طويتُ كفيّ في داخل سيارة الزفاف. العصبية في صدري ما اختفتش وأنا بستنى. ركزت نظري على الناس اللي جوة الكنيسة اللي شكلهم في دوشة. بعدين، أمي، ليتيسيا، قربت من الليموزين اللي بركبه. القلق كان باين على وشها.
"يا بنتي!" بتنادي بين الخبط على شباك العربية.
نزّلت الشباك بالراحة علشانها. "أمي، إيه اللي بيحصل؟"
شكلها كان قلقانة وبصت حواليها الأول. هنا حسيت بالعصبية. استعدلت وقُلت تاني. "أمي!"
"يا بنتي، ليستر لسه موصلش. المفروض يكون هنا بدري. بس متأخر ساعة،" قالت.
"يمكن كان محشور في المرور، أو عربيته عطلت على جنب الطريق. هحاول أتصل بيه،" قُلت بسرعة وعصبية وأنا بطلع الموبايل من شنطة الإيد بتاعتي. بس تليفون ليستر كان مقفول.
مش عايزة أفكر إنه هيعملها، بس حاجة واحدة دخلت دماغي: إنه مش هييجي!
رميت موبايلي ونزلت من العربية على طول. مش فارق معايا إذا كان الناس في الكنيسة بتبص عليا. روحت على طول لأم ليستر وحضنتها جامد.
"أمي، مش عارفة أتصل بليستر،" قُلت بين ما أنا بتنفس بسرعة.
مسكت إيديّ الاتنين. "يا بنتي، مش عارفين نوصل لتليفونه،" قالت وأنا بهز راسي لتحت.
"مينفعش يعمل كده فينا، مارغو. مينفعش يحرجنا هنا!" قال دون سيمون، أبو ليستر.
صدري كان بينبض أصعب. بعدين سبت الكنيسة وأنا بعيط.
"لأ. ده مجرد حلم،" همست. غمضت عينيّ جامد وقرصت دراعي. حسيت كأن السما والأرض وقعوا عليا. الدموع طلعت في عينيّ. "قولت إنك بتحبني؟ فين؟" قُلت بحزن.
ساندي، أحسن صاحبة ليا، قربت مني. حضنتني جامد وعيطت زيي. "مارغو، اهدي. يمكن ليستر بس متأخر،" قالت وهي بتمسح على ضهري.
لفيت بسرعة. مسحت دموعي، بعدين مديت كفي ليها. "فين المفتاح بتاعك؟"
"رايحة فين؟ استني شوية كمان. يمكن ييجي،" أصرت.
"اديني مفتاح العربية بتاعتك!" صرخت. تنهدت قبل ما تتكلم تاني. "في حالتك دي دلوقتي، أكيد مش هتعرفي تسوقي كويس. أنا هسوقلك."
"اديني مفتاح العربية بتاعتك بس!" صرخت بتأكيد.
ساندي شكلها اتصدمت من اللي قولته وعضت على شفتيها. أخيرًا مدّت إيديها على المفتاح والزعل في عينيها.
سمعت أبويا بينادي عليا. "مارغو!"
بصيت على أبويا بس قبل ما أجري على عربية ساندي. شفتي محاولتهم للحاق بيا، بس سحبت العربية بعيد. حتى مش عارفة أنا رايحة فين.
"أنا آسفة أوي، أمي وأبويا،" همست.
مسحت الدموع اللي كانت بتنزل على طول. عارفة إني خيبت أملهم المرة دي. لو كنت أقدر أرجع بالزمن، مكنتش عايزة أحرجهم قدام ناس كتير أوي.
"روح في داهية! يا وسخ!" صرخت.
كنت مستعدة. كنت بجد عايزة أبدأ عيلة معاه، بس اللي هو عمله ده؟ إيه اللي غلط فيه في علاقتنا؟
مؤلم جدًا. مش بس عشان أهلي اتحرجوا قدام ناس كتير، بس عشان خلاني أبدو غبية.
معنديش فكرة ليه عمل كده فيا. أقدر أقول إن علاقتنا كانت ماشية كويس في التلات سنين اللي كنا فيها مع بعض. هو غالبًا بيبذل مجهود عشان أنا مشغولة أوي في الشغل. وكمان طلب مننا نتجوز عشان قال إنه هيقدمني على المذبح. يا وسخ!
