في طريق سريع مهجور، كانت سيارة تسير بسرعة عالية.
"يمكن ما راح يوصل!" صرخ آندي من المقعد الخلفي وهو يساعد ميشيل يتكي عليه، وشاف ميشيل يضغط القماش الملطخ بالدماء على جرحه، أطلق آندي تنهيدة عميقة أخرى.
"لا تقول حظ سيء يا آندي. سُقنا بأسرع ما يمكن." رد كارلوس وهو يزمجر، ويحث تشارلي على الضغط على دواسة الوقود.
"ليش بينزف كثير كذا؟ كارلوس كمان بينزف في رجله. إيش نسوي؟" تأوه آندي، وصوته يبدو مذعورًا.
"أكيد كانوا يستهدفون صدره، بس أخطأوا," تكلم تشارلز بجدية، مسرعًا في الطرق، محاولًا إيجاد طريق أسرع.
"إيش نسوي؟ ما وظفنا دكتور ثاني من يوم ما مات الزعيم وما نقدر نروح للمستشفى بعد."
"لازم نسويها بأنفسنا يا آندي. الآن، اصمت، لا تقل شيئًا."
لكن، آندي لسه ما سكت.
"بينزف شوية كمان، كارلوس." نظر إلى ميشيل، اللي بدأ ينهار، ووجهه بدأ يتحول إلى شاحب من فقدان الكثير من الدماء.
عادة، ميشيل هو أقوى واحد فيهم كلهم. بس هو كمان اللي يتصاب كثير، وطول الوقت، وما يشتكي أبدًا. بيمشي يومه ويكمل اللي لازم يسويه.
عشان كذا آندي عرف إنه لما ميشيل ما عاد يقدر يحافظ على وجه هادئ، الموضوع صار جدّي.
"يا إلهي. ميشيل. ميشيل، تسمعني؟" هز آندي أخوه في المافيا، يحثه على قول أي شيء، أي شيء لآندي.
بس ميشيل وقف يتفاعل، واليد الملطخة بالدماء اللي كانت تضغط على جرحه بدأت تترهل وتسقط بجانبه.
"يا لهوي. كارلوس. شكله بيموت. يا الله، راح..."
شاف كارلوس اللي صار للتو، وبلع ريقه، الخوف هاجم أمعاءه فجأة.
بإنه يتحول إلى أبيض، مصدوم أكثر من أي شيء ثاني، بس ما يقدر يستسلم ويهلع الآن.
المفروض يكون الثاني في القيادة لما ميشيل يغمى عليه. لازم يهدأ.
"لا. ما راح أسمح لده يحصل."
"إيش لازم نسوي؟"
حس كارلوس بالضياع وهو يرجع لمقعده، وهو يبحث بحماس حول الشوارع اللي بتمر، ويحاول يائسًا إيجاد أي علامات أو أدلة عن إيش لازم يسوي.
ميشيل راح يموت على أيديهم. كيف وصلوا لهنا؟ كل شيء كان مخطط له لما خرجوا في مهمتهم. ده ما كان مسموح به يحصل.
إيش لازم يسوي الآن؟ يتصل بـ فينجو؟
"إيش تقترح؟" سأل تشارلز بهدوء نفس السؤال اللي كان في رأسه. هو أهدأ رأس في مجموعتهم، ولا شيء يقدر يزعجه.
حتى الآن، كارلوس ما قدر يشوف الهلع الطفيف اللي حس بيه هو وآندي، بس بطريقة ما قدر يحس بيه.
وهو يلعق شفتييه الجافتين، أغمض كارلوس عينيه وحاول ياخد نفسًا عميقًا.
"سوقوا للمستشفى."
"إيش؟" صرخ آندي بمجرد ما الكلمات طلعت من شفاه كارلوس.
"أنت مجنون؟ ده راح يقتله بيدك. لو أخذته للمستشفى، هويتنا راح تنكشف والفيدراليين راح يكونوا حوالينا في لحظة."
