زي ما سويت النهاردة، ما كانت حتقطع فلوسي ولا حتسوي كده دلوقتي، فكرت قبل ما أروح لبيت الضيوف.
وأنا بأطلع من مجمعها، مشيت على أقرب موقف باص، وكنت محظوظة إني قابلت باص كان ح يتحرك، بس بفضل رجلي السريعة، قدرت ألحق بيه.
كنت فاكرة إني ح أضطر أستنى عشر دقايق لخمسة عشر دقيقة على موقف الباص قبل ما يوصل الباص اللي ح يروح لمكان الامتحان بتاعي. هناك، طلعت دفتر ملاحظاتي وبديت أبص فيه، وأنا بأفحص إذا ما مسحت اللي قريته بالـ toilet.
بطني بدأت تزن على ريحة الكيك الحلو اللي جاي من ناحية إيدي الشمال، وده خلاني ألتفت وأشوف مين اللي ممكن يكون بياكله، وأتمنى تكون الست دي ماشية للسوق بتاعها. وده معناه إني مش ح أضطر أتمنى إني آكله، كل اللي لازم أسويه هو إني أشتريه وأشبع بطني، بس بعدين تذكرت إن الست نقصت من فلوسي 200 دولار. بس إيش ممكن أسوي لما بطني تبكي للأكل؟
من غير ما أفكر تاني، كنت بالفعل اشتريت قطعتين كيك، وأنا بأغمسهم في فمي وأنا بأمضغهم كأن حياتي متوقفة عليهم… مستمر