مقاطعة لوفكرافت
مدينة شتات دير دوستيرن دنكلهايت
كانوا في طريقهم إلى أحسن إجازة في شهر أبريل، كانت الإجازة الجماعية اللي بتتزامن بين عيد مبارك وعيد العمال في الشهر اللي بعده، لما الكل هيرجع بس بعد الخامس من مايو في نفس الشهر، لما تخلص و السيد تشانغ، اللي بيحضر حفل استقبال في قصر الإمبراطور.
دي كانت مدينة بتقع بين حدود أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، حدود بين الإمارات العربية المتحدة، جزء من آسيا، زي ما بيقولوا، البلد اسمها ميتيليردي.
لما درجة حرارة نوفمبر الباردة، مع أمطار كتير في الشوارع، كأن سطح الأرض لسه طالع من المية، ومش هيكون مفاجئ لو لقيت دايناصور، طوله أربعين قدم أو كده، بيمرح حوالين كأنه سحلية ما قبل التاريخ، فوق تلة جينغشان تشانغ، هناك في المسافة كان عامل بعثة من علماء الآثار اللي كانوا بيعملوا بحث وحفريات.
حتى بتخيل إن الدخان اللي نازل من المداخن، عامل رذاذ خفيف وغامق، مع رقائق السخام، كبيرة زي كرات الثلج، كان عزاء بسب موت الشمس، زي الكلاب اللي مش باينة في نص الطين، كان مكان بارد وممطر.
المكان ده اللي ما بيحسنش حالة العربيات اللي بتلف في الشوارع المزدحمة حوالين المباني الضخمة، حوالين المارة، اللي بيمشوا من هناك، سواء مشاة، اللي فيه بيتصادموا بالمظلات، كأن الكل مصاب بمزاج سيئ، بيتزحلقوا على زوايا الشوارع، اللي فيها عشرات الآلاف من المشاة التانيين بيتزحلقوا فيها.
مع ده، في عز المطر، لما شوية بيتزحلقوا من أول اليوم (لو فيه يوم ممكن يبدأ)، بيضيفوا رواسب جديدة للقشرة والمزيد من القشرة من الطين، اللي بتلتصق بإحكام بالرصيف عند النقاط دي، بتتراكم بفائدة مركبة.
بعدها ضباب في كل المدينة فوق، حيث بتمشي بين الجزر الخضراء والمروج؛ ضباب تحت النهر، كان واحد من الإنشاءات اللي تبعت، حيث بتلف، لما النهر وبعض الأماكن كانت لسه منظفة.
هناك بتكمن بين صفوف القوارب وقذارة شواطئ مدينة كبيرة (كبيرة وقذرة، لما بيمروا بالضباب، اللي بيدخلوا فيه في المستنقعات من الغابات والمحميات في هونغ كونغ، لسلسلة من الوديان والجبال في الصين لمحميات الغابات في روسيا، حتى لو أراضيها بتحيط بالمدن دي.
مع الضباب في الارتفاعات اللي جم منها من بره المدينة، بين التلال، لما الضباب بيتمدد، بيتسلل في سفن الفحم؛ ضباب معلق فوق أحواض السفن ومعلق من أشرعة السفن الكبيرة؛ ضباب بينزل على قضبان الصنادل والقوارب الصغيرة.
مع كل الضباب في عيون وحلقات كبار السن دوستيرر سامبف أوس دنكلم نيبيل، بيتنفسوا، مصابين بالربو، جنب المدافيء في أجنحتهم، بيضيفوا لكده الضباب في فم وفي وعاء أنبوب بعد الظهر للكابتن الغاضب لسفينة تصدير، محبوس في كابينته، بسبب شركة التصدير اللي بتيجي عشان تحمل السفينة بين الإمدادات، كانت واحدة من سفن الشحن في الرصيف، في نص الضباب الكثيف اللي غطى المدينة كلها.
حتى لو كان بيقرص بشدة أصابع قدم زينهو وصباع رجليه، بيرتعش هناك في هانابديلهو، حتى مع الناس دول اللي مش مهتمين، الكسلانين على الجسور، بيبصوا على المنظر من فوق الحواجز للسما الغائمة، الكل محاط بالضباب، كأنك في منطاد، بتنزلق في سحب الضباب.
