1. فستان الزفاف.
2. مكان زفاف فخم جدًا، على الأغلب على الشاطئ أو في الحديقة، لسه ما قررت.
3. دعوات
4. كعكة
5. متعهدين
…مين كان يعرف إن أحلام اليقظة عن الزفاف ممكن تكون مُرهقة كده؟ في كتير تحضيرات وتخطيط لازم يتعمل. لازم أفكر في الأحسن…الخاتم! ضحكت بصوت عالي، إزاي ممكن أنسى أهم قطعة في اللغز ده؟ جوردان أكيد محتاج خاتم ألماس جميل عشان يقدّم لي أحلى، وأرومانسية اقتراح زواج حلمت بيه من يوم ما عرفته.
أنا وجوردان اتعرفنا على بعض لما كان عمرنا 14 سنة. أنا وأمي كنا لسه انتقلنا لمدينة جديدة عشان نبدأ بداية جديدة بعد ما أبويا مات في حادثة سيارة.
ترك ذكريات أبويا ورايا حسيت إنه أكبر خيانة ليه، بس لما أسمع أمي وهي بتعيط في الحمام كل ليلة وهي فاكرة إني نايمة عشان وفاته جاب نوع مختلف من الألم، قلبي كان بينكسر كل ليلة، بس ما كنتش أقدر أظهر ده، كان لازم أكون قوتها وأمثل إني كويسة. عشان كده، لما قالت لي عن 'الانتقال الكبير' وافقت من غير تردد وأظهرت إني متحمسة.
مدينة جديدة، ولا أصحاب، مدرسة جديدة – وصفة للكارثة. أول يوم في المدرسة بدأ فظيع زي كل أول أيام المدرسة في العالم كله. كأن فيه قانون مكتوب من راجل عجوز سادي أو حاجة إن كل أول يوم في المدرسة لازم يكون فظيع. الكل بدأ يبص لي كأنها أول مرة يشوفوا وجه غريب.
"يا غريبة!" واحد نادى بصوت عالي وهو ماشي ناحيتي، وجمع نظرات شوية عيال حواليه في نفس الوقت، أنا بس قلبت عيني، تجاهلته وتمثلت إني مش منتبهة للاهتمام اللي كان بيحاول يجذبه لنفسه بشدة.
"أنا بكلمك يا ميلون"
"اسمي ميلاني" تمتمت تحت أنفاسي.
"قلت إيه؟" سأل وهو بيطبق دراعاته.
"قلت اسمي ميلاني". قلت وأنا كمان طبقت دراعاتي وبصيت في عينيه مباشرةً.
"أنا بس جيت عشان أقولك إن بلدتك القديمة اتصلت، قالوا إنهم عايزين المهرج بتاعهم" قال وهو بيضحك، واضح إنه مبسوط بنفسه.
وقفت ثابتة، بصيت عليه في صمت لمدة تلات ثواني كاملة قبل ما أنفجر في ضحك مش مسيطرة عليه جاب دموع في عيني وساب مات وكل اللي كانوا بيتفرجوا على الموقف شوية متلخبطين. "يا صاحبي! لو هتمشي تضايق وتضحك على الناس، على الأقل ضيف شوية مهارة على ده. ده بصراحة أسوأ وأغبى خط نكتة سمعته في حياتي كلها، وصدقني أنا سمعت كتير. حاول تاني لما تكون أتقنت المهارة"، قلت وأنا بمشي مبتسمة، وسيبته واقف هناك مش عارف يتكلم والكل بيضحك عليه.
باقي اليوم عدى أحسن من المتوقع بشكل مفاجئ، النظرات الغريبة قلت والمدرسة كانت طبيعية فعلًا.
"هاي، ميلون"، سمعت صوت مش صوت مات بينادي ورايا. لفيت عشان أصرخ "اسمي ميلاني عشان خاطر ربنا" بس اتفاجئت بأحلى ابتسامة شوفتها من فترة طويلة جدًا و مجموعة أسنان معوجة واضحة نتيجة أكل شوكولاتات كتير متعلقة بوجه لطيف جدًا وعيون زرقا. الغريب إن اسم 'ميلون' ما حسش وحش أوي لما طلع من الشخص ده.
"هاي" قلت وابتسمت له.
"أنا جوردان، وأنا معجب".
"معجب بإيه؟" سألت بفضول.
"الطريقة اللي تعاملتي بيها مع مات، عاجبني اللي عملتيه، قلبتي النكتة عليه. ما فيش حد فعلًا عنده الجرأة إنه يواجهه أو حتى يرد لما يكون بيعمل إزعاج".
"دي اسمها 'اللعب مع اللاعب'، أبويا علمني كده. دي نوع من الدفاع عن النفس غير عنيف ضد المتنمرين، وصدقني، بتشتغل طول الوقت. ليه الناس ما بتواجهش مات؟ هو صاحب المدرسة أو حاجة؟" سألت وأنا بقلب عيني.
"أمه هي" جوردان قال.
"أمه إيه؟"
"صاحبة المدرسة" قال بمنتهى العفوية.
عيوني كادت تخرج من مكانها. "أمه صاحبة المدرسة! يا إلهي! أنا لسه محرجت ابن صاحبة مدرستي! هأخد طرد في أول يوم! أمي هتقتلني!"
جوردان كاد يموت من الضحك، "ميلون، خلاص، أنا كنت بهزر، أمه مش صاحبة المدرسة، هو بس ولد مدلل. بس كان لازم تشوفي وشك، رد فعلك كان لا يُقدَّر بثمن" قال وهو لسه بيضحك.
"ها ها، مضحك أوي" قلت وأنا مرتاحة فعلًا.
"طيب، أنا عارفة إنك عايزة تسألي، بس مش لازم، عايزة تعرفي إجابتي؟" جوردان سأل مبتسمًا.
بصيت عليه وأنا متلخبطة تمامًا. إجابة على إيه؟
"هاه؟" كانت الكلمة الوحيدة اللي قدرت أفكر إني أنطقها.
ضحك وقال "أنا باخد ده على إنه اه، عشان كده إجابتي هي اه. أنا أحب أكون صديقك".
دي كانت بداية صداقتي مع جوردان، بأغرب الطرق. إحنا كنا تقريبًا لا نفترق من ساعتها ومش عارفة فعلًا إمتى بالظبط وقعت في حبه. في يوم بس عرفت إني واقعة في حبه تمامًا الولد ده صاحب الابتسامة العريضة والأسنان المعوجة، وها أنا بعد 12 سنة لسه بحب الشاب ده صاحب الابتسامة العريضة الوسيم. الحمد لله أسنانه مبقتش معوجة.
دائمًا كنت عارفة إن أنا وجوردان توأم روح، إحنا كنا لازم نكون مع بعض دائمًا. هو ممكن ما يكونش يعرف دلوقتي، بس هيعرف. قريب جدًا. أنا هتأكد من ده.