دخلت غرفة الاجتماعات عشان أشوف **رايلي** وهو بيملي شوية ورق، كنا لسه مخلصين قضية وكان دوره هو اللي يعمل الورق. بقينا شركاء من يوم ما بدأنا نشتغل في التحالف من 4 سنين، بس كنا أحسن أصحاب من 11 سنة تقريبًا، من يوم ما وصلنا هنا. بيبصلي مبتسم وبيديني ورقة وقلم، القلم كان هينزل على الأرض.
"لازم توقع هنا" بيقول بسرعة وهو بيبص على الأوراق اللي بيمليها، شكله كده عاوز يخلص، شغل الورق ده بيخلصش.
ابتسمت ووقعت على الورقة ورجعتها له، وأنا بدور الباب بيتفتح و**مورغان**، رئيسنا، بيدخل ماسك ملف في إيده.
"سمعتوا إنكم خلصتوا قضية أندرسون" بيبتسم وهو بيدي **رايلي** الملف اللي خلصوه، **مورغان** بياخده بس بيبدله بالملف اللي في إيده، دي حركة ذكية.
"عندي واحدة تانية عشان تحطوا فيها كل طاقتكم" بيبتسم وهو بيقرأ الملف اللي اديناه له، **رايلي** فتح الملف بس اتنهد ورماه على الترابيزة متضايق، شكله كده مش عاجبه.
رحت عشان أقرأه أنا كمان، لما بيدوك ملف مابيدوكش كل المعلومات. لازم تركب المعلومات كلها زي الأحجية، **رايلي** بيحب يقول إن الناس اللي بيعملوا الملف عندهم كل المعلومات بس عاوزين يصعبوا علينا الشغل. دي كانت عن بيتا اسمه **لوكاس**، دلوقتي عرفت ليه **رايلي** متضايق.
"ليه دايما بنتحشر في شغل الألفا والبيتا؟" بيسأل متضايق وهو حاطط دراعه، **مورغان** بيضحك بس بيهز راسه وهو ماشي، وده ما عجبش **رايلي**.
**مورغان** مش فاهم إن كل الألفا والبيتا بيعاملونا كأننا أقل منهم، بيعملوا كده عشان كل اللي بيشوفوه لما بيبصوا لـ **رايلي** وليا هما بشر. لو كانوا بس يعرفوا السبب الحقيقي لكوننا بشر، مابقيناش بشر من الأول، إحنا كنا مستذئبين. شوية ناس سيئين عملوا حاجات وحشة لينا وحولونا لبشر، بس هما مش شايفينها كده للأسف، ولا حد شايفها.
"عشان أنا عارف إنكو أحسن ناس للشغلانة دي، بس تعاملوا مع التهديدات وبعدين أمشوا، القضية سهلة وخلصانة" بيقول **مورغان** وهو بيرفع دراعه، و**رايلي** لسه بيهز راسه وهو بيلف في الأوضة، بجد ما كانش مبسوط.
"هنروح هناك ونتكلم معاه" ابتسمت وأنا بقف، وده خلا **رايلي** يبصلي ويرفع إيده في الهوا، إحنا دايما بنحلم إننا نبقى عملاء ميدانيين كبار، رفض الشغل مش هيوصلنا لكده.
"أنا عاوز العقلية دي، شكرًا **تيلور**، دلوقتي لازم أمشي، حظًا موفقًا" بيبتسم وهو بيمشي مبسوط، فرحان إن الأمور مشيت زي ما هو عاوز، بس خلينا صرحاء، هو عارف إنا هنوافق نروح.
"هو دايما بيعمل كده، بيسيبنا مع الناس اللي بتضايق وأنتي دايما بتوافقي" **رايلي** بيتذمر وهو بياخد ملف القضية وبيقلب فيه بغضب، بس كنت عارف إن الغضب مش هيدوم كتير.
"خلاص خلينا نروح ونتكلم مع البيتا، **مورغان** قال إن القضية سهلة وخلصانة، نخلص منها بس" قلت له وأنا باخد المعطف بتاعي وبمشي ناحية الباب، هو ما اتحركش بس أول ما لفت هو ظهر جنبي على طول.
"يا بختك إنك زي أختي وإلا كنا هنكون في خلاف كبير" ده كل اللي قاله واحنا ماشيين من الباب ناحية العربية، قلتلك إن الغضب مش هيدوم كتير.