"آندي، أقول للمرة الأخيرة - اسكت," صرخ كارلوس. لما شاف عيونه الغاضبة، تشارلز ما قدر يتكلم، بهدوء يسوقهم لبوابة غرفة الطوارئ في المستشفى.
كان كارلوس على وشك إنه ينزل من السيارة ويأمر تشارلز وآندي يساعدوه في إنزال ميشيل لما شيء لفت انتباهه.
---
كانت جالسة هناك على المقعد الوحيد خارج المدخل مباشرة، شكلها كانت تأكل تفاحًا.
خمّن كارلوس إنها لازم تكون ممرضة أثناء الاستراحة لأنها كانت لابسة زي الممرضات، وشعرها مشدود ومرتب، ونظرة الإرهاق على وجهها وهي تمضغ الفاكهة.
"أعطيني القناع," قال كارلوس، والصوت قرر فجأة، بمجرد ما قرر إيش يبغى يسوي.
"إيش؟"
"بطل تسأل أسئلة، وأعطيني قناعي!" نظر كارلوس إلى آندي، اللي فورًا دفع القناع الأسود إليه.
ما تجرأ يسأل أي شيء ثاني لأنه عرف إنه لو كارلوس اتكلم بهذا النبرة، ده يعني إن كارلوس يخطط لشيء.
حط كارلوس القناع على وجهه ونظر بسرعة حوله، متأكدًا من إن ما في أحد حواليه يشهد على أي شيء على وشك إنه يحصل.
"تشارس."
"نعم."
"جهز نفسك للسواقة بمجرد ما أرجع. مفهوم؟"
أومأ تشارلز.
---
فاني كانت منهكة.
كانت تشتغل نوبة 12 ساعة في العناية المركزة في المستشفى وكانت على وشك تروح للبيت عشان تنام لما لقيتها رئيسة الممرضات وقالت لها إن واحدة من الممرضات مريضة وإنهم ناقصين في الطاقم.
ما صدقت إنها مربوطة في ليلة طويلة ثانية من الناس اللي بيدخلوها ويخرجوها من المستشفى وهي جالسة بالخارج تحت ضوء مصباح شارع صناعي وأخدت قضمة أخرى من التفاحة.
كان مسموح لها بس بالراحة لمدة 10 دقائق قبل ما ترجع للشغل.
وهي تتنهد، أغمضت عينيها عشان تستمتع بالليل الهادئ لحد ما انطلق بوق السيارة. تم مقاطعة الصمت فجأة.
وهي تفتح عينيها مرة تانية، شافت إنها سيارة بي إم دبليو سودا وقفت فجأة على بعد أقدام قليلة منها.
تساءلت فاني إذا كان عندهم نوع من الطوارئ ويحتاجوا مساعدة، بس ما في أحد طلع من السيارة لسه.
وهي تعبس، حاولت تحدق عشان تشوف مين في السيارة، بس الشبابيك كانت مقفولة، ووراها الستائر مسحوبة، عشان كذا ما قدرت تشوف أي شيء.
لكن، بعد بضع ثواني، انفتح باب مقعد الراكب وخرج رجل طويل مقنع وعليه قلنسوة وركض تجاهها.
كل شيء حصل بسرعة كبيرة.
في لحظة تم مسكها ورميها على كتف رجل ذو بنية قوية ورجولية، وفي اللحظة اللي بعدها، تم دفعها في الجزء الخلفي من السيارة، والباب بينغلق وراها.
فاني ما كان عندها فرصة كبيرة تدافع عن نفسها.
حاولت تصرخ بس فمها اتغطى بيد عليها قفاز جلد. في أي وقت تتلوى، تحاول تتحرك، وترفس حولها، الرجل بيغضب أكثر، بيخليها قوية ضده.
لكن، بمجرد ما كانت في السيارة، الرجل أطلق سراحها وجلس في مقعد الراكب.
وهي تنظر حولها، وتلهث، شافت فاني رجلين كمان في المقعد الخلفي معاها وواحد ورا عجلة القيادة، كلهم لابسين أسود، مشابهين للرجل اللي سحبها للسيارة.
لكن، الشيء الأكثر صدمة كان المنظر بجانبها مباشرة.