أبدًا ما شفتيك، بس صدفة خلتك تنقذني، بالرغم من إني ما أعرف مين أنت. حسيت فيه رابط بيني وبينك. ما أعرف كيف، بس هل ممكن لملك، بقوتك هذه، يتقبل رفيق ضعيف مثلي؟
فجأة ظهرتِ تدافعين عن ذئب غريب بالرغم من ضعفك، فهل ستكونين رفيقتي؟ هل ستوافقين علي؟
الفصل الأول
العالم الموازي، يب، لا تستغربوا إن كان عالمي موازي لعالم البشر، عالم يشبه الخيال، بس يبقى موجود سواء آمنتوا فيه ولا لأ. الفئة هذي اسمها مملكة المستذئبين، لأنهم مو بشر ولا هم ذئاب، مخلوقات من خليط الاثنين. عندنا مقولة منتشرة بين كل المجموعات و منحوتة على صخور قصر ملك المستذئبين، وهي (كل واحد بداخله ذئب ما يظهر إلا في الأزمات، فكونوا مستعدين، الذئب دايم له).
الكل في عالمي يتكلم عن الملك، بس ما أحد شافه. الكل يعرف أنه قوي، رياضي، يحب الصيد، بس قلبه قاسي. ما تزوج إلى الآن. يشاع بعد إنه يقول لسا ما لقى اللي تقدر تمتلك قلبي. فيه مجموعة اسمها ذئاب الكامي، وهذي مجموعة ما عندها قطيع تنتمي له، و يخالفون قانون الملك و يشنون هجمات على الضواحي الفقيرة و يخطفون الأولاد و البنات الصغار، و اللي يحاول يمنعهم يقتلونه.
يا ربي، نسيت أعرفكم على نفسي. آسفة، اسمي "رِيَام". عمري خمسة عشر سنة. عايشة في كافية صغير في أطراف المملكة، و بالرغم من إني داخل قطيع مستذئبين، كنت عايشة لحالي و أتحمل مسؤوليتي من سن الثالثة عشر، الكل يتنمر علي لأن ذئبتي وقت التحول، تكسر ضلع أو ضلعين من جسمي، لأن جسمي ضعيف، انولدت كذا، و ما فيه علاج لي، ما أعتقد إني ممكن ألاقي رفيق، بس المستذئب ما يتقبل رفيقة ضعيفة مثلي. بس عندي ميزة تختلف عن الباقين إني أقدر أكلم ذئبتي، و حتى سميتها، اسمها "إيمي"
مؤخرًا، انتشر الرعب مرة ثانية في الضاحية اللي عايشة فيها بسبب هجوم الكامي. حان الوقت لتجديد و توسيع فئتهم. أهل الضاحية تجمعوا في ساحة كبيرة في نص الغابات يحاولون يخفون الأطفال. تشكلوا في دوائر يقودهم الحراس الأقوياء، بعدهم أهالي الأطفال بعدهم الحريم، و طبعًا نسوا، كالعادة، وجودي بعد موت أبوي، ما أحد يذكرني إلا وقت التنمر و التسلية. أسرعت لأروح للساحة و لقيت واحد من الحراس في الطريق ينزف دم بشكل كبير، و لسا ما وصلت. لسبب ما ما أعرفه، لمحـت قائد مجموعة و أتباعه يتكلمون مع مجموعة حراس على بعد أمتار مني. الكلام بينهم
ايش نسوي الحين؟ الهجمات صارت أكثر من أول
- معـاك، من حقنا ندخل الغابة السوداء عشان ننقذهم و نبدأ الهجوم
-ايش تدخل الغابة السوداء، بس اللي يدخلها ما يرجع
