نزلت أركض من على الدرج، أول ما سمعت صوت بوق السيارة برا. لما طلعت برا، شفتي حبيبي في سيارته مستنيني. رحت للسيارة وركبت.
"هاي يا بيبي." لوغان كومينغز انحنى على جهة الراكب وباسني على خدي.
"هاي." رديت عليه وهو شغل المحرك واتجهنا للمدرسة. كنا في المدرسة في عشر دقايق ونزلنا.
"لازم أشوف أستاذ العلوم عشان واجب، فشوفك ع الغدا، أوكي؟" قال لي لوغان.
"أوكي." قلت. كان دايما يقابل الأساتذة كتير الفترة الأخيرة. لاحظت كمان إنه كان بيتجنبني أغلب الوقت وبيكنسل مواعيدنا.
لوغان وأنا كنا مع بعض بقالنا سنة، بس مؤخرا، أدركت إنه بقى بعيد. هزيت راسي من سلوك لوغان الغريب، ودخلت مبنى المدرسة.
"إيميلي!" سمعت فيكتوريا هيرنانديز، أعز صديقاتي، وهي بتصيح وأنا ماشية في الممر. لفيت وشفتيها ماشية عشان تلحقني.
فيكتوريا كانت لاتينية وأصلها من كوبا. عندها شخصية حلوة ودائما بتدخل كلمات إسبانية في المحادثات. كان شي كويس إني بقيت معاها كتير، فاعتدت وتعلمت شوية كلمات إسبانية. "هاي تشيكا." قالت لما وصلت عندي.
"هاي توري." ابتسمت وحضنتها.
"أمي بتعزمك ع العشا الليلة." قالت فيكتوريا بلهجتها الإسبانية الثقيلة واحنا ماشيين في الممر سوا.
"ليه؟ إيه المناسبة؟" سألتها.
"مافيش مناسبة. بتطبخ كروكيتس المشهورة الليلة وأنتي عارفة هي بتعمل إيه لما تطبخ أكلتها الإسبانية المفضلة." قالت وهي بترف عينها. "عايزة تشاركه مع الكل. حتى عزمت مي أبولا." (وجدتي)
ضحكت، "طيب أمك طباخة ممتازة. إزاي أقول لأ؟"
"كويس. مش عايزة تخيب ظنها." قالت. هزيت راسي وأنا بفكر في حب ماريا للطبخ. هي زي أمي التانية وبقولك، بتحب تدلعني.
فيكتوريا وأنا اتكلمنا عن حاجات عشوائية واحنا رايحين فصلنا. بعد ما نادوا الأسماء، رحنا فصل الكيميا المتقدمة، اللي بناخده سوا.
اليوم عدى بسرعة ودلوقتي كان نهاية اليوم. خرجت من آخر حصة ورحت لدولابي عشان اجيب الكتب اللي محتاجاها. رفعت عيني وشفتي فيكتوريا ماشية ناحيتي.
"جاهزة؟" سألت لما وصلت عندي.
"أيوة، يلا بينا." قلت، وأنا بقفل دولابي. فجأة ضربت كفي على وشي وأنا افتكرت حاجة. "أوه، نسيت تقريبا. لازم أروح للمكتبة أجيب شوية كتب. استني هنا، هارجع بسرعة." مشيت بسرعة من عندها واتجهت ناحية المكتبة.
وصلت المكتبة وجبت الكتب اللي محتاجاها ودلوقتي بجري بسرعة في الممرات. بسبب حركتي، واحد من الكتب اللي كنت شايلها وقع من إيدي. وقفت مكاني عشان ألقطه.
لما انحنيت عشان أجيب الكتاب. سمعت همسات وشهقات في معمل العلوم اللي كنت واقفة جنبه. كنت هأتجاهل المحادثة، لما لقيت صوت مألوف. بعد ما استمعت شوية، أدركت إنه كان لوغان.
إيه اللي بيعمله هنا؟ فكرت، مش هو اللي قالي إنه لازم يمشي فورا بعد المدرسة عشان يعمل شوية مشاوير لأمه؟
اقتربت من الباب وتطلعت. اللي شوفته قدام عيني، صدمني تماما. في ركن المعمل كان لوغان مع بنت حاضنها وهما بيتباسوا جامد. لوغان كان ظهره ليا والبنت كانت مغمضة عينيها، فما شافونيش.
مشلولة من عدم التصديق، ما عملتش حاجة، غير إني بتبص عليهم. البنت كانت حاطة إيديها حوالين رقبته وهو كان حاطط إيد على خصرها والتانية على فخذها. البنت كانت مألوفة. اسمها تريشا وكانت بنت كويسة. على الأقل أنا كنت فاكرة كدا. كانت دايما بتناديني بالصدفة. أظنها ضحكت عليا. بعد شوية، رجعت لوعيي والغضب سيطر علي.
"فأنا شايفه إن دي نشاطاتك اللاصفية." قلت، وصوتي بينقط كراهية.
بمجرد ما اتكلمت، لوغان وتريشا بعدوا بسرعة. بصوا حواليهم ليا بتفاجؤ وتعابير مذنبين. بس، لوغان كان أول واحد يتكلم.
"إيميلي، ممكن أشرح." قال وهو بيبعد عن البنت وماشي ناحيتي.
"أنا متأكدة إنك تقدر، يا لوغان. أنا متأكدة إنك تقدر تشرح لي ليه أنت وبنت تانية كنتوا بتلعبوا هوكي باللسان." قلت، وأنا بربط إيدي. سكت وبص لي بس. "صحيح، ما تقدرش، وللأمانة، مش فارق معايا." ضفت وأنا بمشي بعيد عن الباب، وأنا بصرخ وبمشي بعيد.
جريت في الممر بأسرع ما يمكن قبل ما لوغان يلحقني. الدموع ضبابية رؤيتي وأنا بجري. مش معقول إنه استخدمني بالشكل ده. كنت فاكرة إنه بيحبني، بس أظن إني كنت غلطانة.
الدموع اللي كنت بحاول أمسكها أخيرا نزلت، بس ما وقفتش. استمريت في المشي لغاية دولابي، اللي توري كانت لسه واقفة عنده. انهرت من البكاء في حضنها أول ما وصلتلها.
بالليل، نمت في بيت فيكتوريا. بعد ما عيطت في حضنها في المدرسة، كنت حكيت لها اللي شوفته. هي اتفاجأت زيي بالظبط، لأنها دايما بتقول إن لوغان وأنا حنفضل مع بعض وإحنا خلقنا لبعض.