الصراخ كان بيهرب من الجو الهادي اللي كان موجود، والنار كانت مولعة وبتدمر كل حاجة في طريقها. الكل كان بيهرب من ساحة المعركة وبيحاولوا يحموا نفسهم وغيرهم.
صوت اصطدام المعدن كان بيرن في القصر، والجنود كانوا بيعملوا اللي عليهم عشان يحموا قائدهم، بس اللي بيعملوه ما كانش كفاية، لأن مهاجمين أكتر من العدو دخلوا عشان يساندوا حلفائهم.
"يا ملكتي!! لازم تمشي فورًا!!" صرخ واحد من رجالتها وهو بيقاتل أربع مهاجمين في نفس الوقت.
أوكتافيا كانت مصدومة، بس ما ترددتش إنها تمسك بمروحتها ذات الشفرات عشان تدافع عن بيتا،
"يا ملكتي، إيه اللي بتعمليه؟!! أنا قلت اهربي مش تحاربي!! لو قبضوا عليكي مش هيرحموا عليكي ولا على الأميرة!! اطلعي من هنا!!" صرخ، ودفّعها بعيدًا، واتكون جرح عميق في صدره لما السيف اخترق جسمه.
أنين الألم بيطلع منه، بس ده بس اللي عصب الملكة.
"انسجام مدمر!!" طاقة أرجوانية بتطلع من كيانها، وكل المهاجمين بيصرخوا من العذاب، وودنهم بتنزل منها دم لما الأغاني اللي طلعت من كرة الطاقة، بتبدأ تموتهم ببطء.
"مش هسيبك يا زيركسيس…." حطت جسمه على جسمها وشيلته لمكان آمن.
"إيه اللي بتعمليه يا أوكتافيا؟ سيبيني أموت….." اتوسل إليها، بس هو عارف إنها عنيدة جدًا، هي حتى ما سمعتش كلامه، و فضلت تجره لمكان آمن، و لما كانوا ورا غرفة العرش، فتحت ختم بسحرها ودخلوا، والجدران بتقفل وراهم.
أسقطته وانهارت بعده، وهي بتتنفس بصعوبة، هدومها كانت ممزقة، وأجزائها الحساسة كانت مكشوفة، مسحت العرق والدم من وشها، وعينيها الأرجوانية بصت له.
"إيه مشكلتك بالظبط؟" سألها، "ليه مصرة على إنك تقتلي نفسك؟!!" هو كان غضبان عليها بجنون، بس كل اللي أخده صفعة قوية.
اتصدم من قوة الضربة، هي كانت مرهقة، بس لسه قادرة تديله صفعة تغير حياته.
"وإيه مشكلتك أنت؟ ليه مصر تضحي بنفسك؟" همست له، وهي متضايقة بوضوح من الراجل.
عيونه بتلين وهو بيمسك خدها، "ما تلمسينيش، أنا مش عايزة أشوف وشك حتى." ضربت إيده بعيد، بس هو شدها في حضنه، "أنتِ مهبولة." شهقت على صدره الملطخ بالدم.
"أنا آسفة……" ده كل اللي قدر يقوله، "لازم نلاقي الأمي— أقصد أركاديا، هي مش بتقدر تدافع عن نفسها، وغالبًا هيروحوا وراها." حاول يقوم، بس هي زقته لورا.
"أنا اللي هدور على بنتي، خليك هنا." أمرت.
"مش هقدر أخليكي تروحي لوحدك يا أوك—" اتقطع كلامه.
"أنا الملكة أوكتافيا، أنا اللي هدور على بنتي." فتحت الختم وقفلته وراها، وسابت المحارب المصاب عشان يرتاح.
أركاديا كانت مستخبية ورا أعمدة القصر، وبتتنفس بصعوبة، هي عمرها ما كانت في نص حرب، وده كان مرعب. كانت بتتمنى إن أمها تكون بخير، ما كانتش تتحمل إن أي حاجة تحصل لأهلها.
شافت فتحة وحاولت تروح لمكان آمن أكتر لحد ما مسكها واحد من جنود العدو.
"إيه اللي معانا هنا؟ سيدي هيكون فخور إني جبت جوهرة المملكة." بص بطمع في لحمها، وعينيها فيها خوف وألم لما دخلت أظافره في جلدها.
"سيبني!! حد يساعدني!!!" اتوسلت، وبتضرب رجليها عليه، بس هو بيجرها بعيد، لمكان هادي محدش هيقدر يسمع صراخها وهي بتشبّع نفسه.
كان بيعمل كده لحد ما راسه طارت.
أركاديا نطت لورا من الظاهرة الغريبة، الناس مش بيخسروا رؤوسهم كده بس. لحد ما شافت أمها قدامها، بتنفض الدم من مروحتها،
"أمي؟!!" عينيها غرقت دموع، هي عمرها ما كانت سعيدة كده في حياتها.
حضنتها بالقوة اللي بقيت معاها، وهي بدأت تعيط بشكل مش مسيطر عليه، "أنا افتكرت….افتكرت….." فضلت تشهق، ما قدرتش حتى تكون جملة كاملة.
"عمرهم ما هيقدروا ياخدوني وأنا عايشة، أفضل أموت من إني أكون تحت رحمة العدو." حاولت تهديها، وبتمرر إيدها على شعرها الطويل بلطف. بس عرض حبهما الصغير ده جذب المهاجمين ليهم. كانوا محاصرين من كل الجهات، والحل يا الاستسلام يا الموت.
أوكتافيا خبت بنتها وراها وهي بترتعش بعنف، ورسمت مراوحها على صدرها، كانت مستعدة للقتال. هتحارب عشان تتأكد إنهم ما يلمسوش جوهرتها الثمينة.
"أمي؟" أركاديا ما عجبهاش الشكل اللي أمها عاملة بيه، وهي عارفة كويس إنها هتعمل حاجة جذرية. وده اتأكد لما عينيها اتغلفت بهالة أرجوانية.
"خليكي ورايا على طول." أمرت الملكة، وهاجموا عليهم.
كلهم كانوا جايين من ورا الأول، وبلفة، قطعت راس واحد من المهاجمين، وقطعت ذراع تاني، أركاديا اتأكدت إنها تفضل دايما وراها.
رمت مروحتها عشان تخز واحد في عينيه، وخلته يقع ضعيف وينزف لحد الموت، مروحتها التانية، خزتها في قلب شخص قبل ما تاخد سيف من السيوف اللي مش مستخدمة وتقطع راس تاني.
زقت أركاديا بعيد وهي دخلت في مبارزة مع جندي.
"هناخدها!!" هو زود قوته عليها.
"على جثتي!!" زقت لورا وهو بيترنح شوية، بتصرخ صرخة بتوجع اللي يسمعها، والجندي بدأ يعيط من الألم، ماسك ودنه وهو بينزف من كل الفتحات، قبل ما ينهار ويموت.
الكل مات. وأركاديا كانت متخشبة.
تصورها عن أمها اتغير تمامًا، ما شافتش الست الهادية اللي دايما بتحب الكل. شافت وحش.
قاتلة.
وحامية.
"أركاديا….." قربت من بنتها، "يا جوهرتي…." هي خلاص وصلت لحد ما اتخزت بشفرة في قلبها، كحت دمها وهي بتشوف شكل الرعب على وش بنتها.
رؤيتها بدأت تروح لما أركاديا جريت عليها، ألم وغضب وحيرة في عينيها،
"أبي!!!!"
**ألفا ضد لونا**