دقت بالزمارة جامد على اللي سبقني فجأة.
"روح في داهية! يا وسخ!" اتصدمت لما العربية وقفت فجأة قدامي.
"غبّي!" زليت قبل ما أدوس فرامل.
نزلت بسرعة من العربية. أنا لابسة فستان فرح، بس في ستين داهية، مش فارق معايا! خبطت على شباك العربية.
"يا جماعة، أي حد فيكم، انزلوا من هنا! دي مش ملككم الطريق، ومفيش حق ليكم إنكم توقفوا فجأة في نص الطريق بعد ما سبقتوا!" صرخت بغضب.
بعدت عن باب العربية لما اتفتح فجأة ونزل راجل لابس نضارة شمس. كان يخطف الأنفاس بقميصه البولو الأبيض وبنطلونه الغامق. بس فجأة اتخضيت من صوت زمامير العربيات اللي ورانا.
"اتجوزوا، عشان ميبقوش بيجروا وراكم في الطريق!" الصراخ من السواق وهو بيضحك علينا.
حتى الركاب في الجيب ضحكوا وبعضهم كان بيرتعش من الإثارة.
هم جد؟ فكروا إن الراجل ده سابني في فرحنا، وأنا بجري وراه. حد سابني بجد بس مش الوسخ ده!
بصيت على المتفرجين وواجهت الراجل اللي كان داقق في باب عربيته.
"يا سيد أي حاجة، فاكر نفسك مين عشان توقف في نص الطريق؟! لو مكنتش دوست فرامل على طول؟!" عايزة أعبر عن استيائي على الرغم من إني عارفة إني أنا كمان الملامة على اللي حصل.
بس هو مجاوبش.
راجل كريه! طلعت تنهيدة ارتياح وضيقت عيني على الراجل ده. "أنت أطرش ولا إيه؟"
"مش شايف أي حاجة غلط في اللي عملته. أنتِ اللي غلطانة عشان بتشتميني،" قال وهو بيشبك دراعاته.
"عفوًا؟ يبقى أنا لسه الملامة؟"
سمعته بيشتم وهو بيشد على فكه. وبلع كم مرة. لما بصيت عليه، اتفاجئت، بالذات لما أخد خطوة أقرب.
"أنتِ السبب في إني اتأخرت، يا آنسة العروسة الهاربة،" همس.
بلعت بصعوبة. إيه اللي هو قاله ده؟
خديّ الاتنين سخنوا. "أنت وقفت بطريقة وقحة في نص الطريق! وكمان، أنا مش عروسة هاربة!"
عطس قبل ما يتكلم. "شكل عربيتك مفيهاش أي ضرر. إلا إذا . . . عايزاني أدفعلك، صح؟!" ابتسم بخبث.
كنت على وشك أجاوب لما واحد من المنفذين قرب مننا.
"آه، أطلب منكم السماح. فيه مشكلة هنا؟" سأل الراجل اللي لابس يونيفورم وأصدر التذكرة لينا.
"لأ، مفيش حاجة. بس بندردش شوية،" الراجل اللي لابس نضارة شمس جاوب بثقة. إيديه دلوقتي جوة جيوب البنطلون.
"يبقى يمكن تطلعوا على جنب عشان بتتدخلوا في حركة المرور،" المنفذ قال بصبر. حتى شفتيه بيبص عليا.
"تمام. عندي اجتماع أحضره، يبقى أحسن أمشي،" الراجل الكريه قال قبل ما يربت على كتف المنفذ. حول نظره عليا قبل ما يهز كتفيه. "أما أنتِ، يا آنسة، يمكن تتأخري على فرحك. إيه خسارة فستانك والمكياج إذا هربتي بس!" كان لسه بيضحك وهو بيدخل عربيته.
اتمنيت في اللي هو قاله.
الراجل الكريه جرّ عربيته على جنب وحتى طلع إيده من الشباك عشان يلوح.
"روح في داهية، يا وسخ!" صرخت. مكنتش أقدر أعمل حاجة غير إني أرجع لعربيتي. "وكمان ليك يوم معايا، يا راجل مغرور!"