كلام تابع القائد صحيح لأن الغابة السوداء ما تخصنا. تخص فئة الڤانبير، و ما أحد مسموح له يدخلها. الكل يعرف إنهم ملوك الظلام و الليل لهم. فيه معاهدات بين ملك المستذئبين و ملكهم. ما أعتقد القائد راح يوافق، و بالفعل القائد أمر كبير الحراس يروحون لقصر الملك المستذئبين يطلبون منه الدعم. لما بديت أتحرك، شفتي المجموعة راجعة بالصغار. إذا ذئاب الكامي ما نجحوا هالمرة، و لما اقتربوا، وحدة من البنات شافـتني و قالت:
البنت: - شوفي هنا، يا ريام الصغيرة
رِيَام: ايش تبين يا ريبيكا؟
ريبيكا: - كنت أبغى أعرف ايش قاعدة تسوي مستذئبة ضعيفة مثلك
تجاهلتها و مشيت بسرعة لأني لو استمريت أجادل معاها، الوضع راح ينتهي بكسر ضلعين من جسمي وقت التحول، و هالموضوع صار يطفش، فـ مو ذنب ذئبتي إنها ضعيفة و لا حتى ذنبي. بعد ما ابتعدت عنهم، بديت أتكلم مع ذئبتي
رِيَام: - مو ذنبك و لا ذنبي صح
إيمي: - يب، صح. همنا وش تقول ريبيكا و مجموعتها، بس أنا بموت هنا
رِيَام: ليش زعلانة؟
إيمي: - أنت تعرف ليش متضايقة، متى كانت آخر مرة طلعت فيها نركض
رِيَام: - يب، و أنت تعرفين ايش يصير لما أتحول و أتخرج
ما ردت علي و فضلت الصمت، فرحت للكهف الخاص و سويت شيء مفيد، مثل قراءة كتاب، لأني أحب القراءة، على عكس حياة المجموعة.
جوا قصر الملك، في الجزء المخصص للتدريب، شاب مفتول البنية واقف قدامه و فيه حراس كثير يهاجمونه، بس يقدر يصدّهم ببراعة. كبر و صار ألفا (الملك). المستذئب و الڤانبير و وقّعت معاهدة سلام بينا لاني قدرت أوحد المملكة بعد ما كانت مقسمة لقطعان مستذئبين مختلفة، و عشان أقدر أحكم المملكة، كان لازم أظهر قسوة القلب و أسيطر على الأمور، بس بالرغم من مرور كل هالسنين لسا ما قابلت البنت اللي تقدر تكون رفيقتي، بحثت عنها بين كل القطعان في كل أرض المملكة، و ما لقيتها، لأني أبغاها تكون حنونة و تحميه في مثقفة، ذكية، بس كيف أجذبها عشان توافق على تصاحب ملك قاسي القلب مثلي. الملك فيكتور
خلصت تدريب و بعدها رحت لغرفة الاجتماعات. وزير، واحد من قادة ضواحي المملكة الشمالية، كان وصل يطلب المساعدة
فيكتور: ايش وضع القطيع في الضواحي الشمالية؟
الوزير: مو كويس. أمس، هجمات ذئاب "الكامي" زادت. مات واحد من حراسنا
فيكتور: صارت كثيرة بزيادة، بس لازم أول شيء نحصل تصريح عشان ندخل الغابة السوداء
بعدها أمر تابعه يروح يجيب التصريح. بعدين قام و راح لغرفته يتكلم مع نفسه. ((الشكاوى اللي جت قبل كانت قليلة، بس هالمرة تجاوزوا الحد، و ما أقدر أسمح بهالشيء بس ما أدري متى ذئبي ما هدي من داخلي من يوم ما عرفت بوصول وزير الضواحي الشمالية، فـ ذئبي واعي بقوة حراس هذي الضواحي و هذا اللي خلانا ما نتدخل قبل بس لما أكون قلقان، لازم أتكلم معاه، بس ما أبغاه يشوفني.)) عشان كذا طلعت لغرفتي
فيكتور: - ايش فيه يا ريو؟
ريو: - أحس فيه شيء في هالمجموعة
فيكتور: راح نعرف كل شيء لما نوصل، بس استعد كويس، لأني محتاجك في الغابة السوداء