ماخدش وقت عشان نوصل لـ "عشيرة منتصف الليل"، لما بدأت أدخل على العشيرة حسيت بإحساس غريب بيسيطر على جسمي. عمري ما حسيت بحاجة زي دي قبل كده، كأن جسمي كان بيتشد للمكان ده لسبب ما. مبنى ضخم، واللي أعتقد إنه بيت العشيرة، ظهر في الصورة. واحد ضخم ماشي بإيده وهو مش مبسوط، شكله كده مش سعيد إنه يشوفنا.
"شكله متضايق من غير حتى ما نتكلم معاه، في الحقيقة هو محتاجنا هنا أكتر ما إحنا محتاجين نكون هنا" **رايلي** بيتمتم وهو بيقول بالضبط اللي فكرت فيه، ضحكت وأنا بمد إيدي لورا عشان أجيب الملف وأتمنى الورق ما يقعش، دي مش هتكون بداية كويسة للمحادثة دي.
"أنا أحط الملف في شنطتك، ممكن يتضايق لو واحد من أعضاء العشيرة شافه، ده هيدمر كبريائه الضخم" **رايلي** بيقول وهو نازل من العربية، ده خلاني أضحك تاني بس حطيت الملف في شنطتي عشان أخفي الإحراج اللي ممكن يحسه البيتا.
"أعتقد إنكم من التحالف، اتبعوني" الواد اللي على السلالم صرخ، **رايلي** وأنا بصينا لبعض قبل ما نتبعه لجوه وناحية مكتب.
"الألفا ما قدرش ييجي" بيقول وهو بيفتح الباب وبيسمح لنا ندخل، لما قفل الباب قفله بشدة زيادة عن اللزوم ورانا، أعتقد إنه كان بيحاول يكون مخيف بس ما نجحش، شوفنا ناس أقوى منه.
"إحنا مش عاوزين الألفا، إحنا عاوزينك، دلوقتي لازم نسألك شوية أسئلة عن التهديدات اللي بتجيلك" حاولت أقول بس هو ضحك وقاطعني، **رايلي** اتوتر جنبي وهو بيبص للراجل، عرفت إنه عاوز يضربه.
هزيت راسي شوية ليه وأنا عارفة إني مش محتاجين نبدأ حرب بين التحالف والمكان ده. بس الإحساس الغريب اللي حسيت بيه بره بدأ يظهر تاني، تاني مرة ما كانش إحساس وحش بس إحساس ماقدرتش أوصفه. كأنه، حاجة في جسمي عارفة إيه اللي هيحصل بس مش قادرة تقوللي، عارفة إن ده مابيعملش أي معنى!
"أنا ماكنتش عاوز أو أطلب من شوية بشر ييجوا هنا، إزاي بجد مفروض تساعدوا وإنتوا أضعف من أي حد هنا؟" بيسأل بغرور وده لسبب ما جنني، وقفت من مكاني وحطيت إيدي على المكتب اللي هو قاعد عليه، لو أقول إنه اتصدم يبقى تقليل كبير.
"طيب، لو إنت قوي أوي، هنمشي ونستنى لما حد يهاجمك، ده هيسهل علينا شغلنا في إلقاء القبض على الناس، صدقني إنت مش قوي زي ما إنت فاكر، فيه رجالة بره هتاكلك، إيه رأيك إنك تحولنا لبشر؟" بسأل وأنا ببص للواد قليل الاحترام في عينيه، رفع حاجب في وشي وهو بيحاول يحافظ على دور الراجل القوي "إحنا مابقيناش بشر على طول، إحنا اتولدنا مستذئبين زيكم، بس اتهاجمنا من شوية ناس سيئين قتلوا ذئابنا. السبب الوحيد اللي إحنا هنا دلوقتي إنهم رحمونا وإحنا أطفال، مش عارفة إذا كانوا هيرحموا حياتك زي ما عملوا معانا، بس لو تحس إنك قدها، كمل" قلت وأنا برفع دراعي وبمشي لورا، **رايلي** كمان قام من كرسيه عشان يضيف تأثير، بس كنت عارفة إنه بجد عاوز يسيبه ويمشي.
"تمام، خلاص، ماتمشيش" بيقول وهو بيقوم من الكرسي بسرعة لدرجة إنه كان هينزل، ابتسمت ولفيت وقعدت تاني على الكرسي اللي كنت قاعدة عليه قبل كده، **رايلي** قعد تاني على الكرسي على مضض.
