وجهة نظر زينيا
أخيرًا، تخرجت من الجامعة. كانت الرحلة لا تُنسى. كانت مثل حبس قطعة ضخمة من القرف اللي كانت تسبب إمساك من لما خلصت المدرسة الثانوية.
دلوقتي أخيرًا، أنا حرة من الواجبات، المشاريع، الامتحانات، المحاضرات، القواعد، الركض للمحاضرات، عمل الجداول وكل شيء تاني بييجي مع كونك طالبة جامعية.
ماما وياسمين كانوا فرحانين أوي لما مشيت في الممر واستلمت جوائز الإنجاز والشهادات. أنا كمان كنت فرحانة لنفسي. خدي وجعوني من كتر ما ابتسمت في اليوم ده، كنت بابتسم جامد أوي.
كنت على وشك إني رسميًا أعمل وأطلق خط الأزياء الأولى بتاعتي واللي هتنزل في واحدة من أهم المجلات في المدينة. نعيم. ملابس تانية كانت بتتباع في البوتيك بتاعي اللي أختي ادتهولي بكرم. هو وعدني وحافظ على وعده.
~
"زينيا!" سمعت اسمي بيتصوت. الصوت اتردد في كل مكان في البنتهاوس الضخم. حطيت المذكرة الرقمية بتاعتي تحت المخدة بتاعتي وخرجت من السرير.
"هاي." اتسندت على الحيطة في أوضة المعيشة لما أختي قعدت على الكنبة مع ابنها.
"هاي. عاملة إيه؟"
"كويسة." مشيت وأخدت ابن أخويا في حضني وحطيت بوسة كبيرة على خدوده. كان ولد وسيم أوي وابتسامته أحلى ابتسامة. عنده غمازات. كنت دايما مستنية أشوف ضحكته وابتسامته.
"إيه أخبار بيبي العمة؟" سألته بصوت طفولي. أداني ابتسامة ودفن وشه في حضني بخجل.
"عندي ليكي مشروع،" بدأت ياسمين.
"إيه مشروع؟" سألتها وأنا أقعد جنبها.
"واحد كبير." أطلقت ابتسامة منورة.
"كبير أد إيه؟"
"كبير أوي."
"يا ياسمين، بلاش تترددي. عارفة إني ست مشغولة أوي."
"محتاجة إنك تعمليلي فستان."
سخرت.
فستان؟
ده اللي كانت بتتكلم عنه؟
فستان؟
"فستان ياسمين؟ بجد يعني؟" قلت اللي في بالي.
"المفروض تسألي إيه نوع الفستان."
لفيت عيني عليها بس لازم أشكرها على كل حاجة. مكنتش هوصل لمرحلة إني أدخل وأخلص الجامعة لو مكنش بفضل ياسمين.
شايفة، كبرنا من غير أب وقبل ما أخلص المدرسة الثانوية، ماما تعبت أوي في مشكلة في الرئة. بقت بتدخل المستشفى كتير. ياسمين هي اللي اشتغلت جامد أوي وحطت الأكل على السفرة والهدوم على ضهري ودفعت كل الفواتير ودخلتني الجامعة عشان أحقق أحلامي. مكنتش أقدر أطلب أخت أكبر أحسن من كده. بحبها. وهي ساندت شغلي من الأول. دايما كانت بتشتري هدوم، حتى لو قلتلها هديهالك ببلاش خالص.
بس كانت بتقولي، 'أحسن الحاجات مابتجيش ببلاش'.
"إيه نوع الفستان؟" سألت وأنا بدغدغ بطن ابن أخويا عشان اخليه يضحك.
"فستان فرح!!" صرخت وصرختها فاجئتني.
"إيه ده؟" ابتسامتي وصلت لعينيها.
هي بتقول اللي أنا فاكراه؟
أظهرت خاتم ألماس كبير في صباع الخطوبة وبدأت أصرخ من الفرحة كمان.
"انتو مخطوبين؟" مسحت دموع الفرح. كنت فرحانة أوي ليها. تستاهل كل لحظة سعادة في الدنيا مع الراجل اللي بجد بتحبه. كانوا مفترقين أكتر من سنة بس لسه لقوا الحب لبعض تاني كأن الانفصال ده م حصلش.
"مبروك يا أختي." حضنتها.
"كون-سيتيشن." جيفان كرّر بطريقته وهو بيقول 'مبروك'.
اتشاركنا ضحكة صغيرة. هو خلاص بيتعلم كلمات.
"شكرًا يا حبيبي،" قالت أمه ليه وهي بتشد خده بلعب.
تليفونها رن وجاوبت عليه.
"زين، م عندكش مانع تبقي مع جيفان لساعة كده؟ أنا رايحة لـ HT عشان أنزل حاجة لأبوه،" شرحت لما خلصت المكالمة.
"أكيد. ولا يهمك."
كان يوم سبت وقررت آخد يوم إجازة من البوتيك وأخلي المساعدة بتاعتي تدير المحل. كنت محتاجة أخلص شوية تصاميم لازم أبعتها لزبون ليا.
"شكرًا." قامت ومشيت للباب. "ولو سمحت، خلي بالك من كلامك حواليه!"
ودعناها.
أخدت جيفان تاني لأوضتي، حطيته على سريري ورجعت للمذكرة الرقمية بتاعتي اللي فيها كل التصاميم بتاعتي.
وأنا بتصفح وبحاول أراقب جيفان كمان، بالغلط مسحت تصميم لازم أبدأ فيه بكرة.
"يا خرااااابييييييييييييي!!" شتمت بصوت عالي.
"خرا! خرا!" بدأ ابن أخويا يكرر اللي لسه قولت.
"لا لا لا لا لا يا جيفان. لو سمحت، متكررش كده. أمك هتقتلني لو سمعتك بتقول كده."
"تقتلني. تقتلني." كرر جملة تانية م المفروضش يقولها.
دورت في مخي عشان أطلع حاجة تمسح الكلمات دي من قاموسه.