ريانا قاعدة على السرير. بتستنى إيد الساعة الكبيرة تنزل عند الساعة ١٢. بتخطط تهرب عند نص الليل. بدها تهرب من عمها اللي هو زعيم عصابة مخدرات.
كانوا مسجونين في مكان مش أي كلام. ما بدها تترك أمها وأختها بس لازم تعمل هيك عشانهم. لازم تنقذهم من إيدين دون إسماعيل. رح تفكر بعدين كيف تمسكه، المهم إنها تنقذ أمها وأختها أول شي.
لما أبوها مات وعمرها بس ١٨ سنة. أمها اتجوزت دون إسماعيل، وأمها ما كانت تعرف مين هو. لما أمها عرفت مين دون إسماعيل، حبسوهم لأن دون إسماعيل فكر إنهم ممكن يشتكوا للسلطات.
عشان هيك، ما عملت شي لما جوز أمها حبسهم في بيت متوسط الحجم وبعيد عن الحضارة. ما كانت تعرف لوين رايحة لما هربت. لو بتقدر تهرب ولا رح يمسكوها الحراس.
ربطت القماش ببعضه عشان تنزل من الشباك. على جهة الشباك، حراس القصر ما رح يشوفوها لأنها مخفية.
تقريبًا الساعة ١٢. راحت على غرفة أمها وأختها إيلونا الصغيرة. فتحت الباب لأنو ما كان مقفول. فاتت لجوا.
طلعت عليهم لأن هاي آخر مرة ممكن تشوف وجوههم. لأنها ما بتعرف متى رح تشوفهم مرة تانية. بتكره تعمل هيك وتتركهم بس هاي الحل الوحيد اللي بتعرفه عشان تنقذهم. ما قدرت توقف دموعها من النزول. نزلت على خدودها، ومسحتها فورًا بإيدها.
طلعت من غرفتهم وسكرت الباب بهدوء مرة تانية. راحت على غرفتها وكانت الساعة ١٢ بالظبط. يا رب تنجح خططها، لأن هاي الطريقة الوحيدة اللي بتقدر تنقذ فيها أمها وأختها. ما رح يصير شي لو حبست حالها هون في البيت.
جابت القماش المعقد وفردته على الشباك. ما قدرت تمنع حالها من البلع. شو لو مسكوها؟ شو رح يعمل فيها دون إسماعيل؟ مهما صار، المهم إنها حاولت تهرب. يمكن ما ينتبهوا عليها لأنو العادة الحراس نايمين بهالساعات.
مشيت باتجاه الشباك ونزلت شوي شوي باستخدام القماش اللي فردته. لما رجليها لمست الأرض ما قدرت تساعد حالها من التنهد. حست بالتوتر بهاللحظات.
مشيت بالأشجار. البيت محاط بأشجار طويلة. يعني البيت بمنتصف الغابة.
لما انتبهت إنو ما في حدا وراها، ركضت فورًا. ركضت عبر الغابة وما بتعرف شو نهاية هالشي. بتمنى بالنهاية تشوف طريق أو حدا يساعدها في وضعها.
ركضت وركضت. حتى جروح من النباتات اللي بتمرق جنبها. ما بتهتم لأنو المهم إنها هربت. ما بتعرف قديش ركضت. لحد ما قررت ترتاح. حست بالعطش بسبب الركض الكثير. قعدت على شجرة عالية وسندت جسمها عليها.
بعد شوية راحة، ريانا قررت تقوم وتكمل ركض. بس ركضت وركضت. الجروح اللي سببتها النباتات اللي لمستها كانت بتوجع. بس ما بتهتم. لحد ما شافت مخرج من الغابة. بس جسمها كان عم يضعف.
لما ريانا وصلت للطريق. فجأة حست بالتعب، العطش، والدوخة. شافت نور سيارة بيقرب عليها. رفعت إيدها عشان اللي بيسوق السيارة يعرف إنها موجودة. لما السيارة وقفت فورًا قدامها.
الراكب نزل وطلع قدامها رجل طوله تقريبًا ستة أقدام. جسمه حلو. وعيونه ضيقة. نظرتها للرجل انتبهت لما حكى.
"آنسة شو صار معك؟" سأل الرجل ريانا.
حدق في ريانا من فوق لتحت. ريانا قرفت من اللي عمله عشان هيك حولت عيونها عنه.
"يلا، زميلي رح يعالجك." الرجل عزمها.
لساتها مترددة لو تركب ولا لأ. بهالأيام، ما بنعرف إذا ممكن نثق بشخص. لأنو حتى لو بتعرفيه من زمان، رح يخونك. يمكن حس إنها مترددة.
الرجل أخذ شي من جيب بنطلونه. محفظة، أخذ شي منها وأعطاها إياها. هوية. أخذتها ومن نور القمر، ريانا قرأت اسم الرجل.