"دلوقتي احكيلنا عن التهديدات بس لو أظهرت أي نوع من قلة الاحترام، هنمشي" قلت له بنظرة قوية، بحب القوة اللي كانت معايا، هل ده سيئ؟
هز راسه بس وأنا بفتح الشنطة بتاعتي وباخد ملف القضية، **رايلي** بيمد دفتر وقلم بيقوللي إني لازم أعمل الشغل، هو بجد ماكانش في مود للكلام ده. رحت عشان أسأل السؤال الأول، بس الباب اللي على الجنب اتفتح وخد كل انتباهي. بيدخل واحد أكبر منه لابس بدلة سودا، كان عنده عضلات لدرجة إني اتسائلت إزاي قدر يدخل من الباب اللي دخل منه. عيني راحت على طول على وشه الوسيم جدا، بس أول ما عينينا اتقفلت، كأن العالم كله اختفى.
"لي" بيتمتم بهدوء تحت أنفاسه، دي الحاجة اللي طلعتني من أي حالة تنويم مغناطيسي حطني فيها بطريقة ما.
بدأت أتحرك في مكاني بعدم ارتياح، عينيه كانت بتخرقني وأنا قاعدة هناك. ده مش ممكن يحصل، اللي فكرت إنه حصل لازم مايكونش حصل. **رايلي** لاحظ التغير في مزاجي وبص، بعتلي نظرة قلق ماجاوبتهاش.
"ده الألفا، فكرت إنك مش هتقدر تيجي؟" **لوكاس** بيسأل الراجل، الألفا لسه بيرفض يبعد عينيه عني، بس كنت بتجنب التواصل البصري معاه وبصيت على الأرض.
"الاجتماع اتأجل للأسبوع الجاي، أنا **توبي**، ألفا عشيرة منتصف الليل" بيقول وهو بيقدم نفسه، صوته بيبعت قشعريرة قوية تمشي في جسمي كله ولحد صوابعي، لا دي حصلت!
شلت عيني من الأرض عشان أبص لـ **رايلي**، كان لسه بيبصلي بقلق وخوف، هزيت راسي شوية واللي قولت له إنه لازم ياخد زمام الأمور في المحادثة دي.
"كنت هتحكيلنا عن التهديدات" **رايلي** بيقول وهو بيتكلم للمرة الأولى، يارب يسرع العملية دي عشان أمشي وأرجع لحياتي الطبيعية، بعيد عن **توبي**!
"بقى لي كام أسبوع بتجيلي تهديدات من الراجل ده، في الأول فكرت إنها مجرد تهديدات عادية بتيجي مع كونك بيتا، لحد ما التهديدات بدأت تتحول ..... مقززة" بيقول وده خلاني أرفع راسي شوية وبعدين أبص لـ **رايلي**، اللي عرفت من وشه إنه بيفكر في نفس الحاجة بالظبط.
"إيه اللي تقصده بـ مقززة؟" سألت وأنا أخيرا بتكلم من يوم ما دخل **توبي**، اللي حرصت إني أتجنب التواصل البصري معاه، ابتسمي وبس.
"في مرة بعتلي راس مع ورقة متعلقة من بقه" بيقول بطريقة مقززة، جسمي كله اتجمد لدرجة إني وقعت القلم اللي نزل على الأرض "الطريقة اللي بتفاعلي بيها بتقولي إنك تعاملتي مع الراجل ده قبل كده" بيقول وهو بيشاور علينا، على الأقل كان صح في حاجة في المحادثة دي كلها.
طلعت بسرعة ملف تاني من الشنطة و قلبت في الصور، كنت أتمنى يكون فيه سوء فهم أو حد بيقلد بس، عمل نفس طريقة واحد تاني في حاجات معينة. قدرت الاقي الصورة اللي عاوزاها، مكنتش أعرف ليه كنت محتفظة بالصورة دي في شنطتي لكل الوقت ده على أي حال.
"هل فيه حاجة زي رمز بيتحط على كل حاجة بيبعتهالك؟" سألت ولسه ماسكة الصورة في حضني، فكر شوية وبعدين هز راسه بسرعة وطلع موبايله.
"زي ذئب وخنجر" بيشرح وهو بيديني الموبايل، حطيت الموبايل والصورة اللي جبتها من الملف جنب بعض، كانوا زي بعض، للأسف.
"هكلم **مورغان**" ده كل اللي قلته وأنا بقوم وبطلع موبايلي، فتحت الباب وسبت **رايلي** يجاوب على شوية أسئلة **لوكاس** المقلقة.
"أهلًا **تيلور**، هل خلصتي القضية؟" بيسأل على الطرف التاني، بس عرفت إيه اللي هقوله، هيغير نبرة صوته بشكل كبير.
"لسه هنا بس واجهنا مشكلة، التهديدات اللي بيجيله منها من **ريتشارد**" قلت وأنا ببص للرجالة في الأوضة، ده هياخد منعطف محدش يتوقعه.
يا عيني عليه.