من وجهة نظر شيلا:
متأخرة! متأخرة!! متأخرة!!! يا إلهي! أرجوك ساعديني. ما بدي أتأخر، على الأقل مو في اليوم الأول من كليتي. صليت لربي الغالي ومشيت بسرعة داخل حرم الجامعة وأنا أفكر كيف بدي ألاقي عذر.
يا خراااي!! كان لازم أصحى أبكر من هيك بدل ما أحلم بمستقبلي مع ولادي الاثنين. جد شيلا؟ ما عندك صديق حتى تفكري بمستقبلك، بس هيني عم أحلم إني أجيب ولاد، مو هيك؟ لا تحكي لحدا عن حلمك السخيف، رح يضحكوا عليكي.
بلعن عقلي على اللي صار، وبسرّع مشيتي.
كل هالأماكن جديدة علي. ما كان لازم أغادر بلدي. تركت كل أصدقائي المجانين وأهلي اللي بيحبوني بس عشان أدرس هون. هلأ ندمت ليش اخترت هالكليّة لأبني مستقبلي حتى لو في كليات منيحة كتير في بلدتي اللي بتخليني أحس كأني بالبيت.
بلاقي أصدقاء هون؟ على الأقل واحد؟ أشك، لأني مو الشخص اللي بيسحب مؤخرته الكسولة لأي شخص بس عشان أطور صداقة. أصدقائي كانوا يسموني كسولة، بسبب عدم القدرة اللي بدمي لما يتعلق الأمر ببناء صداقة.
ممكن لازم أغيّر أسلوبي وأحاول قدر الإمكان إني ألاقي واحد. يب، فيكي يا شيلا. فينا نحاول، على كل حال مو فكرة سيئة. ابتسمت من جواي ومشيت أكتر.
بينما كنت بغاية التفكير العميق ما انتبهت لمين جاي باتجاهي لحد ما اصطدمت بالشيء الصلب والتأثير خلاني أطيح مع مؤخرتي.
"آآآخ! شو هاد؟" فركت ظهري وين أكلت كف من الأرض، ونظرت للشيء. بس افتراضي طلع غلط باللحظة اللي عيوني وقعت على الشكل اللي عم يتفرج علي بتركيز.
يا لهوي!! صدفت وطخيت فيه.
درست ملامحه وحدة وحدة وكأنه واحد من آلهة الإغريق بعيوني ومو عم أمزح، لأنه وسيم لدرجة تخلي أي بنت تطيح فيه من أول نظرة. عنده جسم مبني كويس، دراعات قوية، سيقان طويلة بس عيونه حمر.
ليش عيونه حمر؟ مو مفروض يكونو بيض؟
كان عم يتفرج فيني مباشرة، الغضب كان مالىء عيونه؛ لهيك بدت حمرا. من خلال نظراته، حتى الأعمى ممكن يحس إنهم بمشكلة. بس ليش؟ كانت مجرد صدفة. ما قصدت أطخ فيه، مو هيك؟
لما نظرت حواليني، شفتي الطلاب اللي كانوا عم يدردشوا مع حالهم من شوي، تركوا شغلهم وتجمعوا حوالينا وكأنه شي رح يصير.
حسيت بالتوتر بين الأجواء وسمعت همس من الطلاب. كلهم عندهم فضول بعيونهم وكأنهم متوقعين شو رح يصير بعدين. بعضهم حتى بلشوا ياخدوا فيديوهات على تلفوناتهم.
نظرت للولد اللي كان واقف قدامي وإيده قبضة كأنه رح يطارد حدا. هالته كانت قوية كتير؛ رح تخلي الكل ينزلوا رؤوسهم فوراً.
تقريباً طوله 6.2 قدم وعنده بشرة بلون الكريم. كان لابس قميص أبيض داخل بنطلونه الجينز الأسود. شعره كان مسرح بشكل مرتب. عنده عيون بنية غامقة مع حواجب طويلة مقوسة مع بعض، واللي بتبين إنه كان عم يفكر بعمق.
لتأكيد افتراضي، ابتسم بخبث وهو يتفرج فيني واللي جاب قشعريرة على عمودي الفقري.
"اسمعوا، يا جماعة!" جاب كل انتباههم. صوته كان سميك بس مثير كمان. "هي!" أشار بإصبعه عليي وقال، "من اليوم ورايح هي رح تخدمني ورح تكون لعبتي الجديدة."
شو؟ هل هو مجنون؟ ليش عم يخلق هالدراما بدون سبب؟
الكل هلل بصوت عالي بسعادة كأنهم ربحوا يانصيب. بعرف إنه شي غلط مع هالناس.
بلعت ريقي ببطء ونظرت بعيونه. "أنا آسفة. ما شفتيك جاي باتجاهي بس بعرف إنه غلطي، أرجوك سامحني. إذا..." بس هو مو جاهز يسمع شو بدي أحكي لأنه مسك دراعي ولوى إياه وخلاني أصيح من الألم.
"اسمعي، لما عم أحكي معك هاد مو معناه إنك فيكي تحكيلي. فهمتي؟" سأل وضيف ضغط أكتر على مسكته.
هزيت راسي ببطء وما لقيت أي كلمات لأقولها؛ صوته أظهر سلطة أكتر ممكن تسكت تم أي شخص بلحظة.
"منيح! هلأ روحي جيبيلي قهوة." قال ومشى كأنه صاحب هالمكان.
شو هو، جد؟ "أهبل." تمتمت تحت أنفاسي. إذا هو بيفكر إني رح أتبعه، فهو الأهبل رقم واحد. تجاهلت كل تهديداته بس لأدور على صفي.
نيتي مو إني أتأخر على اليوم الأول من صفي، بس كل شي صار خدر بسبب هالوقح الغبي على الرغم من إن حلمي السخيف هو جزء صغير. أنا بالفعل متأخرة على صفي وكمان هو ضيع وقتي الثمين بس لأني طخيت فيه.
"شششش!!" أطلقت زفير راحة لما لقيت صفي. أخيراً، لقيته.
كل زوج من العيون دار باتجاهي لما وقفت على مدخل صفي. اعتذرت ومشيت بشكل محرج إلى الصف. هون مكاني المفضل، المقعد الأخير، كان فاضي لهيك أخدت هالكرسي وحطيت شنطتي تحت المكتب.
الطلاب بلشوا يعرّفوا عن حالهم وهلأ دوري. عرّفت عن حالي باختصار، أخدت مكاني ورجعت ما اهتميت اني أتفرج على وجه أي شخص فجأة تسللت انعدام الأمان لوريدي.
الكل في صفي بيبينوا أغنياء كتير. مو مفاجأة على الإطلاق، هيدي وحدة من أعلى الكليات في الهند وأنا سعيدة إني أخدت الفرصة لأدرس هون. بس هلأ مو متأكدة. هل أنا بالفعل سعيدة؟