"ليوناردو إسترالتا الابن." نطقت ريانا اسم الرجل. في مكتوب تحت اسمه عميل.
"صح، آسف، اسمي وراه اسم أبوي." شرح ليوناردو.
"ما في شي غلط باسمك." حكت ريانا.
"اركبي." حكى ليو وفات قدام السيارة.
ركبت فورًا ورا سيارته. شكله زي سواق ريانا. شغل السيارة فورًا. هو عميل عشان هيك ممكن نثق فيه. ممكن يساعد ريانا. رح يساعدها تنقذ أمها وأختها.
بس شو لو ما كان عميل؟ شو لو عم بيمثل؟ ما عندها خيار. لو رح يعمل بريانا شي سيء. ما بتقدر تعمل شي. يمكن هذا كل شي عندها. ليو أخذ شي من شنطته. ناولها كحول وقطن.
"حطي كحول على جروحك عشان توقفي النزيف شوي." حكى ليو.
ريانا لاحظت جروحها اللي فيها شوي دم. أخذت عرض ليو من الكحول والقطن. حطت كحول على القطن وبعدين مسحته على جروحها. ريانا أنّت لما حست بالألم. الرجل التفت عليها.
"تمام؟" سأل ريانا.
"أه، تمام. جرحي بس بيوجع لأنو تعرض للكحول. عندك مي هون؟ عطشانة." حكت ريانا.
هي عطشانة كتير بسبب الركض الطويل. ليو أخذ شي من شنطته، كاسة مي. كشّاف؟ جاهز دايما؟ ناولها إياها ريانا. أخذتها.
"شكرًا." ردت. يمكن، ريانا ممكن تثق فيه باللي عمله. شو لو عم يعمل هيك بس عشان يكسب ثقتها؟ يا حسرتي. رح تفكر بهيك لما يوصلوا لوجهتهم.
"شكلك جاية من ركض طويل بالغابة. ليش هون؟" سأل ريانا.
"لوين رايحين؟" ما جاوبت على سؤاله. لازم تعرف لوين رايحين أول شي.
"لرفقاتي. عنا اجتماع. اجتماع طارئ." جاوبها. أحسن تجاوب على سؤاله قبل.
"هربت من جوز أمي. حبسني أنا وأمي وأختي في بيت بنص الغابة." جاوبت.
تذكرت أمها وأختها مرة تانية. كيف رح تكون ردة فعلهم لما يعرفوا إنها بطلت بالبيت؟ بتفضل ما تحكي عن قرارها لأنها ما بدها تدخلهم.
"أنا جاهز أساعدك. بفكر إنك عم تحكي الصح." عرض ليو.
ما عندها وقت تتلاعب. بدها تحكي ليو. على كل حال، قررت تضل ساكتة. بالحقيقة، هي مدينة له. مش الوقت المناسب لـ ريانا تكون معصبة لأنها محتاجته عشان ينقذ أمها وأختها.
"قريبين من المقر الرئيسي." حكى.
ريانا شافت من بعيد بيت خرساني. بس بيت بسيط ما بتفكر إنو مقر رئيسي. فاتوا من البوابة. كان في كم سيارة هناك، يمكن سيارات رفقاته. لما سيارته فاتت لجوا المجمع، وقفها مش بعيد. نزلت فورًا من السيارة. رجل بشرته بيضة وجسمه حلو قرب عليهم. الرجل طلع في ريانا.
"العميل ليوناردو إسترالتا الابن. يمكن تعرفني على الست اللي معك؟" حكى الرجل لـ ليو وهو نازل من السيارة. ليو ما جاوب على سؤال الرجل بس ليوناردو قرب عليها وأخذ إيدها.
"وين ألكسندرا، هارولد؟ رفيقتي مجروحة ولازم تتعالج." سأل الرجل اللي اسمه هارولد.
بعدين، هارولد طلع فيها. يمكن ما انتبه قبل إنو عندها جروح لأنو المكان اللي فيه ليوناردو صف السيارة كان ضلام. مشيوا لجوا المقر الرئيسي وهارولد تبعهم.
"شو صار معها؟" سأل هارولد.
"رح أحكيلك بعدين هارولد." رد ليوناردو.
لما فاتوا لجوا. شافت رجل وست قاعدين على كنبة طويلة. وقفوا قدامهم.
"ألكسندرا، ممكن تعالجيها للحظة؟" سأل ليوناردو الست اللي شعرها مجعد. قامت الست وطلعت فيها.
"شو صار معها، ليو؟" سألت ألكسندرا.
"رح أحكيلك كل شي صار معها بعدين. هلا، لازم تتعالج." رد ليوناردو عليها. ألكسندرا هزت راسها.
"يلا آنسة." ألكسندرا أخذتها لـ باب وفتحته.
ريانا شافت سريرين جنب بعض وخزانة على يمينها. ألكسندرا وجهتها للسرير وراحت على الخزانة. أخذت شي منها.
}