الغاز كان بيتألق في الضباب في أماكن مختلفة على طول الشوارع، زي ضوء الشمس اللي بيشوفه المزارعين والفلاحين، بيتألق في الحقول المبتلة. الأنوار كانت شغالة في معظم المحلات قبل ساعتين من المعتاد، اللي شكله ما عجبش الغاز، عشان ظهر منهك ومريض.
بعد الظهر الضبابي أضباب، الضباب أكثف، والشوارع الموحلة أكثر وحلية، قرب الحاجز القديم المغطى بالرصاص، زينة مناسبة لعتبة شركة قديمة برأس رصاص، اسمها معبد غولدن سكت، حتى لو كان قرب معبد غولدن سكت، في قاعة شي هوانغ، حتى في قلب الضباب، معالي المستشار بيمارس واجباته في محكمته العليا في التحالف الصوفي للعدالة للمجلس الصوفي.
مستحيل ضباب أكثف ينزل هناك، مستحيل طين وسلايم أعمق يتجمع هناك، عشان يتناسب مع فئة الناس، اللي بتبحث وبتترنح، إن المحكمة العليا دي للتحالف الصوفي للعدالة، أشر الناس اللي شعرهم رمادي، القضاة، في اليوم ده، قدام السما والأرض.
بعد ظهر زي ده، لو فيه حد كده، معالي مايستر دير كاميليندي المفروض يحكم هنا، ومع ذلك، كان زي ما هو، كان عندهم هالة من الضباب حوالين رؤوسهم، محاطين بلطف بأقمشة وستائر قرمزية، بيستمعوا إلى محام سمين مع شارب كبير وصوت رفيع.
حتى لو بيوجهوا طلب مالهوش نهاية؛ وبيظهروا بيبصوا بتركيز على المصباح المعلق من السقف، حيث مافيش حاجة غير الضباب ممكن تتشاف.
بينما متجهين إلى بعد الظهر الممطر ده مع ضباب واسع، اللي فيه عدد قليل من أعضاء المحكمة العليا للتحالف الصوفي للعدالة المفروض كانوا فيه، زي ما كانوا بجد - ضباب كانوا بيشاركوا فيه حاليًا في واحدة من عشرة آلاف مرحلة من قضية مالهاش نهاية.
مجلس التحالف كان متجمع في المحكمة دي بين قصور العدالة، فاهمين إنهم لازم يكون عندهم موقف، حتى مع قرار الوزير في مجلس الشيوخ.
حتى لو كانوا بيتزحلقوا على بعضهم البعض بالقانون السائل، بيتورطوا في تفاصيل إجرائية، بيخبطوا رؤوسهم، محميين بشعر الماعز أو الحصان، في جدران الكلمات، وبيطالبوا بصورة وهمية للعدالة بالوجوه الجادة اللي ممكن اللاعبين يعرضوها.
ده اللي حصل للمحامين المختلفين في القضية، اتنين أو تلاتة منهم ورثوها من أهلهم، اللي كانوا اغتنوا بيها.
إزاي ميكونوش؟
الكل بعد كده اتحط في صف، في مكان مفروش طويل (بس عبثًا هتطلب الحقيقة جواه)، بين طاولة كاتب العدل الحمراء وأردية الحرير، مع
بما إنهم كان عندهم الأوامر هناك، بالإضافة إلى المنع، والاستجوابات، والردود، والاستئنافات، والشهادات، والقرارات، والتحكيم الخبير، وتقارير الخبراء، جبال من الهراء المكلف، مكوم قدامهم.
لو بس مافيش وزراء تانيين، ممثلين عن مجلس الكائنات المظلمة، بين السحرة المتجمعين هناك.
بنمشي في المحكمة القاتمة دي من بعد الظلام، زي شموع بتخلص هنا وهناك، لو ماكانش فيه الضباب بيستقر بكثافة جواها، كأنها لازم ماتمشيش.
اللي بيقدروا يشوفوا النوافذ الحمراء المزججة بتفقد لونها وبتخليش ضوء النهار يمر؛ غير المبتدئين في الشوارع، اللي بيبصوا من خلال المربعات الزجاجية للباب، ممكن يرفضوا يدخلوا، بسبب مظهرها الكئيب، اللي شكله أرض الموتى أكتر من الأحياء، مع إنها كانت سبب رائحة كريهة قوية، بيئة مظلمة.
سواء كانت قراءة بطيئة، بتردد بلطف تحت السقف، من المنصة المكسوة بالسجاد، حيث معالي مايستر دير كاميلين بيراقب المصباح اللي مافيش فيه نور وحيث القضاة التابعين كلهم عالقين في الضباب الكثيف!
دي كانت ما يسمى بالمحكمة العليا للعدالة من الأبعاد المظلمة، اللي فيها بيوت مظلمة وروحية، اللي وقفت حوالين أراضٍ قاحلة في كل مقاطعة.
حتى لو عندك مجانينك مكسورين في كل مستشفى مجانين وأمواتك في كل مقبرة، اللي عندها مدعين مدمرين، بكعوب مثنية وملابس بالية، بيلفوا حوالين معارفهم، بياخدوا قروض.
ده كان الدافع اللي ممكن يكون بيطلب فيه فلوس، إنه بيدي الأقوياء بالمال الوسائل الوفيرة لاستنزاف الحق، اللي بيستنزف الموارد المالية والصبر والشجاعة والأمل، وبيدمر المخ والركود.
لسه بخصوص القلب، إنه بين محترفيه مافيش راجل محترم ماكانش من نص البعد المظلم ده، اللي في أوقات كتير مالوش نتيجة كويسة.
بعدين سمعوا النصيحة دي:
- بعد النتيجة، ادعموا الكل اللي كانوا ضحايا للظلم اللي حصل لهم، بدل ما يجوا هنا عشان يطلبوا العدالة. - قال.
مين هيكون في محكمة مجلس الظلام بتاع سيد مملكة درونا، بعد الظهر ده المظلم، بجانب فخامته، المحامي في القضية، اتنين أو تلاتة محامين عمرهم ما كانوا في أي قضية، وكل المحامين المذكورين أعلاه، لما كانوا في نص جلسة المحكمة.
بينما الكل هناك شافوا الكاتب، كانوا في محاكمة منتدى، لما القاضي هناك كان بيستمع لمحامي الدفاع، في نص جلسة محكمة، تحت القاضي.
لما في الحكم على عالم الظلام ده، مع القاضي وشعره ورداءه، واتنين أو تلاتة من حرس المحكمة، أو قضاة أقل، أو حرس المحكمة، أو أيًا كان ممكن يكونوا، في أردية طويلة، في خضم ده، في الفضيحة الكبيرة دي في عالم الظلام، اللي فيها الأبعاد المظلمة، شعوبها وجهت انتباهها للقضية القديمة شاتن دير دنكلهايت وأسوار دنكلهايت.
بما إن الوضع ده أدى إلى اضطراب شعبي، بين حقيقة إن دي كانت جدال ضخم، اللي فيه حتى كده، في نص محاكمة، بين الأدلة ولما بنحط الحقائق وبنوري الوضع، لسه، لما الكل بيتثاوب، عشان ولا فتات مرح وقعت من 'رينهاردت وتشانغ لوندغرين، حتى لو القضية اللي بتدور.
حتى لو كانت اتعصرت من غير عصير، كان فيه سنين وسنين لما المختصرين وكتبة المحكمة ومراسلي الصحف حاولوا دايما يتسللوا مع المسؤولين الآخرين لما 'رينهاردت وتشانغ لوندغرين.
مكانهم كان فاضي، هناك لما كانوا كلهم بيستمعوا,
الشخص المعني كان قاعد على مقعد، على جانب القاعة، أحسن مكان يشوف فيه المنطقة المقدسة مليانة بالستائر، فيه عجوز مجنونة، الست دي الرائعة، مع قبعة منكوشة، بتتشاف دايما في المحكمة، من لما بدأت تجري للاكتمال، مستنية حكم غير مفهوم في صالحها، اللي عمره ما بيجي. بعض